الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ماهو موقف ألمانيا من التصعيد مابين إسرائيل وإيران؟

أغسطس 19, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (3)

تعمل ألمانيا بالتنسيق مع الدول الكبرى والشركاء الإقليميين في الشرق الأوسط لتعزيز جهود الوساطة، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي. تؤكد برلين على ضرورة تجنب المزيد من التصعيد واتساع النزاع إقليميا، بالتزامن مع الدعوات للمشاركة عسكريا في تحالف حماية لإسرائيل بقيادة الولايات المتحدة ضد إيران، و كذلك استعدادات الجيش الألماني لإخلاء الألمان من لبنان، إذا تصاعد الوضع في الشرق الأوسط.

جهود الوساطة الألمانية في الشرق الأوسط

سعت الاستخبارات الألمانية في الثاني من يوليو 2024 إلى تعزيز جهود الوساطة بين حزب الله وإسرائيل الرامية الى تفادي تحول الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب إقليمية شاملة. زار نائب رئيس الخارجية للمخابرات الألمانية لبنان حيث التقى مسؤولين في حزب الله على رأسهم نائب الأمين العام لحزب الله “نعيم قاسم” في اطار الجهود الألمانية الرامية إلى منع توسع عمليات القصف والقصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله.

عرض الوفد الألماني خلال الزيارة وجهة نظر مفادها أنه يريد تفادي الانزلاق إلى حرب شامله سواء عن قصد او عن طريق الخطأ، إضافة إلى ضمان رجوع الإسرائيليين الى مناطقهم في شمال إسرائيل.

قامت وزيرة الخارجية الألمانية بزيارة إلى الشرق الأوسط بهدف الوساطة في حرب غزة. ومنذ زيارتها لايزال هناك تأزم في وضع المنطقة أكثر. وقد كانت ألمانيا أعلنت في 13 أكتوبر 2023 دعمها للجهود الدبلوماسية التي تبذلها بعض دول المنطقة لتهدئة الصراع بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية.

يقول الدكتور “ميشيل لودرز” وهو أستاذ جامعي زائر في العديد من الكليات الألمانية في الثامن أغسطس 2023 “أنه لا ألمانيا ولا الاتحاد الأوروبي قادران على لعب أي دور في جهود الوساطة في الشرق الأوسط. الولايات المتحدة هي صاحبة الأهمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات مع إسرائيل. أضاف “ميشيل لودرز” لكنني أعتقد أن ألمانيا تخاطر بالفعل بخسارة سمعتها في أجزاء أوسع، ليس في العالم العربي أو الإسلامي فقط، بل كذلك لدى دول الجنوب عامة”.

موقف ألمانيا من اغتيال “إسماعيل هنية” في طهران

علقت وزارة الخارجية الألمانية في في 31 يوليو 2024 على مقتل “إسماعيل هنية” رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية بالقول إن: “منطق الانتقام ليس المسار السليم” في الشرق الأوسط. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية “سيباستيان فيشر” أنه “من الضروري تجنب المزيد من التصعيد واتساع النزاع إقليميا” داعيا “كل الأطراف الى الحفاظ على الهدوء وإبداء الحد الأقصى من ضبط النفس”.

دعت وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك” إلى ضبط النفس لتجنب مزيد من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط بعد اغتيال “إسماعيل هنية” في طهران. وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية ” أن أي قرار يتم اتخاذه الآن قد يؤدي إلى تهدئة الوضع أو تأجيجه بشكل أكبر، ودعت جميع أطراف الصراع إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ووقف التصعيد لصالح شعوب المنطقة”.

ترى “كيلي بيتيلو” الباحثة في شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن “واقعتي اغتيال هنية وفؤاد شكر “سيكون لهما التأثير الكبير على المنطقة بأكملها.” وأضافت أنه “من السابق لأوانه تحديد النتائج، لكن العواقب تنذر بأن الأمور قد تنزلق نحو الأسوأ”. وأوضحت “بيتيلو” أن مقتل “هنية وشكر” سوف يساهمان في تعزيز نفوذ حماس وحزب الله. الجدير بالذكر أن حزب الله ينظر إلى حماس كحليف، فيما تحظى المنظمتان بدعم إيراني.

ألمانيا تدعو لمغادرة المواطنين الألمان من لبنان

أصدرت ألمانيا بيانا مشتركا مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في 12 أغسطس 2024 دعت فيه إيران وحلفاءها إلى “الامتناع عن شن هجمات من شأنها أن تزيد من تصعيد التوترات الإقليمية وأن تعرّض فرصة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن للخطر”.

ألمانيا لم تصدر موقفا رسميا محددا بشأن اغتيال “فؤاد شكر”، القيادي في حزب الله، الذي اغتالته إسرائيل في أواخر يوليو 2024. ومع ذلك، يمكن الاستنتاج أن موقفها من اغتيال “شكرالله” يتماشى مع سياستها العامة تجاه حزب الله، والذي تصنف الحكومة الألمانية على قائمة التطرف منذ عام 2020.

ألمانيا تواصل المساعدة في حماية حرية الملاحة ضد الحوثيين

دعا المستشار الألماني “أولاف شولتس” الرئيس الإيراني “مسعود بزشكيان” في أغسطس 2024 إلى العمل على تجنيب منطقة الشرق الأوسط المزيد من التصعيد العسكري. وترى ألمانيا في السابع من مارس 2024 أن هجمات الحوثيين على السفن التجارية المدنية تخالف القانون الدولي وتعيق بشكل كبير سلامة الملاحة الدولية. حيث إنها تهدد الملاحة على طرق التجارة العالمية وتؤثر سلبا على المصالح الأمنية الألمانية والدولية.

توكد ألمانيا على أن هجمات الحوثيين غير مقبولة على الإطلاق ويجب أن تتوقف فورا. وأكدت أنها ستواصل ألمانيا المساعدة في حماية حرية الملاحة وضمان سلامة طرق الشحن كجزء من عملية الأمن البحري التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي “ASPIDES”.

أعلن الجيش الألماني في السادس من أبريل 2024 أن الفرقاطة الألمانية “هيسن” صدت هجوما على سفينة شحن مدنية في البحر الأحمر، حيث “تم التمكن من تدمير صاروخ متجه نحو سفينة”. يشار إلى أن الفرقاطة “هيسن” تعمل في البحر الأحمر منذ نهاية فبراير 2023 كجزء من مهمة الاتحاد الأوروبي العسكرية “ASPIDES” قبل انتهاء مهمة الفرقاطة الألمانية وانسحابها في أبريل 2024.

يتوقع “هانز ياكوب شيندلر”، خبير شؤون الشرق الأوسط في المنظمة الدولية لمشروع مكافحة التطرف في 11 يناير 2024، حدوث “مشكلة اقتصادية دولية حادة”، ويضيف إذا استمر هذا الوضع “لا نستطيع الاستغناء عن قناة السويس لمدة عام”. وتدرك ألمانيا مدى خطورة الوضع، وقد تنضم قريبا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر ضد الحوثيين.

دعوات إلى المشاركة عسكريا في تحالف حماية لإسرائيل

دعا خبير السياسة الخارجية في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في السابع من أغسطس 2024 “روديريش كيسفيتر” ألمانيا إلى المشاركة عسكريا في تحالف حماية لإسرائيل بقيادة الولايات المتحدة. ويقول الخبير “كيسويتر” “في ضوء الهجوم الإيراني الوشيك، وتابع “كيسويتر” يجب على الحكومة الفيدرالية أن تستيقظ وتقدم الدعم العسكري لإسرائيل للدفاع عن نفسها”. في القوت الذي استبعد فيه وزير الدفاع الاتحادي “بوريس بيستوريوس” في البداية تورط جنود ألمان في الصراع بمنطقة الشرق الأوسط.

كشف استطلاع رأي في 11 أغسطس 2024 إن (57%) من المشاركين يعتقدون أن رد إسرائيل على هجمات أكتوبر 2023 كان مبالغا فيه. وفي المقابل، رأى (21%) فقط أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد غزة ملائمة. وقد أشار الاستطلاع إلى أن أكثر من (68%) من المشاركين أنهم يعتقدون أنه من الخطأ أن تقدم ألمانيا الدعم العسكري لإسرائيل، في حين أن (19%) فقط يؤيدون هذا الدعم العسكري.

يقول “بيتر لينتل” الخبير في مؤسسة برلين للعلوم والسياسة في 22 أكتوبر 2023 “إسرائيل نفسها لا تريد أي محاولات للوساطة. ومن المحتمل أن يرفضوا العروض في الوقت الحالي”. هدف إسرائيل هو إنهاء حكم حماس. “إن الوساطة تتعارض مع هذا الهدف.” الوساطة أمر مرغوب فيه عندما يتعلق الأمر بإطلاق سراح الرهائن. ولكن أبعد من ذلك، فإن الوساطة ليست مرغوبة”. إستراتيجية أمن ألمانيا .. وتحديات الأمن القومي. بقلم جاسم محمد

تداعيات التصعيد في منطقة الشرق الأوسط على ألمانيا

لايزال الوضع في الشرق الأوسط متوتر للغاية، ولذلك يستعد الجيش الألماني في السابع من أغسطس 2024 لإخلاء الألمان من لبنان. إذا تصاعد الوضع في الشرق الأوسط، فقد يتحول الوضع من حالة التوتر إلى خطر داهم – بما في ذلك على آلاف الألمان المتواجدين في المنطقة. لدى الجيش الألماني جنود وطائرات ومواد جاهزة لإنقاذ مواطنيها. تعد هذه المهمة جزءا من الاستعداد الوطني للأزمات التابع للقوات المسلحة الألمانية (NatKV) ومع ذلك، ليس من الضروري بالضرورة نشر الجنود.

وكانت قد أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في 12 أبريل 2024 أنه “ينبغي على المواطنين الألمان الموجودين في المنطقة الانتباه إلى تعليماتنا الأمنية. وهناك تحذير من السفر إلى إيران وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وبالنسبة لإيران هناك أيضا مطالبة بمغادرة الألمان لهذا البلد”.

تقول “هيلين رانغ” المديرة التنفيذية لجمعية الشرق الأدنى والأوسط الألمانية “إن العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا ودول الشرق الأوسط ذات أهمية استراتيجية حيث يعد التقارب الجغرافي من بين العوامل الرئيسية فضلا عن تزايد المبيعات حيث تعتبر أسواق الشرق الأوسط كبيرة من الناحية الاستهلاكية نظرا للتعداد السكاني الضخم”. وأشارت إلى “وجود مشاريع بنية تحتية ضخمة تقوم بها شركات ألمانية بتنفيذها في الشرق الأوسط خاصة في مدينة نيوم المستقبلية في السعودية التي تقدر تكلفتها بقرابة (500) مليار دولار”. وأضافت رانغ “نأمل ألا يكون لهذا الصراع المتصاعد تأثير كبير على التعاون الاقتصادي”. أمن ألمانيا ـ تحديات استراتيجية صناعة الأسلحة

تقييم وقراءة مستقبلية

– تميل ألمانيا، كعضو في الاتحاد الأوروبي، عادة إلى الدعوة لضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في النزاعات الإقليمية، وهو ما يعكس موقفها العام من التصعيدات في الشرق الأوسط.

– لم تلق الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين الأبرياء في غزة، سوى انتقادات قليلة نسبيا من السياسيين والأحزاب الألمانية، ولم تؤثر تلك الانتقادات بشكل جوهري العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل.

– يمكن القول أن أمريكا لا تريد التصعيد، كذلك إيران وحزب الله ، بخلاف الحكومة الإسرائيلية برئاسة “بنيامين نتنياهو” فهى تريد التصعيد وتوسع رقعة الحرب، وربما ذلك لتخفيف الضغوطات عليها عسكريا وسياسيا في غزة.

– تنظر ألمانيا إلى تصعيد الصراع في الشرق الأوسط بعين القلق، خوفا من استهداف جنودها ومواطنيها في المنطقة مستقبلا، كذلك استهداف سفاراتها ومصالحها الاقتصادية، لا سيما في ظل التوترات المتزايدة بعد اغتيالات “إسماعيل هنية وفؤاد شكر الله”.

– من المرجح ان تستمر المواجهة ما بين إسرائيل وإيران، الرد والرد المضاد، بدون حرب وكذلك الحال مع حزب الله، ويبقى الحوثيين القوة التي لا يمكن الحد من تهديداتها لأسباب الجغرافية وجيوسياسية.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=95833

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

UK, France and Germany ask Iran to refrain from attacks against Israel
https://tinyurl.com/2wh4jy2t

German Chancellor Scholz talks to Iranian president on the phone
https://tinyurl.com/3j56hdfr

Germany’s Middle East diplomacy reaches limits
https://tinyurl.com/348ajmmr

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...