جاري التحميل ...
خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
بات الرئيس الروسي معروف بتهديداته للناتو خلال حرب أوكرانيا وهدد بوتين مراراً الغرب باستخدام الأسلحة النووية. وكان موقف قوته واضحًا أيضًا في المحيط الأطلسي في منتصف يونيو 2024 لآن تم اتباع سياسة العودة إلى البحر النرويجي: في الفترة من 12 إلى 17 يونيو، كانت هناك عدة سفن حربية تابعة للبحرية الروسية في كوبا.
وكان المقصود من الزيارة إلى ميناء العاصمة هافانا أن تكون علامة على الصداقة التاريخية بين البلدين. ويقال إن الغواصات النووية الروسية كانت جزءًا من علاقة الصداقة، بما في ذلك أخطر غواصة لفلاديمير بوتين تسمى “كازان”. ويقال إن أحد القوارب قد مر بالقرب من الساحل الأمريكي في رحلته إلى كوبا. وفي هذا السياق ظهرت أكبرغواصة نووية أمريكية بشكل غير متوقع قبالة النرويج “إشارة واضحة لروسيا” وبما أن الغواصة كان من الممكن أن تسلك طريقًا مختلفًا، فقد تم تفسير الإجراء على أنه متعمد لغرض الردع النووي.
اشتبهت الولايات المتحدة في أن التدريبات العسكرية في منطقة البحر الكاريبي كانت وراء الزيارة إلى كوبا. والآن، وبعد مرور أسبوعين تقريبًا، ردت الولايات المتحدة وظهرت فجأة أكبر غواصاتهم النووية قبالة النرويج، في منطقة توليها روسيا أهمية كبيرة باعتبارها طريق عبور إلى شمال الأطلسي.
أعلنت البحرية الأمريكية في 25 يونيو الساعة X عن تحرك السفينة الأمريكية يو إس إس تينيسي قبل يومين في البحر النرويجي. ولم يتم الإعلان عن الرحلة، بل تم التحذير فقط من “مخاطر غير مرئية على الحركة الجوية.وعادة لا تكشف البحرية الأمريكية عن مواقع غواصاتها من طراز أوهايو ولذلك يرى الخبراء في هذا الحدث النادر بمثابة استعراض للقوة ضد روسيا “Doomsday Jet” ترافق “USS Tennessee” في البحر النرويجي وتمتلك الغواصة التي تعمل بالطاقة النووية “يو إس إس تينيسي” أربعة أنابيب طوربيد، ويمكنها حمل 20 صاروخا باليستيا عابرا للقارات.
الصواريخ الباليستية مجهزة برؤوس نووية وبحسب البحرية الأمريكية، فإن القارب النووي كان برفقته الطراد الصاروخي الموجه “يو إس إس نورماندي”، وطائرة مقاتلة واستطلاعية، و”طائرة يوم القيامة” E-6B Mercury وفقاً للخبير العسكري هانز كريستنسن من مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، فإن المناورة كانت متوقعة، كما كتب في موقع X ومع ذلك، فقد فوجئ بوجود مثل هذه الغواصة النووية الثقيلة قيد الاستخدام. وصنف كريستنسن ذلك على أنه “إشارة واضحة لروسيا”.
أن السفن الروسية العاملة في منطقة البحر الكاريبي ليست جديدة، فإن الغواصة والفرقاطة تعدان من أكثر السفن الحربية الروسية تقدما ويمثل وجودهما أكبر زيارة لسفن البحرية الروسية إلى المنطقة منذ سنوات. على سبيل المثال، أبحرت سفينة التدريب بيريكوب العام الماضي 2023 إلى هافانا. ويمتلك كل من كازان وجورشكوف الحديثين مجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للسفن والهجوم البري.
في حين أنه من غير الواضح ما هي الأسلحة التي استخدمتها السفينتان خلال اختبار إطلاق النار في وقت سابق، إلا أنهما يمكنهما إطلاق صاروخ كروز للهجوم الأرضي من طراز 3M-54 Kalibir NK يبلغ مداه 1000 ميل، وصاروخ P-800 Oniks المضاد للسفن، وصاروخ 3M-22 Zircon الفرط صوتي، صواريخ كروز المضادة للسفن.
تبدو المهام الهجومية للناتو بعيدة المدى بمثابة مهمة أساسية، ومن المرجح أن يستلزم هذا تغييرًا في كيفية إدارة حلف شمال الأطلسي لتحدي الحرب المضادة للغواصات في أقصى الشمال، نظرًا لأن استراتيجية الدفاع عن الحاجز بين جرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة سوف تتطلب تغييرًا. “قد لا تفعل هذه الفجوة في الواقع سوى القليل للتأثير على الغواصات الروسية، والتي قد لا تحتاج إلى اجتياز هذا الحاجز من أجل تحقيق أهدافها التشغيلية.
وفي العام الماضي 2023، قال قائد القيادة الشمالية الأمريكية آنذاك، الجنرال جلين فانهيرك، إن نشر غواصات صواريخ كروز قبالة سواحل الولايات المتحدة يتزايد ويشكل مصدر قلق متزايد للدفاع عن الوطن. الخطر يتزايد تمامًا. وقد وضعت روسيا أيضًا صواريخها في المحيط الهادئ.
