الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ تحول قواعد الأشتباك مابين حزب الله وإسرائيل إلى الحرب الهجينة.(ملف)

سبتمبر 22, 2024

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

ملف أمن دولي ـ تحول قواعد الأشتباك مابين حزب الله وإسرائيل إلى الحرب الهجينة

يمكنك تصفح الملف نسخة pdf  ملف أمن دولي ـ تحول قواعد الأشتباك مابين حزب الله وإسرائيل إلى الحرب الهجينة

1 ـ استخبارات ـ كيف نفذت الاستخبارات الإسرائيلية عملية “البيجر” ضد حزب الله

قامت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية “بإخفاء متفجرات في (5000) جهاز اتصال من صنع أوروبي قبل أشهر من تفجير أجهزة حزب الله”، كما تم الكشف عن “رسالة نصية مشفرة تسببت في الانفجارات”.

أكد مصدر أمني لبناني إن “الموساد قام بحقن لوحة داخل أجهزة اتصالات تحتوي على مادة متفجرة تتلقى شفرات. من الصعب جدا اكتشافها بأي وسيلة. حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي”. زعم المصدر أن حزب الله طلب أجهزة الاتصال من شركة تايوانية تسمى “Gold Apollo”، لكن المسؤولين التنفيذيين هناك قالوا إن الأجهزة تم تصنيعها وبيعها بموجب ترخيص من قبل “BAC Consulting ” في بودابست، المجر.

يرى “إيليا جيه ماجنييه”، وهو محلل كبير للمخاطر السياسية ومقره بروكسل، في وقت لاحق إنه تحدث مع أعضاء حزب الله الذين فحصوا أجهزة الاتصال التي فشلت في الانفجار. ويبدو أن أجهزة الاتصال تلقت رسالة خطأ مشفرة تم إرسالها إلى جميع الأجهزة مما تسبب في اهتزازها وإصدارها صافرات لمدة 10 ثوانٍ تقريبا. استخبارات- جهاز “أمان” الإسرائيلي ـ المهام والخطط المستقبلية

وعندما ضغط المستخدم على زر جهاز النداء لإلغاء التنبيه، انفجرت المتفجرات – وهو التصميم الذي من شأنه أن يضمن أن يكون جهاز النداء ممسكا به من قبل المستخدم في وقت الانفجار لإحداث أقصى قدر من الضرر. تمثل العملية التي استمرت شهورا من قبل الموساد والجيش الإسرائيلي خرقا أمنيا غير مسبوق لحزب الله، الذي تعهد بالرد على إسرائيل ومواصلة دعمه لحليفته حماس وسط الحرب المستمرة في غزة.

جاء في بيان لحزب الله “ستستمر المقاومة اليوم، مثل أي يوم آخر، في عملياتها لدعم غزة وشعبها ومقاومتها وهو مسار منفصل عن العقوبة الرد التي يجب أن تنتظرها إسرائيل. وقال مسؤول أمني أمريكي إن الهجوم كان مخططا له في وقت لاحق كجزء من “هجوم شامل” ضد حزب الله، لكن إسرائيل اختارت تفجير الأجهزة في وقت مبكر وسط مخاوف من أن الجماعة اللبنانية أصبحت على علم بالخطة.

قال المصدر لوكالة “أكسيوس” شريطة عدم الكشف عن هويته “كانت تلك اللحظة ـ تفجير أجهزة الاتصالات ـ تستخدمها أو تخسرها”. وقد أفسحت سلسلة الانفجارات، التي بدأت في 17 سبتمبر 2024 ، المجال لحالة من الذعر والفوضى على نطاق واسع في جميع أنحاء الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان وحتى في سوريا. استخبارات ـ الموساد المهام واستراتيجية تعقب عناصر حركة “حماس”

وأكدت إيران في وقت لاحق أن سفيرها في لبنان، مجتبى أماني، أصيب. وأصيب أكثر من 2800 شخص في النهاية في الانفجارات. وكانت قد أشارت التكهنات الأولية في أعقاب الانفجارات إلى أن عملية اختراق إسرائيلية ربما تكون قد أثقلت كاهل بطاريات أيون الليثيوم التي تغذي أجهزة النداء، والتي يمكن أن تحترق بدرجة حرارة تصل إلى 590 درجة مئوية (1100 فهرنهايت) عند إشعالها.

ولكن مجموعة من المصادر الأمنية والخبراء توصلوا منذ ذلك الحين إلى أن الانفجارات كانت ناجمة عن عملية إسرائيلية عطلت سلسلة التوريد وأدخلت متفجرات في أجهزة النداء التي تم تنشيطها عن بعد لاحقا بواسطة رسالة الخطأ المشفرة. وأوضح ضابط سابق في مجال إبطال مفعول القنابل في الجيش البريطاني أن الجهاز المتفجر يحتوي على خمسة مكونات رئيسية: حاوية وبطارية وجهاز تشغيل ومفجر وشحنة متفجرة.

وأوضح الضابط السابق، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه يعمل الآن كمستشار في الشرق الأوسط، أن “جهاز النداء يحتوي على ثلاثة من هذه المكونات بالفعل”. “لن تحتاج إلا إلى إضافة المفجر والشحنة”.

أكد “كارلوس بيريز”، مدير الاستخبارات الأمنية في شركة “TrustedSec”، إنه بحلول وقت الهجوم، “كانت البطارية نصف متفجرة ونصف بطارية فعلية على الأرجح”. وقال “شون مورهاوس”، الضابط السابق في الجيش البريطاني وخبير التخلص من الذخائر المتفجرة: “بالنظر إلى الفيديو، فإن حجم التفجير مماثل لذلك الذي تسبب فيه صاعق كهربائي وحده أو صاعق يشتمل على شحنة شديدة الانفجار وصغيرة للغاية”.

تابع “مورهاوس” إن هذا يشير إلى تورط جهة فاعلة تابعة لإسرائيل. وأضاف أن وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، الموساد، هي المشتبه به الأكثر وضوحًا في امتلاك الموارد لتنفيذ مثل هذا الهجوم. وقال حزب الله في بيان: “بعد التدقيق في كل الحقائق والمعطيات الحالية والمعلومات المتوفرة حول الاختراق. نحمل العدو إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا الاختراق الذي استهدف المدنيين أيضا”.

وكان قد أعد حزب الله خطة حرب في فبراير 2024 تهدف إلى معالجة الثغرات في البنية التحتية للاستخبارات في الجماعة. وكان نحو (170) مقاتلاً قد قُتلوا بالفعل في ضربات إسرائيلية مستهدفة على لبنان، بما في ذلك قائد كبير ومسؤول كبير في حماس في بيروت. وفي 13 فبراير 2024، حذر الأمين العام للجماعة “حسن نصر الله” أنصاره بشدة من أن هواتفهم أكثر خطورة من الجواسيس الإسرائيليين، قائلاً إنهم يجب أن يكسروها أو يدفنوها أو يحبسوها في صندوق حديدي. بدلاً من ذلك، اختارت الجماعة توزيع أجهزة النداء على أعضاء حزب الله عبر فروع الجماعة المختلفة – من المقاتلين إلى المسعفين العاملين في خدمات الإغاثة.

أشارت التقارير الأولية إلى أن أجهزة النداء التي طلبها حزب الله تم توريدها من قبل شركة تايوانية تسمى “Gold Apollo”. لكن المسؤولين التنفيذيين قالوا إن الشركة لم تفوض سوى علامتها التجارية على الأجهزة، وأنها تم تصنيعها وبيعها من قبل شركة “BAC Consulting KFT” المجرية.

وورد في بيان: “أقامت شركة “Apollo Gold Corporation” ترخيصا طويل الأمد للعلامة التجارية الخاصة والتعاون الإقليمي مع BAC”. “وبموجب الاتفاق، فإننا نسمح لشركة “BAC” باستخدام علامتنا التجارية في مبيعات الإنتاج في مناطق محددة، ولكن تصميم وتصنيع المنتجات يتم بالكامل من قبل BAC.” وصرح “هسو تشينج كوانج” رئيس شركة “Gold Apollo” هذا أن شركته لديها اتفاقية ترخيص مع “BAC” على مدى السنوات الثلاث الماضية، لكنه لم يقدم دليلاً على العقد.

أعلن الموساد في 27 يونيو 2017 عن إنشاء صندوق “ليبرتاد” بهدف الوصول إلى تقنيات وأفكار جديدة في مجال التجسس. الغرض من إطلاق الصندوق بناء قدرة ابتكارية والحفاظ على تفوقه التكنولوجي وتعزيزه، وذلك من خلال الاتصال بالشركات المدنية الناشئة في مجال التكنولوجيا المتطورة، وتقديم أفكار جديدة في (5) مجالات عام 2017، منها التقنيات الروبوتية المبتكرة، الطاقة، والتقنيات المبتكرة لتشفير المعلومات بسرعة عالية، سقف التمويل الذي يمنحه للمشروع الواحد يشمل نحو (570) ألف دولار.

من المحتمل بعد التصعيد الحالي مع حزب الله، أن تكون هذه بداية للعديد من العمليات السرية الإسرائيلية لملاحقة قيادات حزب الله على المستوى الإقليمي. وقد يدفغ ملاحقة إسرائيل إلى قيادات “حزب الله”، إلى استهداف “حزب الله”  للمصالح الإسرائيلية.

**

2 ـ استخبارات ـ تفجير اجهزة “بيجر” لحزب الله، ما الجدوى الإستراتيجية ؟

يشهد لبنان حالياً تحديات كبيرة في ظل تداعيات حرب غزة وما حدث في السابع من أكتوبر 2023. تتزايد التوترات مع حزب الله وسط مساعي حكومة بنيامين نتنياهو لتوسيع دائرة الصراع ونقل الحرب إلى شمال إسرائيل، حيث يتم التركيز على المواجهة مع حزب الله في تلك المنطقة.

ورغم هذا التصعيد، يبرز عدم وجود رغبة دولية لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة. فقد أعلن حزب الله مرارًا عدم رغبته في الدخول في حرب شاملة أو توسيع الصراع ليشمل جنوب لبنان والشمال الإسرائيلي. لكن يبقى الوضع متوترًا، حيث تسعى إسرائيل لإعادة توجيه الضغط والاهتمام بعيدًا عن غزة، في حين يجد لبنان نفسه في وسط معادلة صعبة بين الاستقرار الداخلي والضغوط الخارجية. استخبارات ـ الموساد المهام واستراتيجية تعقب عناصر حركة “حماس”

أعلن حزب الله  يوم 17 سبتمبر 2024 عن مقتل 20 من أعضائه، بينما تشير تقارير إعلامية إلى وجود دلائل على أن الشركة المصنعة لأجهزة النداء التي انفجرت في لبنان هي مجرد شركة وهمية. وهنا يتوجب التوضيح بإن الشركة “الهنغارية” هي واجهة للموساد أكثر ماتكون شركة وهمية وفقاً لقواعد الاستخبارات.

شركة Gold Apollo

وأعلنت شركة Gold Apollo التايوانية أنها باعت رخصة تصنيع أجهزة النداء لشركة مجرية. من جانبها، صرحت المديرة التنفيذية لشركة  B.A.C Consulting  لقناة NBC الأمريكية بأن شركتها كانت مجرد وسيط لمعدات الراديو. ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، كانت B.A.C Consulting جزءًا من شبكة شركات يُزعم أن إسرائيل هي المصنعة الحقيقية لهذه الأجهزة.

انفجرت مئات أجهزة الراديو في لبنان بضغطة زر واحدة، وهو ما اعتبره الخبراء تفوقًا واضحًا للموساد على حزب الله. رغم عدم وجود تأكيد رسمي، فإن الهجوم المنسق على أعضاء حزب الله يُعتقد أنه يحمل بصمة واضحة للموساد. وصرح شلومو شبيرو، أستاذ في جامعة بار إيلان في تل أبيب، لموقع تي أون لاين: “معظم الناس في الشرق الأوسط يعتقدون أن إسرائيل وراء ذلك، وأنا واحد منهم”. وأوضح أن الموساد هو الجهة الوحيدة القادرة على تنفيذ عملية بهذه الدقة.

ووفقًا لتقارير، لقي ما لا يقل عن 12 شخصًا مصرعهم وأصيب حوالي 2800 آخرين في الانفجارات المتزامنة لمئات أجهزة الاستدعاء يوم 17 سبتمبر 2024. وصرح وزير الصحة اللبناني فراس أبيض أن حوالي 300 من المصابين في حالة حرجة. وشملت الضحايا فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات وصبيًا يبلغ من العمر أحد عشر عامًا. ووقعت انفجارات أخرى في أجهزة اتصال لاسلكية يوم 18 سبتمبر 2024.

يشير الخبير شبيرو إلى أن هذه العملية تطلبت شهورًا من التحضير، وكان التحدي الأكبر هو تهريب آلاف الأجهزة إلى حزب الله دون أن يثير ذلك أي شكوك. ويعتقد أن الأجهزة لم تكن مجرد أفخاخ مفخخة، بل ربما استخدمها الموساد أيضًا للتنصت على اتصالات حزب الله. ويصف العملية بأنها ضرب “عصفورين بحجر واحد”، معتبرًا هذا الأسلوب شكلاً جديدًا وغير مسبوق من أشكال الحرب.

أثار الموساد ضجة كبيرة عندما اختطف أدولف أيخمان، النازي المختبئ في الأرجنتين، عام 1960. ومنذ ذلك الحين، تعقب الموساد وقتل العديد من أعداء إسرائيل. ومع أن قائمة عمليات الاغتيال طويلة، إلا أن استخدام الأفخاخ المتفجرة ضد آلاف الأشخاص في نفس الوقت يمثل مرحلة جديدة في هذا الصراع. بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، كثف الموساد عملياته ضد أعداء إسرائيل. وكان رئيس المخابرات الإسرائيلية، ديفيد بارنيع، قد هدد في يناير من العام الحالي 2024 بالقبض على المسؤولين عن الهجوم “أينما كانوا”، مؤكداً أن الأمر سيستغرق وقتاً. استخبارات ـ كيف نفذت الاستخبارات الإسرائيلية عملية “البيجر” ضد حزب الله ؟

ليبرتاد” صندوق التجسس

يتولى الموساد جمع وتحليل المعلومات والبيانات الاستخباراتية والسياسية والعسكرية والأمنية، ووضع وتقييم الاستنتاجات والتنبؤات بشأنها، وتحديد الأهداف بعيدة المدى لأمن إسرائيل، كذلك وضع خطط العمليات الخاصة، بالحرب النفسية، وجذب واستقطاب العملاء لجمع المعلومات على المستوى الدولي. يجمع “الموساد” المعلومات بالوسائل الإلكترونية، وتننفيذ عمليات الاغتيال، وتقديم توصيات وتقارير إلى الجهات الرسمية السياسية والأمنية في إسرائيل.

أعلن الموساد في 27 يونيو 2017 عن إنشاء صندوق “ليبرتاد” بهدف الوصول إلى تقنيات وأفكار جديدة في مجال التجسس. الغرض من إطلاق الصندوق بناء قدرة ابتكارية والحفاظ على تفوقه التكنولوجي وتعزيزه، وذلك من خلال الاتصال بالشركات المدنية الناشئة في مجال التكنولوجيا المتطورة، وتقديم أفكار جديدة في (5) مجالات، منها التقنيات الروبوتية المبتكرة، الطاقة، والتقنيات المبتكرة لتشفير المعلومات بسرعة عالية، سقف التمويل الذي يمنحه للمشروع الواحد يشمل نحو (570) ألف دولار.

الحرب ضد حزب الله

مؤخرًا، ركزت السلطات الإسرائيلية اهتمامها على لبنان، حيث بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامنًا مع حماس. وقد تعهد حزب الله بمواصلة القتال حتى تنسحب إسرائيل من غزة. وفي حين أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن من القضاء على حماس بشكل كامل رغم مرور عام على الهجوم البري، فإن المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وصلت إلى طريق مسدود. وعلى إثر ذلك، كثفت إسرائيل ضغوطها على حزب الله.استخبارات- جهاز “أمان” الإسرائيلي ـ المهام والخطط المستقبلية

وفقًا لشلومو شبيرو، الخبير الإسرائيلي، فإن الهجوم على حزب الله كان “الرسالة الأخيرة والملاذ الأخير قبل حرب كبرى”. ويضيف أن إسرائيل أرادت إظهار قدرتها على إلحاق ضرر كبير بحزب الله دون أن يكون ذلك بالضرورة مقدمة لحرب واسعة.

التشكيك في الإستراتيجية

من جانبه، يشكك يوسي ميلمان، مؤلف متخصص في المخابرات الإسرائيلية، في جدوى الهجوم من الناحية الإستراتيجية. ففي حين أن الهجوم أظهر قدرة إسرائيل على ضرب قلب حزب الله، إلا أنه لا يغير الصورة الاستراتيجية العامة بشكل كبير، وفقًا لميلمان الذي وصف الهجوم بأنه “علامة على الذعر”. بالمقابل، يصف شبيرو النهج الإسرائيلي بأنه دقيق للغاية، مؤكدًا أن الأجهزة التي استُخدمت في الهجوم كانت تُستخدم حصريًا لأغراض إرهابية، وأنها ساعدت إسرائيل في الوصول إلى أهم الشخصيات في حزب الله.

توقيت الهجوم

توقيت الهجوم يثير أيضًا العديد من التساؤلات. يفسر سايمون فوكس، خبير شؤون الشرق الأوسط، التوقيت بأنه مرتبط بانتهاء المعارك في غزة، مما دفع إسرائيل إلى تحويل انتباهها نحو إيران وحزب الله. ويشير إلى أن حزب الله قد وضع كل أوراقه على الطاولة. من جهة أخرى، تشير تقارير أخرى إلى أن توقيت الهجوم كان بسبب مخاوف إسرائيل من اكتشاف حزب الله للأجهزة التي تم التلاعب بها، مما دفعها إلى تنفيذ الهجوم في الوقت المناسب.

النتائج

وهنا يتوجب بحث الجوانب المرتبطة بالصراع الاستخباراتي بين “الموساد” وحزب الله، من أجل معرفة كيف أن حروب الجيل الخامس تعتمد على الخروقات الأمنية والاستخباراتية بدلاً من المواجهات العسكرية التقليدية. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية:

  1. اختراق أمني داخل حزب الله: الموساد استطاع الترتيب لفخ مع شركة وهمية في هنغاريا، مما يشير إلى أن الحزب كان مخترقاً من الداخل حتى قبل عملية التفخيخ. هذا يُظهر وجود عميل أو عملاء داخل المنظمة.
  2. الحصول على معلومات خطط الشراء: وصول الموساد إلى معلومات خطط حزب الله لشراء أجهزة الاتصالات يُعتبر نتيجة طبيعية لعمل الاستخبارات التقليدية، لكن تواجد عملاء داخل حزب الله يُعد إنجازاً كبيراً للموساد.
  3. الاختراق الفني: إلى جانب العملاء داخل الحزب، من المحتمل أن الموساد قام باختراق اتصالات حزب الله فنياً، سواء عبر الهواتف السلكية أو اللاسلكية، ما سمح لهم بمتابعة خطط الشراء.
  4. إخفاق أمني: الاختراق الفني والعملياتي يُعد ثغرة أمنية كبيرة لحزب الله، إذ أن فقدان سرية الاتصالات يعرض العمليات والخطط لمخاطر كبيرة. الحزب بحاجة إلى مراجعة كاملة لعمليات الشراء والتوريد والبحث عن نقاط الخرق.
  5. تفجير الأجهزة اللاسلكية: الموساد سارعت بتفجير أجهزة “ووكي توكي” بعد يوم من تفجير “البيجر” بسبب الشكوك التي أثارتها العملية الأولى لدى حزب الله. الموساد حاولت الاستفادة من الفرصة قبل أن يكتشف الحزب تورط تلك الأجهزة أيضاً.
  6. حروب الجيل الخامس: هذه الحروب تعتمد على العمليات الاستخباراتية والخروقات الأمنية أكثر من المواجهات العسكرية، وهي أقل تكلفة وأكثر تأثيرًا. العملية أثرت على حزب الله بشكل يفوق أي معركة ميدانية.
  7. تأثير العمليات على حزب الله: مثل هذه الخروقات تُحدث حالة من الشك داخل منظومة حزب الله وتؤدي إلى تعليق الكثير من العمليات والاتصالات لحين حل المشاكل الأمنية، مما يخلق حالة من الشلل المؤقت.
  8. مواصلة العمليات الاستخباراتية: الموساد سيواصل البحث عن ثغرات جديدة، مستفيداً من هذه الخروقات. الهدف هو إضعاف حزب الله دون الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة، ونقل الصراع من غزة إلى الجبهة الشمالية.
  9. إن الشركة المسجلة في هنغارية، فرع للشركة التايوانية، لايمكن اعتبارها شركة وهمية، بل هي شركة “واجهة” عمل للموساد وفقاً لقواعد الاستخبارات، طالما يوجد لها عنوان وترخيص من الشركة الأم ” تايوان، يٌذكر التقارير كشفت إن الشركة الأم أعطت الترخيص وتستخدم علامتها التجارية في انتاج اجهزة “البيجر” واللاسلكي.
  10. الهجوم “الإسرائيلي” أظهر قدرة إسرائيل على ضرب حزب الله من الداخل، إلا أنه لا يغير الصورة الاستراتيجية العامة بشكل كبير.

بات متوقعاً أن يكون هناك تحرك استراتيجي لحزب الله لمحاولة استعادة توازنه الاستخباراتي، مع احتمال أن يحاول الحزب الردّ بعملية استخباراتية نوعية ضد إسرائيل. أما على مستوى سياسي، فمن المتوقع أن يحصل لبنان، حزب الله على تعاطف من دول العالم باعتبار مايشهده لبنان من حروب هجينة، هي تهديد وخرق للأمن العالمي.

أن يكون هناك موقف دولي رافض غلى مثل هذا النوع من العمليات، التي يتعارض مع “أخلاقيات” الحروب” ممكن ان يكون رسالة واضحة ضد ماتنتهجه غسرائيل من حروب هجينية.  “الموساد” و الإستخبارات الألمانية تعاون أمني و خلافات سياسية

**

3 ـ استخبارات ـ حرب الاستخبارات مابين حزب الله وإسرائيل ـ قوة الرضوان

يعد استخدام حزب الله للاستخبارات ضد إسرائيل جزءًا مهمًا من استراتيجيته الشاملة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية وتعزيز نفوذه في المنطقة. يعتمد حزب الله على سبع طرق رئيسية لجمع المعلومات الاستخبارية، منها: الاستخبارات العملياتية لدعم هجماته، الاستخبارات المضادة لحماية التنظيم من الاختراق، النشاطات الدبلوماسية والتجارية لإخفاء نشاطه الإرهابي، اختراق المجموعات المعارضة، التخطيط اللوجستي لهجمات مستقبلية، تجنيد العملاء، واغتيال الخصوم.

تطورت قدرات حزب الله الاستخباراتية على مر العقود، حيث استفاد من التكنولوجيا المتقدمة مثل الطائرات المسيّرة والسيبرانية لاعتراض الاتصالات والتجسس على المكالمات الهاتفية. ويعتمد بشكل كبير على الاستخبارات البشرية، حيث يقوم بتجنيد العملاء داخل إسرائيل لجمع المعلومات وتسهيل العمليات. يعود تطوير حزب الله لهذه القدرات إلى فترة ما بعد اتفاق الطائف في عام 1989، حيث أنشأ عدة وحدات استخباراتية مثل “وحدة مكافحة التجسس”، و”وحدة الاستخبارات الأمنية والعسكرية” التي تركز على الشبكات العملياتية داخل لبنان، بالإضافة إلى “الوحدة 910” التي تنشط في الخارج وتقوم بتجنيد العملاء وتنفيذ العمليات الاستخباراتية. حزب الله

“الوحدة 910” :هي وحدة نخبوية تابعة لحزب الله اللبناني، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بإبراهيم عقيل، الذي يُعتقد أنه كان قائدها الفعلي حتى قُتل في 20 سبتمبر 2024. يُنظر إلى هذه القوة على أنها تهديد كبير من قبل الجيش الإسرائيلي، خاصة على حدوده الشمالية، حيث تعتبرها إسرائيل إحدى أهم الوحدات القتالية لحزب الله المدربة بشكل جيد والمجهزة بترسانة ضخمة من الصواريخ والأسلحة الأخرى. لطالما اعتبرت إسرائيل حزب الله العدو الأكثر شراسة على حدودها، ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن “قوة الرضوان” تشكل خطرًا استراتيجيًا خاصًا. حزب الله استخبارات ـ الشاباك الإسرائيلية المهام وخطط مستقبلية لمحاربة حماس

 

أصول قوة الرضوان

تشكلت “قوة الرضوان” بشكل غامض نسبيًا وأخذت اسمها من الاسم الحركي لزعيم حزب الله السابق عماد مغنية، الذي اغتيل في سوريا عام 2008. تحت قيادة مغنية، لعبت الوحدة دورًا رئيسيًا في عمليات حزب الله، بما في ذلك اختطاف جنود إسرائيليين عام 2006، مما أدى إلى اندلاع حرب لبنان الثانية. منذ ذلك الحين، شاركت الوحدة في عدة معارك، بما في ذلك القتال ضد تنظيم داعش في سوريا. ويُعتقد أن الفترة الأكثر نشاطًا لها في المواجهات مع إسرائيل كانت في الأشهر الثلاثة الأخيرة، حيث كثفت من عملياتها ضد إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية عام 2006. حزب الله حزب الله في ألمانيا ـ أسباب وتداعيات الحظر بجناحيه السياسي والعسكري

قوة الرضوان” هي الذراع النخبوية لحزب الله

تزعم العديد من التقارير أن “قوة الرضوان” هي الذراع النخبوية الجديدة لحزب الله، وتعتبر واحدة من أكثر وحداته فاعلية وقوة نارية. هذه الوحدة تضم نحو 2500 مقاتل من النخبة المدربة تدريبًا عاليًا. وتلقى مقاتلوها تدريبهم المتقدم من “كتيبة الصابرين” للكوماندوز، التي تنتمي إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني (IRGC). يُنظر إلى إيران على أنها الداعم الرئيسي لحزب الله، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضًا من الناحية الأيديولوجية والمالية.

“قوة الرضوان”، التي كانت تُعرف سابقًا بـ”وحدة التدخل”، تأسست تحت قيادة عماد مغنية، الذي كان يُعرف بالاسم الحركي “الحاج رضوان”. وقد لعبت هذه الوحدة دورًا بارزًا في العمليات الهجومية لحزب الله، وخاصة في محاولات التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية. حسب تقديرات عسكرية إسرائيلية، فإن “قوة الرضوان” تركز على عمليات التسلل واحتلال مناطق داخل إسرائيل، في مسعى لخلق ما يسمى “صورة نصر”، إضافة إلى استهداف وإضعاف القوات الإسرائيلية داخل لبنان.

الوحدة 1800 ـ حزب الله

في البداية، كانت “الوحدة 1800” مسؤولة عن الأنشطة الاستخباراتية والعملياتية في البلدان المجاورة لإسرائيل، بما في ذلك بين الفلسطينيين. لاحقًا، تم تطوير الوحدة 133 التي تركز على شن هجمات داخل إسرائيل وجمع المعلومات الاستخبارية اللازمة لتلك العمليات. حزب الله

حزب الله يولي أهمية كبيرة لفصل المهام بين الوحدات المختلفة لتأمين الكفاءة والأمان، حيث لا يتم تكليف مقاتليه بأدوار مزدوجة في العمليات والاستخبارات معًا، بل يتم اختيار الأشخاص بعناية وفقًا لمهاراتهم. كما يستثمر الحزب بكثافة في تدريب مقاتليه على المهارات المتخصصة مثل تصنيع المتفجرات واستخدام الأسلحة، مع توجيه المجندين الجدد إلى وحدات الاستخبارات قبل إلحاقهم بوحدات العمليات. حزب الله

من خلال هذه الأساليب، يتمكن حزب الله من تشغيل عملاء استخباراتيين ليس فقط في إسرائيل، ولكن أيضًا في بلدان أخرى. ويعتمد في كثير من الأحيان على مدنيين غير لبنانيين لتقليل الشكوك حول نشاطه، حيث يمكن أن يُعتبر اللبنانيون في الخارج أهدافًا طبيعية لوحدات مكافحة التجسس الأجنبية.

يميل حزب الله إلى الاعتماد على السكان المحليين غير اللبنانيين لتنفيذ أنشطة التجسس والعمليات الأخرى، حيث يوفر هؤلاء غطاءً ممتازًا للمنظمة، كونهم مواطنين محليين على دراية بالوضع في البلاد، ويتمتعون بحرية التنقل والوصول إلى مختلف المناطق. وتُظهر المعلومات المتاحة أن غالبية العملاء الذين جندهم حزب الله كانوا رجالًا من أصول عربية، لكنه لم يتردد أيضًا في استخدام النساء كعميلات استخبارات، خاصة داخل إسرائيل.

وفقًا للتقارير، جاء معظم المتهمين بالتجسس من شمال إسرائيل والجليل، لكن بعض الحالات ظهرت أيضًا في منطقة القدس ووسط البلاد. من بين العملاء الذين تم كشفهم، شغل بعضهم مناصب عامة مهمة، بما في ذلك أعضاء في الكنيست، عسكريين، وعاملين في مؤسسات وطنية مثل المكتبة الوطنية والمؤسسات الطبية. حزب الله خاص: حزب الله .. ماذا بعد حظر جناحه السياسي في ألمانيا

تشغيل العملاء يُعتبر عملية معقدة وطويلة، ومع ذلك، يُعتقد أن حزب الله في بعض الأحيان استعجل في تشغيل العملاء دون تدريبهم بشكل كافٍ أو تشغيلهم بطريقة احترافية، مما أدى إلى كشف العديد منهم في وقت قصير بسبب التفوق الاستخباراتي الإسرائيلي. ورغم نجاح إسرائيل في كشف العديد من عملاء حزب الله، إلا أن الحزب لم يتراجع واستمر في محاولات تجنيد المزيد من العملاء داخل إسرائيل، مما يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها الحزب لهذه العمليات الاستخباراتية. حزب الله

الاستخبارات ـ ماذا تخبرنا عملية تفجيرات “بيجر” عن أجهزة التجسس الإسرائيلية؟

لقد نُسبت الانفجارات الجماعية لأجهزة النداء واللاسلكي التي يُعتقد أنها تابعة لأعضاء جماعة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على نطاق واسع. وتتحدث الهجمات، التي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، عن الكثير عن القدرات التقنية لأجهزة التجسس الإسرائيلية – ودورها في الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

ولم تعلن إسرائيل من جانبها مسؤوليتها عن العملية ـ رغم أن هذا ليس بالأمر الجديد. وقال دانييل لوماس، المتخصص في أجهزة الاستخبارات بجامعة نوتنغهام: “تنفي إسرائيل هذا. وهذا ما تفعله دائماً في هذه الحالة، لإضفاء نوع من الغموض على هوية من يقف وراء هذه العملية”.

ولكن كل الخبراء اتفقوا على نقطة واحدة على وجه الخصوص ـ المهارة التقنية المطلوبة لتنفيذ هجوم بهذا الحجم. وقال أهرون بريجمان، عالم السياسة الإسرائيلي في كينجز كوليدج في لندن والذي كتب كثيراً عن أجهزة الاستخبارات: “هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل أجهزة إلكترونية لاغتيال أشخاص.

ففي عام 1996، استخدمت نفس التقنية لقتل [صانع القنابل في حماس يحيى عياش]”. وأضاف: “الفرق هذه المرة هو حجم العملية. مئات الأهداف في عملية واحدة. وهذا أمر مثير “. وقال الخبراء إن البراعة التنظيمية يمكن أن تُعزى جزئياً إلى الموساد، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي، وإلى حد أقل إلى الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، المسؤولة عن استخبارات الإشارات والتي تعادل إلى حد كبير وكالة الأمن القومي الأميركية. ولكن من المرجح أن هذه الوكالات الإسرائيلية لم تعمل بمفردها.

وقال كلايف جونز، مدير معهد جامعة دورهام للدراسات الشرق أوسطية والإسلامية: “مع 2000 موظف فقط، لا يملك [الموساد] الموارد اللازمة لاعتراض سلسلة التوريد والتلاعب بالعديد من الأجهزة”.

التنسيق الدقيق

بالنسبة لجونز، من المرجح أن تشمل العملية أيضاً الوحدة 504 من الاستخبارات العسكرية، المسؤولة عن الإشراف على العملاء في البلدان المجاورة. وقال: “لبنان هدف واضح هنا وربما بالتعاون مع الموساد، سيكونون قد أرسلوا عملاء في الضاحية الجنوبية أو بالقرب منه قادرين على فهم شبكات التوزيع”.

وأضاف جونز أن “تركيب الأجهزة المتفجرة كان ليتطلب خبرة أوسع نطاقا من جيش الدفاع الإسرائيلي، وأبرزها وحدات متخصصة داخل سلاح الهندسة في جيش الدفاع الإسرائيلي”. وقال جونز إن هؤلاء المتخصصين أنفسهم كانوا مسؤولين عن تفخيخ هاتف صانع القنابل في حماس يحيى عياش في عام 1996.

ومن الواضح أن عملية أجهزة النداء تطلبت مستوى دقيقا من التنسيق بين أجهزة الاستخبارات المختلفة على مدى عدة أشهر. وبالنسبة لبريجمان، كانت هذه علامة على أن أجهزة الاستخبارات تعلمت دروسا صعبة من الكوارث الماضية. وقال: “كان أحد الدروس التي عانت فيها إسرائيل من فشل استخباراتي رهيب مماثل لفشل أكتوبر 2023، هو الحاجة إلى تعاون وتنسيق أفضل بين فروع الاستخبارات المختلفة في إسرائيل. وما رأيناه منذ عام 1973 هو تعاون أفضل من هذا القبيل”.

ورغم التكهنات الكثيرة حول مصدر أجهزة النداء المفخخة، قالت شير مور، العضو السابق في الوحدة 8200 والتي تعمل الآن باحثة في مكتب إيران في فريق فيرونا الدولي لدراسة الأمن، إن وضع الأجهزة في مكانها لم يكن بالمهمة السهلة. وقالت: “الجزء الأكثر تعقيدًا، بغض النظر عن الطريقة، هو ضمان اختراق الأجهزة أو الوصول إليها دون اكتشافها، وخاصة في منظمة إرهابية شديدة السرية ومحمية جيدًا مثل حزب الله”.

وأضافت مور أنه في حين كان التفجير المفاجئ لآلاف الأجهزة في وقت واحد هو الذي لفت انتباه العالم، فإن تعطيل وسائل الاتصالات لدى المجموعة كان أيضًا على الأرجح هدفًا رئيسيًا للعملية. وقالت: “من المرجح أن نفس الجهات الفاعلة التي نفذت الهجوم استخدمت الأجهزة أيضًا لجمع المعلومات الاستخباراتية والتنصت على الاتصالات وجمع المعلومات الحاسمة قبل الضربة النهائية”.

استعراض القوة

ولكن إذا كان الهدف هو التجسس على اتصالات حزب الله وتعطيلها، فلماذا تفجير أجهزة النداء؟ وقال ستيفن فاغنر، المؤرخ والمتخصص في وكالات الاستخبارات في الشرق الأوسط: “كان من الممكن القيام بهذا النوع من التعطيل دون إيذاء الناس”. وقال لومس من جامعة نوتنغهام إن أحد أهداف الهجمات الجماعية ربما كان تعزيز المدى الذي تكون إسرائيل على استعداد للذهاب إليه في القتال ضد خصومها.

وقال: “إنها توضح مرة أخرى أن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي فعال بلا رحمة. وهي مجرد أحدث حلقة في سلسلة طويلة من التدابير العدوانية التي تستهدف معارضي إسرائيل”. وتشير فرضية أخرى إلى أن توقيت الهجمات قد يكون بسبب خطر اكتشاف الأجهزة المزورة الوشيك.

وقال جوتمان: “كانت هناك بعض التقارير التي تشير إلى أن السبب وراء قيامهم بذلك الآن هو خوفهم من اكتشافها”. “أعتقد أن الخطة الفعلية كانت، بالنسبة للمخابرات الإسرائيلية، في حالة اندلاع حرب مع … حزب الله”.

وقال فاغنر إنه إذا اندلعت حرب بين إسرائيل ولبنان، فإن إخراج مجموعات كبيرة من مقاتلي حزب الله رفيعي المستوى من العمل فجأة قد يحدث فرقًا كبيرًا قبل هجوم إسرائيلي عبر الحدود. وقال: “إذا كنت في القيادة الشمالية الإسرائيلية، كنت سأنفذ هذه العملية قبل غزو بري لوضع سلك الضباط في المستشفى”.

وأضاف فاغنر أن توقيت الهجوم لم يكن مصادفة على الأرجح، حيث جاء بعد إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن أهداف حرب إسرائيل تشمل الآن عودة عشرات الآلاف من السكان الإسرائيليين الذين فروا من منازلهم في شمال البلاد نتيجة لإطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

وقال: “تحدث الجيش ورئيس الوزراء ووزير الدفاع عن هذا في اليوم الأخير كنوع من،” نحن ندخل مرحلة جديدة والأمور مختلفة “. “الخطاب يتغير. “إنهم يصورون الأمر على هذا النحو”. ولهذه الغاية، قال إن الحكومة الإسرائيلية ربما تأمل في الاستفادة من الفوضى التي أحدثتها الهجمات الجماعية في صفوف حزب الله لتحقيق هذا الهدف دون إطلاق العنان لحرب شاملة ضد لبنان.

وبالمثل، إن قرار تفجير مئات أجهزة الاتصال اللاسلكي في اليوم التالي يعكس هذا المنطق أيضاً. وقال جوتمان: “إنها خطوة ذكية للغاية. أولاً، مع أجهزة الاتصال اللاسلكي، كان الأمر أشبه بـ: ماذا يحدث؟ وبعد ذلك، قال حزب الله، ضع كل شيء جانباً، لا تلمس جهاز الاتصال اللاسلكي الخاص بك بعد الآن، والآن يستخدمون أجهزة الاتصال اللاسلكي للتواصل – ويستخدمونها، ثم تفجر إسرائيل أجهزة الاتصال اللاسلكي.

لذا فإن الأمر نفسي أيضاً – إنهم يريدون ردع الناس عن الانضمام إلى حزب الله. إنهم يريدون تشويه سمعة حزب الله من خلال القول إن كل ما يسلمونه للناس قد يكون محاصراً”. ولكن هذا العمل التخريبي الواسع النطاق والقاتل ليس خالياً من المخاطر. وقال بريجمان: “إذا أدى ذلك إلى الحرب، فقد ننظر إلى الوراء ونقول، نعم، كانت عملية على غرار جيمس بوند، لقد كانت نجاحاً تكتيكياً، ولكن ربما أدت إلى حرب غير مرغوب فيها. في بعض الأحيان، يؤدي النجاح التكتيكي إلى الكوارث. ونأمل أن لا يكون هذا هو الحال بالنسبة لإسرائيل والمنطقة. لن نعرف ذلك إلا في المستقبل”.

وإذا كان جزء من الحكومة الإسرائيلية، كما أكد جوتمان، يدفع نحو حرب شاملة، فإن النتيجة ستكون إغراق المنطقة في صراع خطيرمن شأنه أن يكلف البلدين غالياً ــ ولن يفعل شيئاً للسماح لعشرات الآلاف من الإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم.

**

4 ـ استخبارات ـ ما هي وحدة الحرب الإلكترونية الإسرائيلية  8200 ؟

الوحدة 8200  “شموني ماتاييم” 

هي وحدة تابعة لهيئة الاستخبارات الإسرائيلية في جيش الدفاع الإسرائيلي، مسؤولة عن العمليات السرية، وجمع إشارات الاستخبارات (SIGINT)، وفك التشفير، والاستخبارات المضادة، والحرب السيبرانية، والاستخبارات العسكرية، والمراقبة. وتُذكر في المنشورات العسكرية كوحدة التجميع المركزية لهيئة الاستخبارات، وتُعرف أحيانًا بوحدة SIGINT الوطنية الإسرائيلية (ISNU)، وهي جزء من جهاز المخابرات العسكرية “أمان”.

على الرغم من أن إسرائيل لم تعلّق على العملية الاستخباراتية التي تسببت في تعطيل آلاف أجهزة النداء التي يستخدمها حزب الله في لبنان في وقت متزامن تقريبًا يوم 17 سبتمبر 2024، فقد سلط هذا الهجوم الضوء على وحدة الحرب الإلكترونية السرية الإسرائيلية 8200.

فيما يلي بعض الحقائق حول وحدة الحرب الإلكترونية والاستخبارات المتخصصة في قوات الدفاع الإسرائيلية، المعروفة في إسرائيل باسم شموني ماتاييم، والتي تُعد جزءًا من مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.الوحدة 8200 تعادل وكالة الأمن القومي الأمريكية أو GCHQ البريطانية، وهي أكبر وحدة عسكرية منفردة في قوات الدفاع الإسرائيلية. وتعود جذورها إلى وحدات فك الشفرات والاستخبارات المبكرة التي تشكلت مع قيام دولة إسرائيل عام 1948.

تُعد أنشطة الوحدة غالبًا سرية للغاية، وتتراوح من استخبارات الإشارات إلى استخراج البيانات، إضافةً إلى الهجمات التكنولوجية. ومن العمليات التي يُزعم مشاركتها فيها، هجوم فيروس “ستوكسنت” بين عامي 2005 و2010 الذي عطّل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية، والهجوم الإلكتروني الذي استهدف شركة الاتصالات الحكومية اللبنانية “أوجيرو” عام 2017.

قال قائد الوحدة في مؤتمر بتل أبيب إن الوحدة استخدمت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد أهداف حماس. وبالإضافة إلى التجسس على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، تعمل الوحدة في جميع المناطق، بما في ذلك مناطق النزاع. وفي زمن الحرب، يتم دمجها بشكل وثيق مع مقر القيادة القتالية.يتم اختيار أفراد الوحدة من الشباب في أواخر سن المراهقة وبداية العشرينات، ويُنتقى بعضهم من برامج المدارس الثانوية التنافسية للغاية. العديد منهم ينتقلون بعد خدمتهم إلى وظائف في قطاع التكنولوجيا الفائقة والأمن السيبراني المزدهر في إسرائيل.

يقول الأعضاء السابقون إن ثقافة الوحدة تشبه ثقافة الشركات الناشئة، حيث تعمل فرق صغيرة على حل المشكلات بحرية كبيرة بهدف تعزيز الإبداع. ومع ذلك، تضررت سمعة الوحدة، مثل باقي مؤسسات الدفاع والأمن، بسبب فشل الجيش في منع هجوم 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل. بدأت وكالة الأمن القومي (NSA) – في الولايات المتحدة وكالة الاستخبارات والإشارات والأمن السيبراني – التعاون مع وحدة 8200 السيبرانية غير المعروفة نسبيًا. تركز كل من وكالة الأمن القومي ووحدة 8200 بشكل كبير على تطوير قدرات هجومية ودفاعية لدعم حكومتيهما ضد الهجمات المعادية.

تتألف الوحدة 8200 من حوالي 5000 فرد من الجيش، وتُعد إسرائيل موطنًا لإحدى أكبر قواعد الاستخبارات في العالم. وقد أثمرت استثمارات إسرائيل في هذا المجال، كما يظهر من نجاحها في اعتراض واستخدام الاستخبارات السيبرانية ضد خصومها. أدى قرب إسرائيل من جيران يهددونها مثل غزة وإيران، والهجمات التي تشنها المنظمات، إلى تعزيز قدراتها الاستخباراتية السيبرانية من خلال وحدة 8200. يشمل ذلك استضافة إسرائيل واحدة من أفضل الصناعات السيبرانية في العالم، والتي تضم أكثر من 30% من شركات الإنترنت العالمية بقيمة تتجاوز مليار دولار.

وجود الوحدة 8200 وقدراتها السيبرانية المتقدمة في بلد صغير مثل إسرائيل يمثل فرصة فريدة للعلاقات الوثيقة بين القطاعين العام والخاص. ويدعم هذا أيضًا ما ذكره شون كوردي، الذي وصف الوحدة 8200 بأنها “مجتمع إسرائيلي عالي التقنية ومترابط بشكل كبير بين القطاعات الاقتصادية والعسكرية والحكومية والأكاديمية”. وأضاف كوردي أن “المجموعة الوطنية من خبراء الإنترنت في إسرائيل على اتصال وثيق بفضل فترة خدمتهم في الوحدة”.

برنامج بيغاسوس للتجسس (NSO GROUP)

وجدت الشركة الإسرائيلية نفسها في قلب فضيحة تجسس عالمية خلال عام 2021، حيث أظهرت التحقيقات أن برنامج بيغاسوس، الذي صممته الشركة، سمح بالتجسس على ما لا يقل عن 180 صحفيًا، و600 شخصية سياسية، و85 ناشطًا حقوقيًا، و65 رجل أعمال في دول متعددة. بمجرد تنزيله على الهاتف الجوال، يتيح برنامج “بيغاسوس” الوصول إلى رسائل المستخدم وبياناته وصوره وجهات اتصاله، بالإضافة إلى تفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد.

يُعتبر “بيغاسوس” أحد أخطر برامج التجسس وأكثرها تعقيدًا، ويستهدف بشكل خاص الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل “آي أو إس” (iOS) الخاص بشركة آبل، رغم وجود نسخة أخرى تستهدف أجهزة “أندرويد” لكنها تختلف بعض الشيء عن النسخة المخصصة لـ iOS.

أوضحت شركة “كاسبرسكي” (Kaspersky) المتخصصة في برامج الحماية من الفيروسات، أن “بيغاسوس” هو برنامج ضار معياري (modular malware)، أي يتكون من وحدات. يبدأ البرنامج بعملية مسح للجهاز المستهدف، ثم يثبت الوحدة الضرورية لقراءة رسائل المستخدم وبريده الإلكتروني، والاستماع إلى المكالمات، والتقاط صور للشاشة، وتسجيل نقرات المفاتيح، وسحب سجل التصفح، وجهات الاتصال.

لقاء باريس بشأن بيغاسوس

عُقد مؤخرًا في باريس اجتماع رفيع المستوى بين مسؤولين إسرائيليين وفرنسيين لتهدئة التوترات الناجمة عن المعلومات التي كُشفت حول برنامج بيغاسوس، وذلك وفقًا لما أعلنته الرئاسة الفرنسية في 22 أكتوبر 2021، مؤكدة تقارير صحفية. وفي هذا السياق، قال لوران ريشار، مدير منظمة “فوربيدن ستوريز” غير الحكومية، إن أرقام هواتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من أعضاء حكومته كانت على قائمة الأهداف المحتملة لبرنامج بيغاسوس، الذي استخدمته بعض الدول للتجسس على شخصيات بارزة.

يستطيع “بيغاسوس” أيضًا الاستماع إلى الملفات الصوتية المشفرة وقراءة الرسائل المشفرة بفضل قدرته على تسجيل نقرات المفاتيح وتسجيل الصوت، مما يمكّنه من سرقة الرسائل قبل تشفيرها والرسائل الواردة بعد فك تشفيرها.

**

5 ـ أمن دولي ـ التصعيد في الشرق الأوسط، “هل لدى إسرائيل مفاجآت جديدة؟

الوضع في الشرق الأوسط يزداد سوءًا، حيث تواصل إسرائيل وحزب الله هجماتهما رغم التحذيرات الدولية. ووفقًا لخبير شؤون الشرق الأوسط، جيل يارون، هناك ربما تطورات جديدة قد تمنع نشوب حرب كبرى.

تزداد المخاوف من أن القتال بين إسرائيل وحزب الله اللبنانية قد يتحول إلى صراع إقليمي شامل. انفجرت المئات من أجهزة النداء والاتصال اللاسلكي التابعة لحزب الله في وقت واحد يومي16 و 17 سبتمبر 2024. وأسفر ذلك عن مقتل 37 شخصًا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين. ويتهم زعيم حزب الله، حسن نصر الله، إسرائيل بالتسبب في انفجارات معدات الاتصالات ويهدد بالانتقام.

كثف الجانبان هجماتهما يوم 20 سبتمبر 2024، حيث أطلق حزب الله، بحسب المعلومات الإسرائيلية، حوالي 140 صاروخًا من لبنان على إسرائيل في غضون ساعة واحدة. وفي وقت لاحق، شن الجيش الإسرائيلي هجومًا على بيروت أسفر عن مقتل أحد الأعضاء المؤسسين لحزب الله.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل هناك تهديد بحرب كبرى؟

خبير الشرق الأوسط، جيل يارون، يقيم الوضع الحالي.

يتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت عن مرحلة جديدة من الحرب. هل هناك الآن تهديد بشن هجوم بري من جانب إسرائيل على لبنان؟

 يجيب جيل يارون:” نعم، هذا ممكن”. على الأقل ألمح جالانت إلى ذلك. لقد قال صراحة أن الجيش يحول الآن تركيزه الرئيسي بعيدًا عن غزة ويتجه نحو لبنان. في الواقع، يهاجم الجيش الإسرائيلي بالفعل أهدافًا في بيروت، وكان حزب الله قد أطلق في السابق صواريخ على إسرائيل. نشهد تكثيفًا للغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان، وفي الوقت نفسه تصعيدًا لهجمات حزب الله، الذي أطلق أكثر من 170 صاروخًا على إسرائيل في يوم واحد، يوم20 سبتمبر 2024.

من جانبها، تحاول إسرائيل القضاء على قيادة حزب الله لجعله غير قادر على القتال. هذه هي خلفية الهجوم الأخير في بيروت. ولعل الإشارة الأهم هي أن الفرقة 98، إحدى أقوى الفرق الإسرائيلية، قد تم نقلها من قطاع غزة إلى الشمال، برفقة وحدات دبابات ومظليين وقوات خاصة.

ما مدى خطورة حزب الله على إسرائيل؟

حزب الله من أقوى المنظمات في الشرق الأوسط. ووفقًا للتقديرات الأميركية، يمتلك الحزب أكثر من 100 ألف صاروخ. وعلى النقيض من ترسانة حماس، فإن هذه الصواريخ مصنعة صناعيًا وتتميز برؤوس حربية أكبر ودقة أعلى بكثير.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لإسرائيل؟

يعني أن حزب الله قادر على إلحاق ضرر أكبر وعلى مدى أطول مقارنة بحماس. كما أن لديه منطقة خلفية استراتيجية يمكنه التراجع إليها، في حين تعمل حماس فقط من قطاع غزة. وحتى لو احتل الإسرائيليون أجزاء أكبر من لبنان مقارنة بقطاع غزة، فإن حزب الله سيظل قادرًا على قصف المزيد من المدن والبنية التحتية الإسرائيلية لعدة أشهر. ولا ينبغي أن ننسى شيئًا مهمًا وهو: إن حزب الله قوة قتالية متمرسة في الحروب، ويزعم أن لديه حوالي 100 ألف مقاتل، ووفقًا للتقديرات الأجنبية، العدد الحقيقي قد يكون حوالي 60 ألفًا. بالإضافة إلى ذلك، إذا اندلعت حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله، فمن المرجح أن تتدخل إيران كحليف لحزب الله. وكانت هناك تكهنات منذ أشهر حول تدخل مباشر من قبل إيران.

ما مدى احتمالية ذلك في هذه المرحلة؟

خطر نشوب حرب متعددة الجبهات يزداد كثيرًا في حال وقوع مواجهة مباشرة بين إسرائيل وحزب الله. لكن مصلحة إيران الأساسية تتلخص في إكمال برنامجها النووي بنجاح دون استفزاز أي هجوم أميركي.

هذا يعني:لن يعرض النظام الإيراني برنامجهم النووي للخطر إلا إذا تعرض وجود حزب الله للتهديد. تعتبر جماعة حزب الله  أداة مهمة في السياسة الخارجية الإيرانية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، أعتقد أنه من غير المرجح أن تتدخل إيران بشكل مباشر في الصراع، حتى لو تحول إلى حرب أوسع نطاقًا.

كيف تتصرف إسرائيل الآن؟

في الواقع، ليس لدى إسرائيل سوى خيارات سيئة في الوقت الحالي. يمكنها انتظار الحل الدبلوماسي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة. لكن المشكلة تكمن في أن ديناميكيات الصراع الحالية تشير إلى أنه، من الناحية المنطقية البحتة، ستكون هناك حرب كبرى في نهاية المطاف. حرب لا يريدها أي من الأطراف المشاركة فيها.

إن حزب الله لا يريد الحرب ضد إسرائيل، لكنه، تضامنًا مع حماس، بدأ بمهاجمة إسرائيل بعد 8 أكتوبر2023. وأكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مرة أخرى أنهم سيواصلون قصف إسرائيل طالما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة. وهذا يعني أنأمين حزب الله، نصر الله يريد فعلاً وقف الحرب وينتظر وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما لا تريده حماس على الإطلاق.

كما أن نتنياهو متهم بأنه يريد هذه الحرب وعدم إنهائها

إنه تحت ضغط كبير، فقد تم تهجير ما يقرب من 100 ألف مواطن من منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية لمدة عام. وتم تجنيد العديد من جنود الاحتياط، والجيش منهك، وإسرائيل ليست مجهزة لخوض حروب طويلة الأمد، بل لحروب قصيرة وحاسمة. وهذا لم ينجح في قطاع غزة، وربما يكون أقل نجاحًا في لبنان.

ومع ذلك، يبدو أن نتنياهو يقف في طريق التوصل إلى اتفاق مع حماس

هو أيضًا في مأزق، وإذا تمكنت حماس من الحفاظ على دورها القيادي في قطاع غزة، فإن العد التنازلي لحرب جديدة في غزة قد بدأ بالفعل. الحل الدبلوماسي قد يؤدي أيضًا إلى حل الصراع مع حزب الله في الوقت الراهن، لكن هذا بالتحديد ما لا تريده حماس، إنها تسعى للتصعيد.

وكانت الانفجارات المدمرة في لبنان التي خلفت العديد من القتلى والجرحى تصعيدًا إضافيًا للصراع وإن الجدوى الاستراتيجية محدودة. فما الذي أرادت إسرائيل تحقيقه بذلك؟

أعتقد أن جميع الأطراف المعنية يسيرون على حبل مشدود ويحاولون إرسال رسالة إلى الطرف الآخر: “أنا جاد، وحان الوقت للموافقة على حل دبلوماسي. إذا لم تفعل، فإن الثمن الذي ستدفعه سيكون أعلى.”

لكن ألا يثير هذا المزيد من الهجمات من قبل حزب الله؟

لم نعد في مرحلة يمكننا الحديث فيها عن “استفزازات”. إنها مجرد جزء من سير الأحداث. إسرائيل تتعرض للقصف بعشرات الصواريخ، إن لم يكن مئات، الصواريخ يوميًا. تريد إسرائيل أن توضح لحزب الله أن الثمن الذي ستدفعه سيزداد إذا لم يتوقف. إنه صراع أيديولوجي بحت ينبع من رغبة حزب الله في تدمير إسرائيل. أعتقد أن الانفجارات كانت بمثابة تحذير حاد لنصر الله، وأظهرت له أن هذه مجرد البداية. لدى إسرائيل مفاجآت أخرى في جعبتها.

جيل يارون، وُلد في حيفا عام 1973، هو طبيب إسرائيلي وصحفي ومؤلف وخبير في شؤون الشرق الأوسط. منذ عام 2020، يشغل منصب رئيس مكتب شمال الراين-وستفاليا للأعمال والعلوم والتعليم والشباب والثقافة في إسرائيل. وغالبًا ما يظهر كخبير في البرامج التلفزيونية ويكتب تحليلات حول التطورات السياسية والأمنية في المنطقة.

 

6 ـ الاستخبارات ـ هل يسمح القانون الدولي بتسليح الأجهزة الإلكترونية؟

من الذي جهز أجهزة الاتصال التي انفجرت في معاقل جماعة حزب الله في لبنان؟ وكيف ينبغي لنا أن ننظر إلى الهجوم في سياق القانون الدولي؟

لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين حول الانفجارات المتعددة لأجهزة النداء واللاسلكي في لبنان في سبتمبر 2024. ما نعرفه حتى الآن هو أن 37 شخصًا على الأقل قتلوا، وأكثر من 3000 جريح وأن الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان تصاعدت مرة أخرى.

أجهزة النداء هي أجهزة لاسلكية تستخدمها عناصر حزب الله التي تعتبرها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحكومات أخرى منظمة محظورة – لأنها، على عكس الهواتف المحمولة، لا يمكن تحديد موقعها الجغرافي.

بدأ مكتب المدعي العام في تايوان تحقيقًا في الشركة التي صنعت الأجهزة، في أعقاب تقرير يفيد بأن جهاز المخابرات الإسرائيلي زرع متفجرات صغيرة في أجهزة النداء التي أمر طلبيتها حزب الله.

كيف دخلت المتفجرات إلى أجهزة النداء؟

حتى الآن، لم تعلق الحكومة الإسرائيلية على الانفجارات، ولم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات. وتستمر التقارير المربكة والمتناقضة في التداول، بما في ذلك بعض التقارير التي تشير إلى أن شركة في بلغاريا كانت متورطة أيضًا في تصنيع أجهزة النداء المتفجرة – وهو ادعاء نفته السلطات البلغارية. قال هيلموت أوست، أستاذ القانون الدولي في جامعة برلين الحرة، إن تقييم الهجمات صعب للغاية. وأضاف “في القانون الدولي، يجب عليك أولاً تحديد طبيعة الصراع. هل هو صراع مسلح دولي أم غير دولي؟ وعلى الرغم من طبيعته العابرة للحدود في هذه الحالة، فإن الأمر ليس واضحًا تمامًا. الصراع المسلح الدولي هو صراع بين القوات المسلحة لدولتين. […] حزب الله ليس القوة المسلحة للبنان”.

منذ السابع من أكتوبر من العام 2023، عندما شنت جماعة حماس اهجمات كبرى من قطاع غزة، أكدت إسرائيل مرارًا وتكرارًا على حقها في الدفاع عن النفس. ولكن هل يمتد حق إسرائيل في الدفاع عن النفس إلى الهجمات ضد حزب الله؟

وقال أوست: “في القانون الدولي، يفترض حق الدفاع عن النفس أنك تدافع عن نفسك ضد هجوم مسلح، وأن الهجوم مستمر. بطبيعة الحال، يطلق حزب الله الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. ولكن منذ فترة طويلة كانت هناك أيضًا عمليات عسكرية إسرائيلية في لبنان. ومن الصعب تحديد متى بدأ الصراع الحالي على وجه التحديد. تظل العديد من الأشياء غير واضحة في ضباب الحرب”. ومع ذلك، أكد أوست أن القانون الإنساني الدولي يحظر ما يسمى “الهجمات العشوائية”. وأوضح: “الهجمات محظورة أيضًا إذا كان من المتوقع أن تؤدي إلى سقوط ضحايا وإصابات بين المدنيين على مستوى غير متناسب مع الميزة العسكرية المتوقعة”.

“لا يزال مقاتلو حزب الله أهدافًا عسكرية مشروعة”

يمكن أن ينطبق هذا بالفعل على حالة أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية – قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الأطفال قتلوا وأصيبوا أيضًا في الانفجارات. وقال ستيفان تالمون، أستاذ القانون الدولي بجامعة بون، إن أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي هو أن الضربات العسكرية يجب أن تستهدف المقاتلين، ويجب أن تفعل ذلك بدقة قدر الإمكان.

وقال تالمون : “لا يزال مقاتلو حزب الله أهدافًا عسكرية مشروعة عندما لا يكونون في ساحة المعركة، حتى عندما ينسحبون إلى ثكناتهم أو أماكن نومهم”. ويتفق ماركو ساسولي، أستاذ القانون الدولي بجامعة جنيف، مع وجهة نظر مماثلة. وقال “من منظور القانون الدولي الإنساني، فإن السؤال الرئيسي هو ما إذا كان الأشخاص الذين قتلوا أهدافًا مشروعة. سيكون هؤلاء إما مقاتلين في صراع مسلح أو جماعة مسلحة. أولئك الذين يؤدون وظيفة قتالية مستمرة يمكن مهاجمتهم.”

كما لفت أوست الانتباه إلى حكم آخر من أحكام القانون الدولي: “هناك قواعد محددة في القانون الدولي تغطي أسلحة مثل هذه”. “إن هذه التعريفات مستمدة من البروتوكول الثاني لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1996 بشأن بعض الأسلحة التقليدية. وإسرائيل ملزمة أيضاً بهذا البروتوكول. وهو يتضمن بنداً يحظر استخدام الأفخاخ المتفجرة التي تتكون من أشياء متحركة غير ضارة على ما يبدو ومصممة خصيصاً لاحتواء المتفجرات. ومن المؤكد أن أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية يمكن أن تندرج تحت هذا التعريف”.

ويدرك أوست تمام الإدراك أن التحذيرات بشأن انتهاكات القانون الدولي من غير المرجح أن تردع إسرائيل أو حماس أو حزب الله عن اللجوء إلى أشكال متزايدة التطرف من الحرب. ومع ذلك، فقد أصر على أنه من المهم وجود قواعد دولية، حتى لو تم انتهاكها بشكل متكرر وصارخ. وقال: “لا يمكننا أن نتوقع من القانون الدولي أن يصنع المعجزات. إذا تم تعريف تصرفات إسرائيل على أنها انتهاكات للقانون الدولي، فإن هذا يعني أن إسرائيل لن تكون قادرة على ارتكاب المعجزات”.

“إن القانون الدولي لن يجبر الحكومة على تغيير سلوكها. ولكن هناك قيمة في الحفاظ على المعايير القانونية. وإذا تخلينا عن هذا الأمر تماماً، فسوف يكون لدينا عدد أقل من الأدوات التي يمكننا من خلالها وضع معايير موضوعية نسبياً لكيفية تصرف البلدان في أوقات الحرب”. وخلص إلى أن الشركاء الدوليين يستطيعون على الأقل الرجوع إلى القانون الدولي كوسيلة لممارسة الضغط على الأطراف المتحاربة، لحملها على تعديل تصرفاتها.

رابط مختصر ..https://www.europarabct.com/?p=96934

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...