أمن أوروبا ـ ما هي مهام مفوض الدفاع الجديد للاتحاد الأوروبي؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

تشير مهام مفوض الدفاع، التي تم الكشف عنها في 17 سبتمبر 2024، بشكل غير مفاجئ إلى أن إقناع الدول الأعضاء بالتعاون نحو بناء سوق دفاعية للاتحاد الأوروبي سوف يستغرق معظم وقته. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنه إذا تم انتخاب أندريوس كوبيليوس من قبل البرلمان الأوروبي ، “سيعمل على تطوير الاتحاد الدفاعي الأوروبي وتعزيز استثماراتنا وقدراتنا الصناعية”.

ومن المرجح أن تصطدم هذه المهمة الضخمة وغير الواضحة بحكومات الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. يُنظر إلى القرارات المتعلقة بالدفاع بشأن الإنتاج والشراء تقليديًا على أنها كفاءة وطنية، ويظل التعاون على مستوى الاتحاد الأوروبي استثناءً. وسوف يحتاج كوبيليوس أيضًا إلى قيادة سياسة فضائية مستقلة، حيث تكون المصالح الوطنية قوية على نحو مماثل والطريقة الأوروبية صعبة بنفس القدر.

وسوف يضطر كوبيليوس إلى الاعتماد على خبرته وعلاقاته، حيث التقى طوال حياته المهنية وتعامل مع عدد من الشخصيات الأوروبية الأخرى، بما في ذلك رئيس الوزراء المجري المثير للجدل المؤيد لروسيا فيكتور أوربان، ورئيس وزراء هولندا مارك روتي، ورئيس وزراء بولندا دونالد توسك. كما هو مفصل في رسالة المهمة، فإن التفاوض على برنامج صناعة الدفاع الأوروبية (EDIP) مع دول الاتحاد الأوروبي والإشراف على طرحه وسط المصالح الوطنية سوف يشغل معظم وقت المفوض.

تحدد الرسالة السياسات والأهداف الرئيسية من مسودة EDIP، بما في ذلك المهام “لزيادة تجميع الطلب على الأصول الدفاعية”، “العمل على إنشاء سوق واحدة لمنتجات وخدمات الدفاع”، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في سلاسل التوريد بشكل أكبر، وإيجاد النقد للصناعة. سيعطي كوبيليوس الأولوية لبناء درع جوي أوروبي وتعزيز مشروع دفاع سيبراني مشترك – وكلاهما يعرفه فون دير لاين بأنه “مشاريع دفاعية ذات مصلحة أوروبية مشتركة”.

في حين تم طرح الأفكار بالفعل في العام الماضي من قبل مفوض السوق الداخلية السابق تييري بريتون وأورسولا فون دير لاين، فإن الرسالة لا تحدد ما تنطوي عليه هذه المشاريع. ومن غير المستغرب أن تحسين قدرة المعدات العسكرية والقوات على الحركة واستخدام الابتكارات ذات الاستخدام المزدوج من بين مهامه أيضًا.

عند تقديم حقيبة الدفاع، هدفت فون دير لاين إلى طمأنة الدول الأعضاء. وقالت : “أنا واضحة جدًا بشأن كفاءات الدول الأعضاء، وتكوين القوات، والمهام، وهياكل القوات. لكن المستوى الأوروبي مسؤول عن السوق الموحدة والصناعة”. وبهذا المعنى، أضافت: “بالنظر إلى صناعة الدفاع، فإن تعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية سيكون مهمًا”، في إشارة إلى مدى أهمية EDIP.

يأتي EDIP وإنشاء منصب مفوض الدفاع على خطى حرب روسيا ضد أوكرانيا، مما دفع الأوروبيين إلى الوعد بإنفاق إضافي على الاستثمارات والقوات الدفاعية. وتولت المفوضية الأوروبية دوراً أكبر في دعم المشتريات المشتركة للأسلحة وتعزيز إنتاج الذخيرة، وهي تهدف الآن إلى وضع الصناعات الأوروبية على أهبة الاستعداد للحرب من خلال التوفيق بين الطلبات والطلب، ومراقبة سلاسل التوريد، وإنشاء الاحتياطيات، وما إلى ذلك.

وقالت فون دير لاين أيضاً: “نحن نعلم جميعاً بسبب التجربة المريرة للحرب في أوكرانيا، مدى أهمية التقنيات المتطورة”. ولهذا السبب، سيقدم كوبيليوس تقاريره إلى المفوضة المعينة للسيادة والأمن التكنولوجيين، الفنلندية هينا فيركونين، المسؤولة عن الأمن السيبراني والأمن الرقمي. سيتعين عليه أيضاً التواصل مع ستيفان سيجورني، مفوض الرخاء والصناعة، وكبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، حيث تتداخل أهدافهما.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=96772