الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ماذا عن احتمالية انخراط الناتو مباشرة في حرب أوكرانيا؟

يونيو 07, 2024

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

بون ـ إكرام زيادة ، باحثة في المركز الأوروبي ECCI ، دكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية

تناقش العديد من العواصم الأوروبية المنطوية تحت حلف الناتو إرسال وحدات عسكرية إلى أوكرانيا، وشن هجمات بالأسلحة الغربية على الأراضي الروسية. في وقت تلوح فيه روسيا باستخدام الأسلحة النووية في حال تدخل الناتو، ما يؤشر بنقل الصراع في أوكرانيا إلى مستوى مختلف تماماً ووضع العالم على شفا حرب عالمية ثالثة.

أعضاء الناتو يسمحون لأوكرانيا باستخدام أسلحتهم داخل روسيا

تعمل القوى الكبرى في حلف شمال الأطلسي الواحدة تلو الأخرى على عكس سياساتها في أوكرانيا للسماح لها بمزيد من الفسحة في ضرب أهداف عسكرية بأسلحة غربية داخل روسيا. حيث  أكدت إدارة بايدن  في 31 مايو 2024 أنها سمحت لكييف باستخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا . ويمثل هذا التحول في سياسة البيت الأبيض المرة الأولى التي يسمح فيها رئيس أمريكي برد عسكري محدود على أهداف داخل أراضي خصم مسلح نووياً. غير أن المسؤولين الأميركيين أكدوا مجدداً أن استخدام الأسلحة بعيدة المدى داخل روسيا لا يزال محظوراً. وتعد واشنطن أكبر مانح للأسلحة في كييف.

وعلى خطى البيت الأبيض، أعلنت ألمانيا في 31 مايو 2024 أن أوكرانيا يمكنها أيضًا استخدام الأسلحة التي زودتها بها برلين للدفاع ضد الهجمات الروسية. وأعربت فرنسا وهولندا وفنلندا وبولندا عن دعمها لهذه القرارات. وقد سمحت المملكة المتحدة بالفعل لكييف باستخدام أسلحتها لشن هجمات على  شبه جزيرة القرم . فيما اعتبر رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أنه من الممكن لأوكرانيا استخدام أسلحة أجنبية لضرب أهداف على الأراضي الروسية. ويعتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أيضًا أنه يجب أن تتاح لأوكرانيا الفرصة لاستخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف مشروعة على الأراضي الروسية. أمن دولي- انقسام الناتو حول استخدام أسلحة غربية ضد أهداف في روسيا

ارسال قوات غربية إلى أوكرانيا

بالإضافة إلى الأسلحة، فإن بعض دول الناتو أعلنت انها مستعدة لإرسال قوات عسكرية إلى مناطق القتال في أوكرانيا، وهي الفكرة التي اقترحها لأول مرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير2024، وتجري باريس حاليا مناقشات مع كييف بشأن إرسال مدربين عسكريين فرنسيين إلى أوكرانيا، وفقاً لتقارير نشرت في 30 مايو 2024. التدريب سيتمحور حول إزالة الألغام والحفاظ على المعدات التشغيلية والخبرة الفنية للطائرات الحربية التي سيوفرها الغرب. كما ستقوم باريس بتمويل وتسليح وتدريب لواء أوكراني آلي.

وقد أشارت دول البلطيق إلى أنها قد تنضم إلى فرنسا في مثل هذا المشروع. كما أعرب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي عن دعمه لمبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون. وقد ناقش وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي  فكرة تدريب القوات الأوكرانية في أوكرانيا لكنهم لم يتوصلوا إلى موقف مشترك، حسبما قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 28 مايو 2024.

بالمقابل، رفض العديد من الأعضاء الرئيسيين في الناتو اقتراح ماكرون. وقال المستشار الألماني أولاف شولتز: “لن تكون هناك قوات برية” من دول الناتو في أوكرانيا، في حين أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في 9 مايو 2024، أن الحلف لا يعتزم الانخراط مباشرة في الحرب في أوكرانيا أو إرسال قوات إليها، وأوضح أن لدى حلف “الناتو” مهمتين رئيسيتين فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وهما “دعم كييف ومنع تمدد نطاق الصراع خارج أوكرانيا”. كما  نفى رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك ورئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أي خطط من قبل الناتو لإرسال قوات إلى أوكرانيا. كما نفى مسؤولي البيت الأبيض أيضًا وجود خطط مماثلة للولايات المتحدة. “. وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن المملكة المتحدة ليس لديها أي خطط “للانتشار على نطاق واسع” في أوكرانيا.

وكان قد كشف مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين، أن لديه معلومات مفادها أن فرنسا تقوم بإعداد وحدة عسكرية لإرسالها إلى أوكرانيا سيصل عددها في المرحلة الأولى إلى نحو ألفي عسكري. وقد افترض ضابط الاستخبارات العسكرية الأمريكية السابق سكوت ريتر، أن الدول الغربية قد تقوم بإرسال وحدات قواتها العسكرية إلى أوكرانيا ومن ثم توحيدها في قوات الناتو. وأضاف “ينوي الفرنسيون خداع الناتو بإرسال ألفي جندي يمكن زيادتهم إلى (12) ألفاً ومن ثم إيصال العدد إلى (20) ألفاً. وفي حال اجتذاب دول البلطيق، ومن ثم البولنديين والبريطانيين وغيرهم، سيزيد هذا العدد إلى (60) ألفاً، بعد ذلك ستتم محاولات لإقناع الروس بعدم مهاجمتهم، وحينها سيمكن تحويل هؤلاء الـ الستون ألفا على الفور إلى قوات الناتو بموجب المادة (4)  وبهذا الشكل ستجد قوات الحلف نفسها على أراضي غرب أوكرانيا”. أمن دولي ـ الناتو، تغير الوضع الاستراتيجي عند حدود روسيا

الناتو يستعد لروسيا بـ “ممر سريع” لنقل القوات الأميركية

يقوم حلف شمال الأطلسي بتطوير “ممرات برية” متعددة لنقل القوات والمدرعات الأميركية إلى الخطوط الأمامية في حالة نشوب حرب برية أوروبية كبرى مع روسيا، وفقاً لما صرح له الجنرال ألكسندر سولفرانك من القيادة اللوجستية لحلف شمال  الأطلسي في 4 يونيو 2024 . وقد ذكر أن الناتو يخطط للاستيلاء على البنية التحتية للموانئ والنقل البري في أوروبا من أجل إرسال قوات أمريكية تصل إلى موانئ أوروبا الأطلسية عبر القارة إلى روسيا. وفي ممرات النقل هذه، التي يتوقع حلف شمال الأطلسي أنها ستواجه هجمات جوية مدمرة، سيتم تعليق القوانين المحلية.

وتنص الخطط الحالية على إنزال القوات الأميركية في الموانئ الهولندية قبل ركوب القطارات التي تنقلهم عبر ألمانيا ومنها إلى بولندا. وفي حالة الهجوم الروسي على حلف شمال الأطلسي، سيتم شحن القوات الأميركية إلى ميناء روتردام الهولندي قبل نقلها شرقا،  وقد تم اتخاذ الترتيبات خلف الكواليس لتوسيع الطرق إلى موانئ أخرى لضمان عدم قطع قوات موسكو خط الاتصالات الأرضي. إذا تعرضت قوات الناتو القادمة من هولندا لقصف روسي، أو تم تدمير موانئ شمال أوروبا، فمن المقرر أن يحول الحلف تركيزه إلى موانئ في إيطاليا واليونان وتركيا.

دول حلف شمال الأطلسي تناقش الاستخدام المحتمل للقنابل النووية

قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي في 25 مايو 2024،  إن المسؤولين الأمريكيين والروس يناقشون الاستخدام المحتمل للقنابل النووية: “لقد أخبر الأمريكيون الروس أنه إذا فجروا قنبلة نووية، حتى لو لم تقتل أحداً، فسوف نقوم بذلك”. ورغم أن سيكورسكي ذكر السيناريو الذي يكون فيه الكرملين أول من استخدم الأسلحة النووية، فإن تصريحاته تشير إلى أن حلف شمال الأطلسي لديه دافع أعظم للقيام بذلك.  لقد اعترف بأن أوروبا سوف تكون في وضع غير مؤات في حالة خوض حرب تقليدية مع روسيا،  وقال سيكورسكي إنه بعد تفكك الاتحاد السوفييتي “لم تكتف أوروبا بنزع سلاحها، بل قامت بتقليص صناعتها في مجال الدفاع، وبعد فوات الأوان يبدو الأمر وكأنه خطأ. من الواضح أن أوروبا متخلفة”.أضاف: “ركزنا على المنصات والأسلحة عالية القيمة وعالية التقنية. نحن الآن فقط نعيد اكتشاف أنك في الواقع تحتاج إلى كميات كبيرة من الأشياء ذات التقنية المنخفضة أيضًا. وهذا يثير خطر أن يقرر حلف شمال الأطلسي استخدام الأسلحة النووية في الحرب لموازنة هذا الضعف النسبي.

التلويح الروسي بالسلاح النووي

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعضاء الحلف في 28 مايو 2024 من أن السماح لكييف بإطلاق أسلحة زودها بها الغرب إلى الأراضي الروسية يزيد من خطر نشوب حرب نووية.  و دفعت تصريحات ماكرون بأنه لا يستبعد إرسال قوات إلى أوكرانيا، روسيا إلى الإعلان عن إجراء تدريبات تتضمن أسلحة نووية تكتيكية في 8 مايو 2024. فيما هدد مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين، فرنسا في حال أقدمت على إرسال وحدة عسكرية إلى أوكرانيا.  أنها وحداتها ستصبح هدفا مشروعا وذا أولوية بالنسبة للقوات الروسية”.

كما حذرت روسيا حكومة المملكة المتحدة من أن قرارها بالسماح للقوات الأوكرانية باستخدام صواريخ ستورم شادو البريطانية لقصف روسيا قد يؤدي إلى ضربات انتقامية على المنشآت والمعدات العسكرية البريطانية على الأراضي الأوكرانية أو في أي مكان آخر. ومن خلال هذه التهديدات ، يوضح حلف شمال الأطلسي أنه مستعد للمخاطرة بحرب مفتوحة مع روسيا. أمن دولي ـ هل يتدخل الناتو لحماية القوات الفرنسية في حالة  وجودها في أوكرانيا؟

هل سيتدخل الناتو لحماية القوات الغربية في أوكرانيا؟

 جاء في تقرير للجنة الخبراء بالبرلمان الألماني (بوندستاغ) ، أنه في حالة ما إذا نشرت دولة من حلف الناتو لقواتها في أوكرانيا، دون تنسيق مسبق مع هياكل القيادة العسكرية للناتو فإن الدولة المعنية فقط هي التي ستصبح نفسها طرفا في النزاع. وجاء في التقرير المنشور في 29 مارس 2024 “إذا انخرطت قوات دولة عضو في الناتو في دفاع جماعي عن النفس (المادة 51، ميثاق الأمم المتحدة) لصالح أوكرانيا في صراع قائم (بين روسيا وأوكرانيا) وتعرضت لهجوم من قبل الطرف الآخر في الصراع (روسيا) أثناء الاشتباك في منطقة النزاع، فإن هذا لا يشكل حالة من حالات المادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي”. وأشار الخبراء إلى أن المادة الخامسة من معاهدة الناتو مرتبطة بتعرض دول وقوات الناتو للهجوم على أراضيها أو فوقها.

تقييم وقراءة مستقبلية

– كانت الاستراتيجية الغربية للناتو تجاه أوكرانيا منذ فبراير 2022  تتألف من عنصرين أساسيين: أولاً، الدعم العسكري والاقتصادي الضخم لأوكرانيا لضمان قدرتها على البقاء كدولة مستقلة، وثانياً، تجنب التدخل المباشر للجيوش الغربية لأن هذا من شأنه، كما قال الرئيس جو بايدن، أن يخاطر باندلاع حرب عالمية ثالثة. كانت النتيجة خطين واضحين يمنعان التصعيد: لا هجمات روسية على دول حلف شمال الأطلسي؛ ولا قوات غربية تقاتل روسيا بشكل مباشر في أوكرانيا.

– إحدى القضايا الأكثر إثارة للمخاوف حالياً من تمدد الصراع، إعطاء العواصم الغربية الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام الأسلحة الموردة إليها لشن هجمات على الأراضي الروسية على الرغم تهديدات الرئيس الروسي من أن السماح لكييف بإطلاق أسلحة زودها بها الغرب إلى الأراضي الروسية يزيد من خطر نشوب حرب نووية.

– لا تزال قضية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا قيد المناقشة بين باريس ودول الناتو. وفي كييف، تم الترحيب بمثل هذه الخطوات بحرارة، وقد تم بالفعل إعداد جميع الوثائق اللازمة. وقد أعلنت دول البلطيق بالفعل أنها تستطيع إرسال جنودها وقادتها إلى أوكرانيا. بيما هناك مخاوف في واشنطن وبرلين ولندن من أن إرسال قوات الناتو إلى منطقة العمليات الخاصة في أوكرانيا سيجعل الناتو مشاركًا مباشرًا في الصراع.

– من غير المرجح على المدى القريب، إرسال قوات  عسكرية غربية إلى أوكرانيا لأنه سينقل الصراع المسلح بشكل فوري من عملية عسكرية خاصة في منطقة محددة إلى مرحلة الصراع بالصواريخ النووية، وهو أمر حذرت منه موسكو مرات عديدة الولايات المتحدة وباقي دول حلف الناتو.

– بما أنه لا توجد خطط لحلف شمال الأطلسي لنشر قوات قتالية على الأرض في أوكرانيا. فمن المتوقع  الحلف أن لن يحمي قوات أي بلد عضو بمن فيها فرنسا إن أرسلت قواتها إلى أوكرانيا، حيث لا يشمل ميثاق الحلف حماية قوات أعضائه خارج أراضيها.

– أثبتت تطورات الأحداث على مدار العامين من حرب أوكرانيا إن  موقف الولايات المتحدة وحلفائها فيما يتعلق بالمشاركة المحتملة في الصراع في أوكرانيا يمكن تبديله. وإذا تم رفع القيود المفروضة سابقاً على إرسال الأسلحة الثقيلة والصواريخ بعيدة المدى وطائرات F-16 ، ومن ثم السماح باستخدام كييف للأسلحة الغربية ضد روسيا، فمن غير المستبعد على الأمد الطويل أن يتم اتخاذ القرار بإرسال وحدات عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، وهذا من شأنه أن ينقل الصراع إلى مستوى حرب بين روسيا والناتو.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=94334

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

هوامش

NATO Members Allow Ukraine to Use Their Weapons Inside Russia

https://2u.pw/IVzD8D2T

France could announce sending military trainers to Ukraine soon, diplomats say

https://2u.pw/s6s6qCt9

هل ينخرط الناتو بحرب مباشرة مع روسيا في أوكرانيا؟

https://2u.pw/QOSLwYzy

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...