الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي- انقسام الناتو حول استخدام أسلحة غربية ضد أهداف في روسيا

يونيو 05, 2024

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

بون ـ رشا عمار، باحثة في المركز الأوروبي ECCI

يشهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلافًا حول مدى ملاءمة تزويد أوكرانيا بأسلحة غربية قادرة على ضرب الأراضي الروسية. في غضون ذلك، وافقت واشنطن وباريس وبرلين على رفع القيود على الأسلحة الغربية وبات لكييف الحق في استخدامها لضرب أهداف على الأراضي الروسية، في 31 مايو 2024. وقد عبرت موسكو عن غضبها من الخطوة، في حين استخدمت كيف للمرة الأولى أنظمة صواريخ (هيمارس) الأمريكية عالية الدقة لقصف مستودعات ومطارات روسية داخل الأراضي الروسية. ويتوقع أن تثير الخطوة تداعيات سياسية وعسكرية متصاعدة بين موسكو والحلفاء الغربيون.

انقسامات داخل الناتو

شكك الرئيس التشيكي بيتر بافيل في قدرة أوكرانيا على صد الهجوم الروسي رغم دعم الناتو، وذلك في 12 مايو 2024. يرى بافيل أن استعادة أوكرانيا لكامل أراضيها المعترف بها دوليًا أمر غير مرجح في المستقبل المنظور. وقد شدد على أهمية وضع حدود واضحة لروسيا للحفاظ على السلام والأمن في أوروبا، محذراً من مخاطر تفاقم الوضع في حال عدم القيام بذلك. كذلك اعتبر بافيل أن هناك احتمالاً أن تدرك روسيا صعوبة تحقيق أهدافها عسكريًا في أوكرانيا، ممّا قد يدفعها للعودة إلى المفاوضات الدبلوماسية. وعمومًا يرى الرئيس التشيكي أن كييف تتحمل مسؤولية تعطل المفاوضات الدبلوماسية بعد فرضها حظرًا على التفاوض على المستوى التشريعي.

رفض وزير خارجية المجر، بيتر زيجارتو، مشاركة بلاده في خطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) طويلة المدى لمساعدة أوكرانيا، واصفًا الخطة بأنها “مهمة مجنونة”، وذلك في 9 مايو 2024. و أكد زيجارتو على استمرار معارضة الحكومة المجرية للخطة، كما فعلت الحكومة السابقة. كذلك أشار المتحدث باسم الحكومة المجرية، زولتان كوفاكس، إلى مخاوف بلاده من أن تدعم الخطة مقترحات من شأنها “تقريب التحالف من الحرب” أو تحويله من “تحالف دفاعي إلى تحالف هجومي”.

قصرت الدول الغربية منذ بداية الأزمة في فبراير 2022، استخدام أسلحتها على الأهداف العسكرية الموجودة داخل أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي المحتلة. وكانوا يشعرون بالقلق من أن مهاجمة الأهداف عبر الحدود المعترف بها دولياً بالأسلحة التي توفرها دول الناتو من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الصراع. لكن التقدم الروسي الأخير في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية أقنع حلفاء كييف بأن أوكرانيا، لكي تدافع عن نفسها، يجب أن تكون قادرة على تدمير الأهداف العسكرية على الجانب الآخر من الحدود أيضا.أمن دولي ـ الناتو، تغير الوضع الاستراتيجي عند حدود روسيا

ما احتمالية هجوم روسيا على دول الناتو؟

يظهر استطلاع حديث أن 36% فقط من الألمان يعتقدون أن هجومًا روسيًا على دولة عضو في الناتو محتمل بحلول عام 2030، بينما يرى 48% أن ذلك غير مرجح. يعتقد  بعض الخبراء في المقابل أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لا يتوقف عند أوكرانيا، ويسعى لإعادة إحياء الإمبراطورية الروسية، مما قد يُهدد مولدوفا ودول البلطيق. ويثير وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس قلقًا من زيادة إنتاج روسيا للأسلحة، محذرًا من احتمال وجود خطط لشن هجمات مستقبلية. يرى غالبية الألمان (61%) أن الجيش الألماني غير مستعد بشكل كافٍ للدفاع عن البلاد، بينما يرى 2% فقط أنه في وضع جيد جدًا. تُطالب وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايسر بتحسين الدفاع المدني، بما في ذلك زيادة الاستثمارات في أنظمة الإنذار والمعدات الحديثة.

يُحذر الجنرال الأمريكي المتقاعد “بن هودجز” من أن أوكرانيا تواجه خطرًا حقيقيًا بالهزيمة في حربها ضد روسيا، وذلك بسبب نقص الأسلحة والذخيرة والجنود. ويؤكد على ضرورة إرسال رسالة قوية من الدول الغربية إلى الكرملين مفادها أنهم يدعمون أوكرانيا بالكامل وسيقدمون لها كل ما يلزم لتحقيق النصر. يُشير هودجز إلى أن النقص في الإرادة السياسية هو أحد العوامل الرئيسية التي تعيق تقدم أوكرانيا.

ويدعو إلى بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية والعسكرية من قبل الغرب لدعم أوكرانيا ومنع روسيا من تحقيق أهدافها. يحذر هودجز من أن هزيمة أوكرانيا ستكون لها عواقب وخيمة على أوروبا والعالم بأسره، بما في ذلك احتمال نشوب صراع مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. ويشدد على أن دعم أوكرانيا ليس فقط في مصلحة أوكرانيا نفسها، بل في مصلحة جميع الدول الديمقراطية. يُشير هودجز إلى أن بعض الدول الأوروبية، مثل بولندا ورومانيا، قد تتدخل عسكريًا إذا واجهت أوكرانيا خطرًا وشيكًا بالهزيمة. ويدعو ألمانيا إلى اتخاذ خطوات استباقية لمنع حدوث مثل هذا السيناريو، بما في ذلك زيادة دعمها العسكري لأوكرانيا.أمن دولي ـ استخدام الناتو الأسلحة الغربية ضد روسيا

سيناريو تدريب الناتو في ألمانيا

شهد أكثر من 200 ضيف مدعو، بمن فيهم رئيسة الوزراء مانويلا شفيسيغ، في مدينة روستوك عرضًا حيًا لمهارات “الحرس الوطني” الألماني، وذلك ضمن إطار اختتام تدريباتهم التي استمرت أسبوعًا ونصف. تضمنت التدريبات، التي أجريت في مواقع مختلفة بألمانيا منذ 22 أبريل 2024، اختبار سيناريو واقعي يتضمن نشر قوات عسكرية كبيرة على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي استجابة لمناورات روسية تهدد أراضي الناتو. وخلال العرض، تم عرض مهارات فحص المركبات عند نقاط التفتيش، وتأمين محيط الميناء البحري، ونقل المعدات الثقيلة عبر عبارات بحرية، ومكافحة المهاجمين في قوارب مطاطية، وإلقاء القبض على المشتبه بهم باستخدام الكلاب. أكد قائد القيادة الإقليمية (TFK) أندريه بودمان، على أهمية هذه التدريبات في ظل الظروف الجيوسياسية المتغيرة، مشيرًا إلى أن “ما يتم ممارسته فقط هو الذي يمكن أن ينجح” في مواجهة التهديدات المحتملة. وأوضحت رئيسة المجلس الاتحادي شفيسيغ، أن التدريبات تُجسد استعداد ألمانيا للدفاع عن نفسها وعن حلفائها في ظل تهديدات نظام السلام من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تشهد ألمانيا  سلسلة من تدريبات الناتو واسعة النطاق، تجسد استعداد الحلف للدفاع عن نفسه وعن أعضائه في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا. وتُعدّ هذه التدريبات بمثابة رسالة قوية تُظهر للكرملين عزم الناتو على الرد بحزم على أي عدوان محتمل. تهدف التدريبات إلى اختبار قدرات الناتو على نشر قواته بسرعة وكفاءة، وتنسيق العمليات بين الدول الأعضاء، وتحسين مهارات الجنود في مختلف المجالات القتالية. تُرسل هذه التدريبات رسالة قوية إلى روسيا مفادها أن الناتو مستعد للدفاع عن نفسه وعن أعضائه، وأن أي عدوان على دولة عضو سيواجه ردًا حازمًا من الحلف بأكمله. تُظهر مشاركة الدول الأعضاء في الناتو من مختلف أنحاء العالم في هذه التدريبات التزام الحلف بوحدة صفوفه وتضامنه في مواجهة التهديدات المشتركة.

الناتو يزود أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي

اتفقت دول الناتو على إرسال مزيد من أنظمة الدفاع الجوي إلى أوكرانيا، ومنها بطاريات باتريوت، في أعقاب الضربات الروسية الأخيرة. كما تعهد وزراء خارجية دول مجموعة السبع بـ”تعزيز” وسائل الدفاع الجوي لكييف. أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرغ، بعد اجتماع أزمة عبر تقنية الفيديو مع وزراء دفاع الحلف والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن حلفاء الناتو سيقدمون المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا.

وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن الناتو “وضع خطة تفصيلية بالإمكانيات الموجودة” من دول الحلف التي يمكن منحها لأوكرانيا. وكرر ستولتنبرغ رسالته إلى الحلفاء بأنه في ظل الوضع الحالي في ساحة المعركة في أوكرانيا، فإن  مساعدة كييف بات أكثر أهمية  من تحقيق أهداف التحالف بخصوص توفير الأسلحة والذخيرة. وقال: “يجب على الحلفاء أن يبحثوا في أعماق مخزوناتهم وأن يسرعوا بتسليم الصواريخ والمدفعية والذخيرة”. وأضاف أن “أوكرانيا تستخدم الأسلحة التي قدمناها لتدمير القدرات القتالية الروسية. وهذا يجعلنا جميعا أكثر أمانا. لذا فإن الدعم لأوكرانيا ليس صدقة. إنه استثمار في أمننا”.أمن دولي -إشارة ردع لروسيا مناوراة الجيش الألماني في ليتوانيا

أمين عام الناتو يدعو لاستخدام أسلحة غربية ضد روسيا

يسعى حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى تصعيد الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا، مع اقتراح السماح باستخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف داخل روسيا. يأتي هذا الاقتراح وسط معارك ضارية في منطقة خاركيف، حيث تتقارب خطوط الجبهة مع الحدود الروسية. حثّ الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، في مايو 2024 الدول الأعضاء على السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف عسكرية روسية، معتبراً أن القتال في خاركيف يقيّد قدرة القوات الأوكرانية. حصلت أوكرانيا بالفعل على موافقة من الولايات المتحدة وألمانيا لاستخدام بعض الأسلحة الغربية بالقرب من الحدود الروسية.

وقد طالبت الجمعية البرلمانية للناتو في اجتماعها الأخير برفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة المقدمة لأوكرانيا. ويرفض بعض المسؤولين، مثل الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني كيفن كونرت، فكرة استخدام الأسلحة الغربية على الأراضي الروسية، خوفًا من التصعيد والآثار الجانبية على المدنيين. يؤكد مؤيدو استخدام الأسلحة الغربية على حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة، وضرورة استهداف البنية التحتية العسكرية الروسية التي تدعم العمليات العسكرية في أوكرانيا. يثير استخدام الأسلحة الغربية على الأراضي الروسية مخاوف من احتمال رد روسي عنيف، وجذب دول الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا.

تقييم وقراءة مستقبلية

تزداد مخاطر التصعيد بين روسيا ودول الناتو، خاصة مع احتمال استخدام الأسلحة النووية، وقد تؤدي الأزمة إلى انقسام داخل دول الناتو حول كيفية التعامل مع روسيا، ويثير استخدام الأسلحة الغربية على الأراضي الروسية مخاوف من احتمال رد روسي عنيف، وجذب دول الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا.

ربما يكون تجنب التصعيد هو السبب وراء عدم إدراج الولايات المتحدة أسلحة بعيدة المدى مثل ATACMS (أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش) في إذنها بضرب روسيا. ويبلغ مدى هذه الصواريخ 300 كيلومتر، ويمكن استخدامها لضرب القواعد العسكرية والمطارات داخل الأراضي الروسية، ولا تترك مثل هذه القيود لأوكرانيا سوى خيار التركيز على الأهداف القريبة من حدودها. لكن هذا لا يزال يشكل تحولاً كبيراً في سياسة حلفاء كييف الرئيسيين.

تُعدّ تدريبات الناتو في ألمانيا جزءًا هامًا من استراتيجية الحلف للدفاع عن نفسه وعن أعضائه في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا. تُظهر هذه التدريبات عزم الناتو على الرد بحزم على أي عدوان محتمل، وتُرسل رسالة قوية إلى روسيا مفادها أن الحلف مستعد للدفاع عن نفسه وعن قيمه.

تُعدّ الخطة التشغيلية الألمانية (OPLAN) بمثابة دليل إرشادي لتوزيع المهام والدفاع عن البلاد في حال تعرضها لتهديدات خارجية. وتُظهر هذه الخطة مدى استعداد ألمانيا لمواجهة أي عدوان محتمل، وتُؤكد على أهمية العمل الجماعي بين مختلف القطاعات العسكرية والشرطية والمدنية في سبيل ضمان الأمن الوطني.

تشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) توترات متزايدة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، مما يثير مخاوف من احتمالات التصعيد إلى صراع واسع النطاق، تشكل الحرب في أوكرانيا جوهر التوترات الحالية. ترى روسيا التوسع الشرقي للناتو ودعمه لأوكرانيا تهديدًا لأمنها القومي، بينما يرى الناتو غزو روسيا لأوكرانيا انتهاكًا للقانون الدولي وتهديدًا للنظام الدولي.

يظل احتمال نشوب حرب واسعة النطاق بين روسيا والناتو منخفضًا، لكنه لا يمكن استبعاده تمامًا. قد يحدث ذلك إذا شعرت روسيا أن أمنها القومي مهدد بشكل مباشر، أو إذا تصاعدت الاشتباكات العسكرية المحدودة بشكل كبير، ومن المتوقع أن أن تظل العلاقات بين روسيا ودول الغرب متوترة لسنوات قادمة، قد تُؤدي هذه الأزمة إلى تغيير النظام الأمني الدولي بشكل كبير.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=94283

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

هوامش

Germany allows Ukraine to strike targets inside Russia with German weapons

https://bit.ly/3wZ2eJE

Will using Western weapons on Russia help Ukraine change the war?

https://bit.ly/3Rdz405

NATO Members Allow Ukraine to Use Their Weapons Inside Russia

https://bit.ly/4bzoOHL

NATO chief dismisses Russian warnings after arms restrictions lifted

https://bit.ly/3VqLMv2

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...