الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ماذا بعد نشر الناتو أسلحة نووية جديدة في أوروبا؟

يونيو 28, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (25)

يتصاعد وضع الأمن النووي العالمي في الآونة الأخيرة، فيما يظهر التسلح النووي في أوروبا اتجاهات جديدة . وقد أصبح  التسلح النووي والاستراتيجية النووية لأوروبا نشطة بشكل متزايد في إطار سياسة الردع الموسعة التي ينتهجها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة والاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي في الدفاع. و قد يؤدي توسيع المخزونات والتحديث التكنولوجي للأسلحة النووية التكتيكية إلى خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية والإخلال بالتوازن الأصلي للقوات النووية، وبالتالي إطلاق جولة جديدة من سباق التسلح.

الناتو يجري محادثات لنشر المزيد من الأسلحة النووية

أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في 16 يونيو 2024 ، أنه يُجري في الوقت الحالي، محادثات لنشر المزيد من الأسلحة النووية لدول الحلف في مواجهة التهديد المتزايد من روسيا والصين، عبر إخراج مزيد من الصواريخ من المخازن ووضعها في حالة الاستعداد، داعياً إلى وجوب جعل “الشفافية النووية” حجر الزاوية في استراتيجية الناتو النووية. وكان قد تعهد الحلفاء خلال القمة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي في ليتوانيا في يولو2023 ، باتخاذ “كل الخطوات اللازمة لضمان صدقية وفاعلية وسلامة وأمن مهمة الردع النووي”.

من بين الدول الأعضاء في التحالف البالغ عددها (32) دولة، تمتلك ثلاث دول ـ الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة ـ أسلحة نووية. كما تُخزن الولايات المتحدة ما مجموعه حوالي (150 – 200 ) قنبلة نووية في أوروبا لصالح حلف شمال الأطلسي. وتتمركز هذه القوات في (6) قواعد جوية في كلاين بروجيل (بلجيكا)، وبوشيل (ألمانيا)، وأفيانو وغيدي توري (إيطاليا)، وفولكل (هولندا)، وإنجرليك (تركيا).

وفيما يتعلق بآلية وسلة استخدام الأسلحة النووية، فإن مجموعة التخطيط النووي التابعة لحلف شمال الأطلسي هي المسؤولة عن التفويض بمهام الضربات النووية، واللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي هي المسؤولة عن إصدار أوامر الضربة، والتي بموجبها تعمل قوات الضربات النووية المحمولة جواً في البلدان المنتشرة على تنفيذ الضربات ذات الصلة. . حاليًا، تم تصنيف مقاتلات F-16 من بلجيكا وهولندا ومقاتلات Panavia Tornado من إيطاليا وألمانيا، بالإضافة إلى مقاتلات USF-15E المنتشرة في القواعد العسكرية الأوروبية، كطائرات تحمل قنابل نووية. وبموجب اتفاقية تحالف حلف شمال الأطلسي، تتبنى الدول الأعضاء آلية لتقاسم الأسلحة النووية لبناء “مظلة نووية” للدول الأوروبية. أمن دولي ـ الردع النووي والردع المضاد، تصعيد لخفض التصعيد (ملف)

خطط لنشر أسلحة نووية تكتيكية في المملكة المتحدة

بعد سحب القنابل النووية من محطة سلاح الجو الملكي في لاكنهيث في سوفولك، المملكة المتحدة، في عام 2008 على أثر تراجع تهديد الحرب الباردة ، تخطط الولايات المتحدة لنشر أسلحة نووية تكتيكية في المملكة المتحدة في ضوء “التهديد الروسي” المتزايد. ولم تنف وزارة الدفاع البريطانية هذه الأنباء. ووفقًا ووفقاً لتقارير نقلا عن وثائق البنتاغون ، من المقرر نشر أسلحة نووية تكتيكية من طراز B-61، وهي أقوى بثلاث مرات من القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، على أراضي المملكة المتحدة.

وتحتل الأصول النووية البريطانية مرتبة متقدمة في أوروبا، وتشمل منصة الأسلحة الاستراتيجية أربع غواصات نووية استراتيجية من فئة فانغارد، تحمل كل منها 16 صاروخا باليستيا من طراز ترايدنت تطلقها الغواصات. وتخطط البحرية الملكية البريطانية لاستبدال غواصاتها النووية الاستراتيجية من فئة فانغارد بأربع غواصات من فئة دريدنوت في المستقبل. وسيتم تجهيز كل غواصة من فئة دريدنوت بـ 12 صاروخا باليستيا مطورا تطلقه الغواصات من طراز ترايدنت، وهو ما من شأنه أن يعزز قدرة السفينة على اختراق الرؤوس الحربية المتعددة والإطلاق السري والضربات النووية التكتيكية.

 فرنسا تطرح ” دفاع أوروبي نووي”

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 28 ابريل 2024 ، إنه يفضل فتح مناقشات حول الدفاع الصاروخي والأسلحة البعيدة المدى والأسلحة النووية، بمشاركة الدول التي تمتلكها أو التي تمتلك أسلحة نووية أمريكية على أراضيها. وذكر في هذا السياق أن “فرنسا ستحافظ على خصوصية عقيدتها، لكنها مستعدة للمساهمة بشكل أكبر في الدفاع الأوروبي”.

اعتبر رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي روبرت بريغر ، أن للنقاشات الدائرة حول الردع النووي في أوروبا “ما يبررها”. وقال الممثل العسكري الأعلى للاتحاد الأوروبي: “أعتبر أن النقاش حول الأسلحة النووية الأوروبية أمر مشروع، بالنظر إلى موقف روسيا في المواجهة”. وشدد على أنه إذا أراد الأوروبيون التصرف “على قدم المساواة مع القوى الأخرى”، فيتعين عليهم أيضًا “زيادة إنفاقهم الدفاعي” بشكل كبير، على حد تعبيره.

وسبق أن طرح ماكرون  في عام 2020، فكرة الردع النووي الأوروبي بقيادة بلاده ولم تقبل ألمانيا هذا الاقتراح، وفي عام 2022، دعت باريس مرة أخرى إلى إجراء مناقشات مع برلين بشأن هذه القضية، قائلة إن الاقتراح لا يزال قيد الدراسة.

باعتبارها صاحبة مبادرة “الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي في الدفاع”، تعد فرنسا أيضًا الدولة العضو الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تتمتع بقدرات الردع النووي. وتمتلك حاليا نحو (300) قنبلة نووية استراتيجية و(60) قنبلة نووية تكتيكية. ويتميز صاروخ كروز الفرنسي ASMP-A الذي يطلق من الجو بمدى يزيد عن (500) كيلومتر وسرعة طيران تصل إلى (3000) كيلومتر في الساعة، وهو قادر على حمل رأس حربي نووي يعادل (300) ألف طن من مادة تي إن تي.

وقد اختبرت فرنسا  بنجاح صاروخا باليستيا بعيد المدى طراز M51.3  في نوفمبر 2023، وترى أن ذلك يعزز قدرات الردع النووي لديها في ضوء التطورات الدولية. ويعد M51.3 بمثابة تطوير للصاروخ الباليستي M51 الذي يبلغ وزنه (53) طنًا والذي يطلق من الغواصات والذي يمكنه حمل ما يصل إلى ستة رؤوس حربية نووية إلى أهداف مختلفة على بعد أكثر من (8000)  كيلومتر. ومن المتوقع أن يدخل M51.3 الجديد الخدمة في عام 2025. أمن دولي ـ التسلح النووي ومخاوف أوروبية من خسارة حماية الناتو

مخاوف من نشر أسلحة نووية في السويد

أثار إقرار البرلمان السويدي في 19 يونيو 2024 اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة جدلًا، حيث يتخوف معارضوها من أن تفتح الباب أمام نشر أسلحة نووية وإقامة قواعد أميركية دائمة في السويد.  وتتيح هذه الاتفاقية للقوات الأميركية الوصول إلى (17) قاعدة دفاع سويدية وتخزين معدات عسكرية وأسلحة وذخائر في البلاد، لكن معارضيها يشدّدون على وجوب أن تنص على حظر الأسلحة النووية في السويد وتمثل اتفاقية التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة تطورًا كبيرًا في سياسة السويد الدفاعية التي تخلت في مارس2024 عن سياسة عدم الانحياز العسكري التي دامت قرنين، بانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.

التوسع النووي في أوروبا الشرقية

مع تصاعد المواجهة بين الكتل الإقليمية واستمرار الصراعات في أوروبا الشرقية، أظهر التسلح النووي في أوروبا ميلاً إلى التوسع. وقد زادت بولندا  من جهودها الدفاعية بشكل لم يسبق له مثيل في أي دولة أخرى في أوروبا. منذ بداية الحرب الأوكرانية، طلبت وارسو مئات الدبابات الجديدة، ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع، وقاذفات المدفعية الصاروخية، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة جديدة وطائرات هليكوبتر، من بين أشياء أخرى. وقد لعبت الشراكة الصناعية الدفاعية القوية بين بولندا  وكوريا الجنوبية والتكامل المتزايد مع شركات تصنيع الأسلحة الكورية الجنوبية دوراً رئيسياً في جهود إعادة التسلح السريعة هذه.

وتتضمن عملية إعادة الرسملة العسكرية لبولندا أيضاً البعد النووي المرغوب. في 30 يونيو 2023، أعلن رئيس الوزراء ماتيوس مورافيتسكي  اهتمام بولندا باستضافة أسلحة نووية بموجب ترتيبات المشاركة النووية لحلف شمال الأطلسي. بعد ذلك بوقت قصير، أعرب جاسيك سيويرا، رئيس مكتب الأمن القومي البولندي، عن نية بولندا الحصول على شهادة لطائراتها من طراز F-35A ، المقرر نشرها في الفترة 2024-2025، لتمكين إيصال القنابل النووية B61 ذات السقوط الحر.

من ناحية أخرى، بما أن المقاتلة F-35A أصبحت منصة قتال جوي عالمية لمعظم الدول الأوروبية، فإن هذه الدول سيكون لديها القدرة على إطلاق قنابل نووية تكتيكية. ولن يؤدي هذا إلى تعزيز التحديث المتكرر لتكنولوجيا الأسلحة النووية التكتيكية فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى تفاقم خطر المواجهة النووية وقد ينشر مفهوم “اقتصاد الحرب” في مختلف أنحاء أوروبا.

وأشار المحللون إلى أن تأثير التوسع المذكور أعلاه قد يؤدي إلى خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية بل وحتى تشويش تعريف الأسلحة النووية، الأمر الذي أثار استياء الرأي العام في البلدان المعنية. والواقع أن المسيرات التي اندلعت احتجاجاً على نشر الأسلحة النووية اندلعت في بلدان مثل ألمانيا وهولندا.أمن دولي – سيناريوهات استخدام روسيا والناتو للأسلحة النووية . بقلم د. إكرام زياده

تقييم وقراءة مستقبلية

– غيرت الحرب الروسية الأوكرانية، البنية الأمنية لأوروبا. أدت الأزمة المتصاعدة بين حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى تغييرات في سياسات الأسلحة النووية، حيث أظهر التسلح النووي في أوروبا ميلاً إلى التوسع.

– تعد تصريحات الأمين العام للناتو بشأن بحث إمكانية نشر أسلحة نووية إضافية في دول الحلف، ووضعها في حالة التأهب، يُعد مواكبة من الحلف لعودة حالة “الردع النووي” حول العالم، وهو قرار في حالة تنفيذه، سيعني أن ترسانة القوات الاستراتيجية التابعة للحلف والموضوعة في المناوبة القتالية سوف تتوسع، وسوف يزيد من الاعتماد على الذخائر النووية التكتيكية، خاصة القنابل الجوية الأميركية B61-12، المخزّنة في ألمانيا وبلجيكا وهولندا. وبالتالي يمثّل هذا القرار بالنسبة لموسكو مبعث قلق أساسي، نظراً لتوسع خط المواجهة المباشر بين الحلف وروسيا على المستوى البري، بانضمام السويد وفنلندا للناتو، وهذا يفسّر قيام القاذفات الاستراتيجية الروسية بالتحليق قرب أجواء كلا البلدين الشهر الجاري.

– يحاول حلف الناتو بالتعاون مع الولايات المتحدة، تطوير مبدأ “الردع النووي الممتد”، الذي يوفّر مظلة حماية مشتركة لتأمين الحلفاء نووياً. هذا كلّه في المحصّلة قد يؤدي في المدى المنظور، إلى إحياء سباق التسلّح النووي من جديد، وعودة التجارب النووية التي كانت من سمات حقبة الحرب الباردة، في ظل غياب الشفافية حول الترسانات النووية حول العالم، وانسحاب الولايات المتحدة الأميركية وروسيا سابقاً من اتفاقية السماوات المفتوحة، التي كانت تسمح لكليهما بمراقبة الحالة النووية للطرف الآخر، وهذا سيزيد في المجمل من حالة عدم الاستقرار على المستوى الدولي.

– ما دام السلاح النووي موجوداً، يبقى خطر استخدامه قائماً في أي وقت ولا يمكن إطلاقاً استبعاد استخدام هذا السلاح. وهناك أسباب عديدة، تمنع أي دولة من الذهاب نحو هذا الخيار المدمر للعالم، لكن هذا لا يكفي كضمانة لعدم استخدام السلاح النووي، خاصة مع تطور وسائل استخدامه. يمكن استخدام أسلحة نووية تكتيكية صغيرة،  على مستوى محدود في جبهات القتال، لهذه الأسباب يبقى احتمال الحرب النووية قائماً في كل وقت، خاصة مع زيادة التوترات وفشل المؤسسات الدولية كمجلس الأمن، بحل الصراعات وإحلال السلام.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=94825

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

هوامش

Exclusive: Nato in talks to deploy more nuclear weapons
https://2u.pw/Bf0PoGCg

Nuclear Weapons in Europe: Mapping U.S. and Russian Deployments
https://2u.pw/aGDpKNWu

الولايات المتحدة تسعى لنشر أسلحة نووية في بريطانيا العظمى
https://hura7.com/?p=13061 

Nuclear Weapons in Europe: Mapping U.S. and Russian Deployments
https://2u.pw/aGDpKNWu

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...