الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ هل تأخذ دول الناتو تهديدات روسيا بالنووي مأخذ الجد؟ (ملف)

يوليو 02, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات

يتناول الملف بالعرض والتحليل التهديدات الروسية بالأسلحة النووية، واستعدادات دول الناتو لنشر الأسلحة النووية في أوروبا، ويتطرق الملف إلى تناول الجدل في ألمانيا حول التسلح النووي، كما يرصد الملف ردود افعال وتعليقات الحكومات الأوروبية، والأحزاب السياسية والرأي العام الأوروبي حول نشر الأسلحة النووية، والتسلح النووي. ويركز الملف في تحليله على الروابط التالية:

  1. أمن دولي ـ واقع واستعدادات روسيا بالردع النووي والردع المضاد ضد الناتو
  2. أمن دولي ـ ألمانيا مازالت لم تحسم موقفها من التسلح النووي
  3. أمن دولي ـ ماذا بعد نشر الناتو أسلحة نووية جديدة في أوروبا؟
  4. أمن دولي ـ مخاوف أوروبا من تهديدات روسيا النووية المحتملة

1- أمن دولي ـ واقع واستعدادات روسيا بالردع النووي والردع المضاد ضد الناتو

أبدت روسيا الاستعدادات ألازمة لإجراء تدريبات بالقرب من أوكرانيا تحاكي استخدام الأسلحة النووية التكتيكية. وتريد روسيا أن ترسل إشارة تهدف إلى ردع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية، عن الخوض بشكل أعمق في حرب أوكرانيا. تتصور عقيدة موسكو الدفاعية رداً نووياً على ضربة ذرية أو حتى هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود روسيا.

القدرات النووية التكتيكية الروسية

تعتبر روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أكبر قوتين نوويتين على المستوى الدولي، حيث تمتلكان حوالي (88%) من جميع الأسلحة النووية. أشارت دراسة في التاسع من مايو أن روسيا تمتلك مجموعة من الأسلحة النووية التكتيكية، حيث تختلف التقديرات حول كم ونوعية الأسلحة النووية التكتيكية بشكل كبير، فتتراوح مابين (860 إلى 1912) وحدة. بينما تتراوح القوة التفجيرية للعديد من الأسلحة النووية التكتيكية الروسية بين (70 و75 ) كيلوطن، وتمتلك روسيا حوالي (1558) رأسا نوويا غير إستراتيجي.

تضم الأسلحة النووية التكتيكية صواريخ اسكندر ومعظم الصواريخ التي يمكن أن يصل مداها إلى (500) كيلومتر، وتكون محملة برؤوس نووية منخفضة أو متوسطة القوة لضرب تجمعات قوات العدو في الخطوط الأمامية. وتسبب هذه الأسلحة الدمار ضمن دائرة لا يزيد قطرها عن عشرة كيلومترات، حيث تصل قدرتها التدميرية إلى ما يعادل ألف طن من المواد المتفجرة.

أشار الجنرال “غريغوري جويو” رئيس القيادة الشمالية الأمريكية وقيادة الدفاع الجوي في 22 مارس 2024، إلى أن روسيا تمتلك أكبر مخزون في العالم من الأسلحة النووية الاستراتيجية وغير الاستراتيجية، ولديها أيضا القدرة على ضرب أمريكا الشمالية بأسلحة جوية وبحرية تقليدية عالية الدقة”. ونوه الجنرال بأن روسيا وظفت “استثمارات كبيرة” في تطوير “أنظمة قادرة على تهديد الولايات المتحدة”. وأضاف تملك روسيا كذلك قدرات كبيرة في المجال السيبراني وفي مجال الأسلحة تحت المائية، وتعمل أيضا على تطوير “طوربيد نووي وصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية”.

عقيدة موسكو الدفاعية

تتصورعقيدة موسكو الدفاعية في السابع من مايو 2023 رداً نووياً على ضربة ذرية أو حتى هجوم بأسلحة تقليدية “يهدد وجود الدولة الروسية ذاته”، لإجبار الغرب على أخذ التحذيرات على محمل الجد. يعتقد “نيكولاي سوكوف” من مركز فيينا لنزع السلاح وعدم الانتشار أنه لم تكن هناك أي خطط لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا – حتى في خريف عام 2022 عندما انسحب الجيش الروسي من منطقتي خاركيف وخيرسون.

أعلنت موسكو في السادس من مايو 2024 بإجراء تدريبات نووية للتدريب على إعداد واستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية. عقب تصريحات كبار السياسيين الغربيين بشأن احتمال نشر جنود في أوكرانيا.

تأتي ردود الفعل الروسية بسبب التحركات الغربية تجاه موسكو. وفي العام 2023، ربط بوتين ردود الفعل الروسية على وجه التحديد بقرار حكومة المملكة المتحدة تزويد أوكرانيا بقذائف خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم. كذلك كشفت وزارة الدفاع البولندية في الثاني من مايو 2024 عن تقديمها طلبا للمشاركة في برنامج سيسمح بنشر الأسلحة النووية الأميركية على أراضيها ما قد يتسبب في تصعيد نووي مع روسيا. الأمر يتعلق بقضية “التشارك النووي” الذي يسمح للولايات المتحدة بـ”تقاسم” إمكانياتها النووية مع دول حلف الشمال الأطلسي (ناتو) التي لا تمتلك هذه الأسلحة.

أشار استطلاع للرأي إلى أن (36.4%) من المشاركين قيموا فكرة وضع الأسلحة النووية في بولندا بشكل إيجابي، و(31.9%) بشكل سلبي، فيما يتخذ (19%) موقفا محايدا، في حين لم يسمع (12.6%) أي شيء عن الاقتراح.

مناورات روسية تخللها إطلاق صواريخ بالستية

أجرت روسيا في أكتوبر 2023 مناورات تخللها إطلاق صواريخ بالستية،وصواريخ كروزتهدف إلى محاكاة تنفيذ “ضربة نووية هائلة”. نقلت روسيا بعض أسلحتها النووية التكتيكية إلى أراضي بيلاروسيا، تهدف تلك الخطوة إلى مواجهة التهديدات الغربية المتصورة.تسمح تلك الخطوات الروسية للطائرات والصواريخ بالوصول إلى أهداف محتملة هناك بسهولة أكبر وبسرعة أكبر، إذا قررت موسكو استخدامها. كما أنها وسعت قدرة روسيا على استهداف العديد من حلفاء الناتو في أوروبا الشرقية والوسطى. أمن قومي ـ الجيش الألماني وتحديات التحديث والتسلح

أطلقت روسيا في الخامس من نوفمبر 2023  صاروخًا باليستيا عابرا للقارات من غواصة نووية يمكن تجهيزها برؤوس حربية نووية. نشرت روسيا في 11 نوفمبر 2023 صاروخا باليستياً جديداً عابراً للقارات من طراز “يارس” في قاعدة “كوزيلسك” في منطقة “كالوغا” جنوب غرب موسكو. الصاروخ قادر على حمل رؤوس حربية نووية حرارية متعددة، واختراق الدرع الصاروخي الذي تستخدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها.

الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية

وقع الرئيس الروسي بوتن في الثاني من نوفمبر 2023 على الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية “CTBT” في خطوة ترى فيها موسكو أنها ضرورية لتحقيق التكافؤ مع الولايات المتحدة. وهناك مخاوف واسعة النطاق من أن روسيا قد تستأنف التجارب النووية لمحاولة وقف الغرب عن الاستمرار في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. يرى “أناتولي تسيغانوك” رئيس “مركز التنبؤات العسكرية”، أنه “لا ينبغي القلق من استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في النزاع مع أوكرانيا، إذ لا داعي لذلك من الناحية العسكرية”. وأشار “يمتلك الجيش الروسي ما يكفي من أنظمة الأسلحة القوية التي تضمن انتصاره. وبموازاة ذلك، يشكل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية عامل خطر كبيرا، بما في ذلك بالنسبة للطرف الذي يستخدمها. ولذلك، سيتم اتخاذ مثل هذه الخطوة كملاذ أخير، أو في حالة انتهاك كييف أو المنظومة الغربية قواعد الاشتباك القائمة. أمن ألمانيا ـ استراتيجية تعزيز التسلح وسد الثغرات

تطوير سلاح نووي مضاد للأقمار الاصطناعية

أفادت تسريبات للاستخبارات الأمريكية في فبراير2024 أن روسيا تسعى إلى وضع سلاح نووي في الفضاء لإمكانية استخدامه ضد الأقمار الاصطناعية. هذا السلاح يمكن أن يدمر الأقمار الاصطناعية الغربية، ويعوق مهماتها بما في ذلك احتمال تعطيل الاتصالات والاستطلاع العسكري. تكمن خطورة هذا السلاح أيضا في أن الدول الغربية لن تتمكن من التصدي له بسهولة وبشكل مناسب.

يقول الدكتور “بول دورفمان”، رئيس مجموعة الاستشارات النووية المستقلة أنه هناك “مشكلة” في تسرب المعلومات الأمريكية السرية بهذه الطريقة، وأنه لا يعتقد أن روسيا لديها بالفعل تلك القدرات حتى الآن. “لقد سرب تيرنر بشكل أساسي ما يعتبر معلومات حساسة للغاية. وبهذا المعنى، قد يعرض مصدر تلك المعلومات الاستخباراتية للخطر”. أما بالنسبة لخطط الفضاء الروسية، فقد أكد أنها لم تصبح واقعا بعد. “إنها لا تزال فكرة في المهد، أو بالأحرى “مفهوم”، ولم تتحقق بعد على أرض الواقع”. أمن قومي ـ الجيش الألماني نقطة إرتكاز الناتو في أوروبا 

هل استخدمت روسيا سلاح نووي تكتيكي؟

يقول الخبراء الأمنيون في مجال الأسلحة النووية إن الاستعدادات الروسية لإطلاق سلاح نووي تكتيكي ستكون مرئية على الأرجح لأقمار الاستخبارات العسكرية الغربية، لأنها ستشمل أنواع الخطوات التي شوهدت أثناء التدريبات، بما في ذلك نقل الرؤوس الحربية من منشأة التخزين المركزية. وتتم هذه الخطوات على مدار عدد من الساعات، مع وضع مراكز القيادة والتحكم الروسية في حالة تأهب قصوى. كما أن الصواريخ القادمة التي تحمل رؤوسًا نووية تكتيكية لن يمكن تمييزها عن أنواع الصواريخ ذات الرؤوس الحربية التقليدية التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا. ولكن الضربة النووية الفعلية إذا نفذت ستكون قابلة للتحديد بوضوح من خلال حجم الدمار والصدمة الزلزالية والانطلاق الهائل للإشعاع.

**

2- أمن دولي ـ ألمانيا مازالت لم تحسم موقفها من التسلح النووي

تشهد ألمانيا حالة من الجدل المستمر بشأن امتلاك أسلحة نووية، خاصة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، وإدراك برلين لحجم المخاطر الأمنية والعسكرية التي تفرضه الحرب على كافة الدول الأوروبية. و بموجب دستورها، تلتزم ألمانيا بعدم امتلاك أو تصنيع أو نشر أسلحة نووية. لكن هذه الاتفاقية تسمح للطائرات الألمانية بإلقاء قنابل نووية أمريكية في حال نشوب حرب. كما يُعتقد أن هناك حوالي 20 رأسًا نوويًا أمريكيًا مخزنًا في قاعدة بوشل الجوية في ألمانيا. يُطالب بعض الأصوات في ألمانيا بأن تمتلك بلادهم أسلحة نووية خاصة بها لردع روسيا. وتُعارض ألمانيا بشدة أي محاولة روسية لنشر أسلحة نووية في كالينينغراد، المنطقة الروسية الواقعة على الحدود مع بولندا وليتوانيا.

كيف تنظر برلين للتهديدات النووية الروسية المحتملة؟

هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب مرارا وتكرارا باستخدام الأسلحة النووية. وأعلن دميتري روغوزين، رئيس وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس”، في مايو 2022 أن بلاده قادرة في حال نشوب حرب نووية على “تدمير دول الناتو في غضون نصف ساعة” فقط. لكن المستشار السابق جيرهارد شرودر في الحزب الاشتراكي الديمقراطي لا يتوقع ذلك. صرح مسؤول من وزارة الخارجية الألمانية الألمانية في مارس 2023 أن بلاده ستظل ملتزمة بشكل واضح بمشاركتها في الحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار (النووي)، حتى في ظل الظروف المتغيرة”.

وأوضح أن “الحكومة الاتحادية وشركاءها يعارضون بشكل قاطع أي تخفيف للمحرمات”، وذلك في إشارة إلى تفاهم غير مكتوب بعدم استخدام الأسلحة النووية، منذ إطلاق الولايات المتحدة قنبلتين نوويتين ضد اليابان عام 1945، مع ما أدى إليه ذلك من دمار واسع في وقت قياسي لم يتسبب به سلاح بشري من قبل. وقد منحت ألمانيا مايو 2024 لأوكرانيا الإذن باستخدام أسلحة زودتها بها برلين لضرب أهداف داخل روسيا، وفق ما أعلن المتحدث باسم المستشار الألماني أولاف شولتز الجمعة. وكانت برلين، أكبر داعمي كييف بالأسلحة بعد الولايات المتحدة، حتى الآن مترددة في السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الألمانية لضرب أهداف داخل روسيا خوفا من تصعيد النزاع.أمن دولي ـ ما احتمالية المواجهة النووية بين روسيا والناتو؟

دوبرينت ينتقد النقاش حول القنبلة النووية

يعتقد زعيم المجموعة الإقليمية لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ألكسندر دوبريندت أن النقاش حول القنبلة النووية داخل الاتحاد الأوروبي (خاطئ). ويقول “إن تطلع الاتحاد الأوروبي الجديد للقنابل الذرية هو أمر ساذج”. ومن الناحية السياسية والعسكرية، فإن هذا “يتجاوز الخيار الحقيقي”. ويرى أن الأهم هو ضمان أسس مشاركة برلين النووية في الأسلحة الأمريكية المتمركزة في ألمانيا”. ويشمل ذلك استثمار المزيد من الأموال بشكل كبير في القوات المسلحة التقليدية والوفاء بالتزامات التحالف. وقال السياسي في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي: “كجزء من حلف شمال الأطلسي، تم دمج ألمانيا في نظام الأمن الجماعي. ويجب الحفاظ على هذا”.

وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير 2024  حول الناتو جدلاً كبيراً في أوروبا وألمانيا إذ طالب ساسة وخبراء بضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي الألماني بشكل جذري، فيما ذهب آخرون إلى حد المطالبة بإعادة النظر في كسر المحرمات النووية. ودفعت تصريحات ترامب العديد من السياسيين الألمان إلى زيادة الضغوط على المستشار أولاف شولتس لتعزيز الإنفاق الدفاعي عاجلا وليس آجلا رغم أن شولتس قد أعلن عن تدشين صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو لتحديث منظومة ألمانيا الدفاعية وذلك عقب الحرب الروسية الأوكرانية أواخر فبراير 2022.أمن دولي ـ أوكرانيا تواجه مشكلة تدريب الطيارين على طائرات F-16

اتهامات ضد هابيك بشأن التخلص التدريجي من الأسلحة النووية

يواجه وزير الاقتصاد الاتحادي روبرت هابيك اتهامات بسبب سياسة وزارته الإعلامية بشأن التخلص التدريجي من الأسلحة النووية. يتعلق الأمر في الأساس بالإخفاء المزعوم للحجج التي تم التعبير عنها داخليًا بشأن استمرار تشغيل محطات الطاقة النووية الألمانية. الادعاءات الحالية ليست موجهة ضد هابيك بشكل مباشر، بل ضد موظفي وزارته ووزارة البيئة، التي يديرها حزب الخضر أيضا.

حيث ذكرت تقارير أنه في ربيع عام 2022، تم قمع المخاوف الداخلية بشأن التخلص التدريجي من الطاقة النووية المخطط لها في العام التالي في كل من وزارة الشؤون الاقتصادية ووزارة البيئة. ويقال إن “شبكة حزب الخضر ذات النفوذ” هي التي منعت التخلص التدريجي من الأسلحة النووية. ولم تلعب خبرة الخبراء أي دور، لكن “دائرة الإدارة المكونة من جنود حزب الخضر” في الوزارتين “اتفقت على جميع الخطوات الأساسية فيما بينها”. وترفض الوزارتان ذلك، كما أن هناك شكوكاً كبيرة حول هذا التمثيل. أمن دولي ـ الناتو، أهم التحديات التي ستواجه أمين عام الناتو المقبل

شولتز وليندنر يختلفان بشأن قضية الردع النووي

تسببت تهديدات ترامب ضد حلفاء الناتو إلى مناقشات حول قنبلة نووية للاتحاد الأوروبي. ولم يتفق المستشار ووزير ماليته على هذه القضية. وتثير احتمالات فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الجدل حول القدرة الدفاعية الألمانية، بما في ذلك الردع النووي المشترك في أوروبا. شككت كاتارينا بارلي، المرشحة الأولى للحزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات الأوروبية، في موثوقية درع الأسلحة النووية الأمريكية. وفيما يتعلق بمسألة ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى قنابل نووية خاصة به. ويشجع وزير المالية الاتحادي كريستيان ليندنر المزيد من التعاون مع فرنسا وبريطانيا افي مجال الردع النووي.

بهذا ينحرف ليندنر عن الخط السابق للمستشار أولاف شولتز الذي رفض المناقشة حول تغيير مسار الردع النووي لحلف شمال الأطلسي . ويعتمد هذا بشكل حصري تقريبًا على الأسلحة النووية الأمريكية. في الوقت ذاته، كان السياسي الدفاعي لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي رودريش كيسويتر منفتحًا على زيادة كبيرة في الرهان الخاص بالجيش الألماني. وقال: “من الواضح تمامًا أننا بحاجة إلى 300 مليار بدلاً من 100 مليار حتى يصبح الجيش الألماني جاهزًا للقتال”.

الألمان منقسمون حول ضرورة إمتلاك القنبلة النووية

أظهر  استطلاع أجراه معهد أبحاث الرأي (Civey) طُرح السؤال التالي: “برأيك، هل ينبغي لألمانيا أن تمتلك أسلحة نووية خاصة بها (سواء بمفردها أو بالاشتراك مع دول أوروبية أخرى)؟” انقسام الألمان عن رأي منقسم حول هذه المسألة. وقال 45% ممن شملهم الاستطلاع إن ألمانيا يجب أن تمتلك أسلحة نووية. وفي المقابل، 44% يعارضون امتلاك أسلحة نووية خاصة بهم. ولم يحسم أحد عشر بالمائة ممن شملهم الاستطلاع هذا السؤال.

لا يزال العديد من الألمان قلقين من احتمال استخدام الأسلحة النووية، خاصة في ضوء التاريخ النووي للبلاد خلال الحرب العالمية الثانية. كما يخشى البعض من مخاطر الحوادث النووية أو انتشار الأسلحة النووية. ويعتقد البعض الآخر أن ألمانيا محمية بشكل كافٍ من قبل حلفائها في الناتو، ولا تحتاج إلى أسلحة نووية خاصة بها. كذلك يرى بعض المؤيدين للطاقة النووية أنها مصدر طاقة خالٍ من الانبعاثات يمكن أن يساعد في مكافحة تغير المناخ.

ألمانيا تناقش إنشاء مظلة نووية أوروبية

برزت فكرة “المظلة النووية الأوروبية” مؤخرًا كخيار محتمل لتعزيز الأمن في القارة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا والحرب في أوكرانيا. وقد أدت تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول التزام الولايات المتحدة بحلف الناتو إلى مخاوف في بعض الدول الأوروبية، مما دفع البعض إلى البحث عن خيارات أمنية بديلة. كما عززت الحرب في أوكرانيا المخاوف الأمنية في أوروبا، ودفعت بعض الدول إلى إعادة النظر في قدراتها الدفاعية.

وتمتلك فرنسا، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي، ترسانة نووية، بينما تسعى دول أخرى، مثل بولندا، إلى امتلاك أسلحة نووية. بينما تبدو ألمانيا منقسمة حول الفكرة، مع معارضة الحكومة الألمانية الحالية لها، بينما يدعمها بعض المسؤولين والمواطنين. قد تواجه إنشاء مظلة نووية أوروبية معارضة من قبل بعض الدول الموقعة على معاهدة عدم الانتشار النووي، وربما يُنظر إلى المظلة النووية على أنها استفزاز من قبل روسيا، مما يؤدي إلى تصاعد التوترات. تكلفة التطوير والصيانة: ستكون تكلفة تطوير وصيانة مظلة نووية أوروبية باهظة الثمن. كذلك تُثير الأسلحة النووية مخاوف دائمة بشأن السلامة والأمان، خاصة مع مخاطر الانتشار أو الحوادث.

**

3- أمن دولي ـ ماذا بعد نشر الناتو أسلحة نووية جديدة في أوروبا؟

يتصاعد وضع الأمن النووي العالمي في الآونة الأخيرة، فيما يظهر التسلح النووي في أوروبا اتجاهات جديدة . وقد أصبح  التسلح النووي والاستراتيجية النووية لأوروبا نشطة بشكل متزايد في إطار سياسة الردع الموسعة التي ينتهجها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة والاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي في الدفاع. و قد يؤدي توسيع المخزونات والتحديث التكنولوجي للأسلحة النووية التكتيكية إلى خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية والإخلال بالتوازن الأصلي للقوات النووية، وبالتالي إطلاق جولة جديدة من سباق التسلح.

الناتو يجري محادثات لنشر المزيد من الأسلحة النووية

أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، في 16 يونيو 2024 ، أنه يُجري في الوقت الحالي، محادثات لنشر المزيد من الأسلحة النووية لدول الحلف في مواجهة التهديد المتزايد من روسيا والصين، عبر إخراج مزيد من الصواريخ من المخازن ووضعها في حالة الاستعداد، داعياً إلى وجوب جعل “الشفافية النووية” حجر الزاوية في استراتيجية الناتو النووية. وكان قد تعهد الحلفاء خلال القمة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي في ليتوانيا في يولو2023 ، باتخاذ “كل الخطوات اللازمة لضمان صدقية وفاعلية وسلامة وأمن مهمة الردع النووي”.

من بين الدول الأعضاء في التحالف البالغ عددها (32) دولة، تمتلك ثلاث دول ـ الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة ـ أسلحة نووية. كما تُخزن الولايات المتحدة ما مجموعه حوالي (150 – 200 ) قنبلة نووية في أوروبا لصالح حلف شمال الأطلسي. وتتمركز هذه القوات في (6) قواعد جوية في كلاين بروجيل (بلجيكا)، وبوشيل (ألمانيا)، وأفيانو وغيدي توري (إيطاليا)، وفولكل (هولندا)، وإنجرليك (تركيا).

وفيما يتعلق بآلية وسلة استخدام الأسلحة النووية، فإن مجموعة التخطيط النووي التابعة لحلف شمال الأطلسي هي المسؤولة عن التفويض بمهام الضربات النووية، واللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي هي المسؤولة عن إصدار أوامر الضربة، والتي بموجبها تعمل قوات الضربات النووية المحمولة جواً في البلدان المنتشرة على تنفيذ الضربات ذات الصلة. . حاليًا، تم تصنيف مقاتلات F-16 من بلجيكا وهولندا ومقاتلات Panavia Tornado من إيطاليا وألمانيا، بالإضافة إلى مقاتلات USF-15E المنتشرة في القواعد العسكرية الأوروبية، كطائرات تحمل قنابل نووية. وبموجب اتفاقية تحالف حلف شمال الأطلسي، تتبنى الدول الأعضاء آلية لتقاسم الأسلحة النووية لبناء “مظلة نووية” للدول الأوروبية. أمن دولي ـ الردع النووي والردع المضاد، تصعيد لخفض التصعيد (ملف)

خطط لنشر أسلحة نووية تكتيكية في المملكة المتحدة

بعد سحب القنابل النووية من محطة سلاح الجو الملكي في لاكنهيث في سوفولك، المملكة المتحدة، في عام 2008 على أثر تراجع تهديد الحرب الباردة ، تخطط الولايات المتحدة لنشر أسلحة نووية تكتيكية في المملكة المتحدة في ضوء “التهديد الروسي” المتزايد. ولم تنف وزارة الدفاع البريطانية هذه الأنباء. ووفقًا ووفقاً لتقارير نقلا عن وثائق البنتاغون ، من المقرر نشر أسلحة نووية تكتيكية من طراز B-61، وهي أقوى بثلاث مرات من القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، على أراضي المملكة المتحدة.

وتحتل الأصول النووية البريطانية مرتبة متقدمة في أوروبا، وتشمل منصة الأسلحة الاستراتيجية أربع غواصات نووية استراتيجية من فئة فانغارد، تحمل كل منها 16 صاروخا باليستيا من طراز ترايدنت تطلقها الغواصات. وتخطط البحرية الملكية البريطانية لاستبدال غواصاتها النووية الاستراتيجية من فئة فانغارد بأربع غواصات من فئة دريدنوت في المستقبل. وسيتم تجهيز كل غواصة من فئة دريدنوت بـ 12 صاروخا باليستيا مطورا تطلقه الغواصات من طراز ترايدنت، وهو ما من شأنه أن يعزز قدرة السفينة على اختراق الرؤوس الحربية المتعددة والإطلاق السري والضربات النووية التكتيكية.

 فرنسا تطرح ” دفاع أوروبي نووي”

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 28 ابريل 2024 ، إنه يفضل فتح مناقشات حول الدفاع الصاروخي والأسلحة البعيدة المدى والأسلحة النووية، بمشاركة الدول التي تمتلكها أو التي تمتلك أسلحة نووية أمريكية على أراضيها. وذكر في هذا السياق أن “فرنسا ستحافظ على خصوصية عقيدتها، لكنها مستعدة للمساهمة بشكل أكبر في الدفاع الأوروبي”.

اعتبر رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي روبرت بريغر ، أن للنقاشات الدائرة حول الردع النووي في أوروبا “ما يبررها”. وقال الممثل العسكري الأعلى للاتحاد الأوروبي: “أعتبر أن النقاش حول الأسلحة النووية الأوروبية أمر مشروع، بالنظر إلى موقف روسيا في المواجهة”. وشدد على أنه إذا أراد الأوروبيون التصرف “على قدم المساواة مع القوى الأخرى”، فيتعين عليهم أيضًا “زيادة إنفاقهم الدفاعي” بشكل كبير، على حد تعبيره.

وسبق أن طرح ماكرون  في عام 2020، فكرة الردع النووي الأوروبي بقيادة بلاده ولم تقبل ألمانيا هذا الاقتراح، وفي عام 2022، دعت باريس مرة أخرى إلى إجراء مناقشات مع برلين بشأن هذه القضية، قائلة إن الاقتراح لا يزال قيد الدراسة.

باعتبارها صاحبة مبادرة “الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي في الدفاع”، تعد فرنسا أيضًا الدولة العضو الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تتمتع بقدرات الردع النووي. وتمتلك حاليا نحو (300) قنبلة نووية استراتيجية و(60) قنبلة نووية تكتيكية. ويتميز صاروخ كروز الفرنسي ASMP-A الذي يطلق من الجو بمدى يزيد عن (500) كيلومتر وسرعة طيران تصل إلى (3000) كيلومتر في الساعة، وهو قادر على حمل رأس حربي نووي يعادل (300) ألف طن من مادة تي إن تي.

وقد اختبرت فرنسا  بنجاح صاروخا باليستيا بعيد المدى طراز M51.3  في نوفمبر 2023، وترى أن ذلك يعزز قدرات الردع النووي لديها في ضوء التطورات الدولية. ويعد M51.3 بمثابة تطوير للصاروخ الباليستي M51 الذي يبلغ وزنه (53) طنًا والذي يطلق من الغواصات والذي يمكنه حمل ما يصل إلى ستة رؤوس حربية نووية إلى أهداف مختلفة على بعد أكثر من (8000)  كيلومتر. ومن المتوقع أن يدخل M51.3 الجديد الخدمة في عام 2025. أمن دولي ـ التسلح النووي ومخاوف أوروبية من خسارة حماية الناتو

مخاوف من نشر أسلحة نووية في السويد

أثار إقرار البرلمان السويدي في 19 يونيو 2024 اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة جدلًا، حيث يتخوف معارضوها من أن تفتح الباب أمام نشر أسلحة نووية وإقامة قواعد أميركية دائمة في السويد.  وتتيح هذه الاتفاقية للقوات الأميركية الوصول إلى (17) قاعدة دفاع سويدية وتخزين معدات عسكرية وأسلحة وذخائر في البلاد، لكن معارضيها يشدّدون على وجوب أن تنص على حظر الأسلحة النووية في السويد وتمثل اتفاقية التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة تطورًا كبيرًا في سياسة السويد الدفاعية التي تخلت في مارس2024 عن سياسة عدم الانحياز العسكري التي دامت قرنين، بانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.

التوسع النووي في أوروبا الشرقية

مع تصاعد المواجهة بين الكتل الإقليمية واستمرار الصراعات في أوروبا الشرقية، أظهر التسلح النووي في أوروبا ميلاً إلى التوسع. وقد زادت بولندا  من جهودها الدفاعية بشكل لم يسبق له مثيل في أي دولة أخرى في أوروبا. منذ بداية الحرب الأوكرانية، طلبت وارسو مئات الدبابات الجديدة، ومدافع الهاوتزر ذاتية الدفع، وقاذفات المدفعية الصاروخية، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة جديدة وطائرات هليكوبتر، من بين أشياء أخرى. وقد لعبت الشراكة الصناعية الدفاعية القوية بين بولندا  وكوريا الجنوبية والتكامل المتزايد مع شركات تصنيع الأسلحة الكورية الجنوبية دوراً رئيسياً في جهود إعادة التسلح السريعة هذه.

وتتضمن عملية إعادة الرسملة العسكرية لبولندا أيضاً البعد النووي المرغوب. في 30 يونيو 2023، أعلن رئيس الوزراء ماتيوس مورافيتسكي  اهتمام بولندا باستضافة أسلحة نووية بموجب ترتيبات المشاركة النووية لحلف شمال الأطلسي. بعد ذلك بوقت قصير، أعرب جاسيك سيويرا، رئيس مكتب الأمن القومي البولندي، عن نية بولندا الحصول على شهادة لطائراتها من طراز F-35A ، المقرر نشرها في الفترة 2024-2025، لتمكين إيصال القنابل النووية B61 ذات السقوط الحر.

من ناحية أخرى، بما أن المقاتلة F-35A أصبحت منصة قتال جوي عالمية لمعظم الدول الأوروبية، فإن هذه الدول سيكون لديها القدرة على إطلاق قنابل نووية تكتيكية. ولن يؤدي هذا إلى تعزيز التحديث المتكرر لتكنولوجيا الأسلحة النووية التكتيكية فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى تفاقم خطر المواجهة النووية وقد ينشر مفهوم “اقتصاد الحرب” في مختلف أنحاء أوروبا.

وأشار المحللون إلى أن تأثير التوسع المذكور أعلاه قد يؤدي إلى خفض عتبة استخدام الأسلحة النووية بل وحتى تشويش تعريف الأسلحة النووية، الأمر الذي أثار استياء الرأي العام في البلدان المعنية. والواقع أن المسيرات التي اندلعت احتجاجاً على نشر الأسلحة النووية اندلعت في بلدان مثل ألمانيا وهولندا.أمن دولي – سيناريوهات استخدام روسيا والناتو للأسلحة النووية . بقلم د. إكرام زياده

**

4- أمن دولي ـ مخاوف أوروبا من تهديدات روسيا النووية المحتملة

تعود مخاوف أوروبا من التهديدات النووية إلى الحرب العالمية الثانية وما تبعها من تصاعد التسلح النووي لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين وفرنسا والاتحاد السوفيتي وقتها، ورغم انخفاض هذا التهديد في الحرب الباردة منذ تسعينيات القرن الماضي، إلا أن المخاوف تجددت مع الحرب الأوكرانية وتفاقم التوتر بين الناتو وروسيا حول استخدام السلاح النووي. ومع تصاعد وتيرة المعارك في أوكرانيا، اضطرت بعض الدول الأوروبية إلى اتباع استراتيجية عسكرية مغايرة لمخاوفها، ما سمح للناتو والولايات المتحدة بنشر بعض الأسلحة النووية في أوروبا، واتخاذ تدابير استباقية في حال دخول الصراع إلى مرحلة التصعيد النووي. وفي الوقت نفسه تسببت هذه السياسات في انقسام داخل الأوساط السياسية والمجتمع الأوروبي حول الانجرار إلى حرب نووية محتملة، والتخلي عن استراتيجية منع الصراعات النووية.

موقف الحكومات الأوروبية من تهديدات روسيا

ترفع ألمانيا شعار “الحد من التسلح النووي” نظراً لمعاناتها من تداعيات الحروب السابقة، وإدراكها خطورة دخول الحرب الأوكرانية لمسار التصعيد النووي في ظل تحركات روسيا وتهديدات الناتو، وفي بداية الحرب أبدت ألمانيا تحفظها على التهديدات المتكررة من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باستخدام أسلحة نووية ضد أوكرانيا، مشددة على أنها لن تسمح بأن تتعرض للابتزاز. وفي 25 مارس 2023 أكدت ألمانيا التزامها في الحد من التسلح وعدم انتشار السلاح النووي حتى في ظل الظروف المتغيرة. رغم عدم وجود تفاهم مكتوب بين الحكومة والمعارضة حول هذا الأمر، إلا أنهم ينظرون إلى التسلح النووي على أنه من المحرمات. وتنشر الولايات المتحدة نحو (20) رأساً نووياً في قاعدة بوشل بولاية راينلاند-بفالتس، في إطار “توازن الرعب” بين واشنطن وموسكو. ولكن في مطلع العام الجاري، طرحت في ألمانيا فكرة إنشاء مظلة نووية أوروبية، وقال وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر، إنه من الضروري البحث عن تأسيس قوة ردع نووية بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا.

بعد نشر روسيا أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، حذر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، في 14 فبراير 2024، من الحديث عن الردع النووي الأوروبي دون الولايات المتحدة، بينما أوضح رئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي روبرت بريغر في 16 فبراير 2024، أن النقاش الدائر حول الأسلحة النووية الأوروبية أمر مشروع، بالنظر إلى مواقف روسيا، وأكد أنه إذا أراد الأوروبيون التصرف على “قدم المساواة مع القوى الأخرى”، فيجب عليهم زيادة الإنفاق الدفاعي. وتنظر النرويج إلى خطط روسيا لنشر أسلحة نووية بالتهديد الحقيقي، وفي 12 مارس 2024 قالت الخارجية النرويجية، إن أوروبا وحلفائها يجب أن يكونوا قادرين على مواجهة هذا التهديد.

أبدت بولندا في 22 أبريل 2024 ترحيبها بنشر الولايات المتحدة أسلحة نووية على أراضيها، في إطار تأمين الجناح الشرقي لحلف الناتو وتنفيذ سياسة مشتركة. وفي 17 مارس 2024 دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عدم الخوف من تهديدات روسيا النووية، مشيراً إلى أنها قوة متوسطة بأسلحة نووية وليست قوة عظمى. وأكد في 24 أبريل 2024 على أن قدرات بلاده النووية مستعدة للمساهمة في الردع النووي والدفاع عن أوروبا. بينما تبنت بريطانيا وجهة نظر مخالفة لفرنسا، بنشرها تقريراً حكومياً في 26 مارس 2024 حول مستقبل الردع النووي البريطاني، وتضمن التقرير تأكيداً بأن التهديد النووي متزايد في ظل سعي روسيا للحديث عن استخدام السلاح النووي.أمن دولي ـ ما احتمالية المواجهة النووية بين روسيا والناتو؟

ردود فعل الأحزاب على التهديدات النووية

مواقف الأحزاب الأوروبية من الردع النووي لم تتوافق مع تصريحات المسؤولين، وفي 3 فبراير 2024 اعترض زعيم حزب “الوطنيون” الفرنسي فلوريان فيليبو على مقترح وضع السلاح النووي الفرنسي في خدمة أوروبا، محذراً من جر فرنسا لحرب نووية مع روسيا. وتجدد الموقف من جانب المعارضة الفرنسية في 29 أبريل 2024، وأكد سياسيون من أحزاب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف و”الجمهوريون” اليميني التقليدي و”فرنسا المتمردة” رفضهم لمقترح تقاسم فرنسا الردع النووي مع الشركاء الأوروبيين. بينما دعم حزب “الحركة الديمقراطية” الوسطي المقترح الفرنسي، كون التهديد الروسي النووي خطراً على أوروبا وفرنسا معاً.

أثارت فكرة تأسيس مظلة نووية أوروبية جدلاً بين الأحزاب الألمانية، وفي 16 فبراير 2024 أشارت العضو في الحزب الديمقراطي الاشتراكي كاتارينا بارلي، إلى إمكانية طرح إنشاء درع نووي أوروبي في النقاشات، واعترض وزير الخارجية السابق والعضو بحزب الخضر يوشكا فيشر، على أن تمتلك ألمانيا سلاحاً نووياً. ولم يختلف المشهد في بريطانيا مع اقتراب الانتخابات العامة، وتعهد زعيم المعارضة البريطانية كير ستارمر في 3 يونيو 2024، بحماية الترسانة النووية البريطانية، باعتبار أن قضية الدفاع نقطة خلافية بين حزبي المحافظين الحاكم والعمال من جانب وحزب الأمن القومي من جانب آخر، حول نزع السلاح النووي وتوجيه إدانة قاطعة لروسيا لتهديداتها النووية.

رد فعل الشارع الأوروبي تجاه الردع النووي

كشف استطلاع رأي في ألمانيا وهولندا حجم تغير مواقف الرأي العام نحو الأسلحة النووية في الفترة من سبتمبر 2020 إلى سبتمبر 2022، وأشار إلى زيادة عدد الألمان المقتنعين بالردع النووي ضد الهجمات النووية بنسبة (23%)، وزادت نسبة المشاركين الهولنديين بنحو (8%)، إضافة إلى أن نصف المشاركين من ألمانيا وهولندا باستطلاع الرأي مقتنعون بأن نشر السلاح النووي على أراضيهم يردع الهجمات النووية على دول الناتو. وأظهر مسح التتبع السنوي الذي يجريه الناتو في ديسمبر 2022، تأييد الرأي العام في السويد وبلغاريا والنرويج بنسبة أكثر من (50%) لفكرة التسلح النووي، وتأييد (30%) في ألمانيا وهولندا لزيادة الإنفاق على التسلح النووي، وفي سبتمبر 2023 أشارت مجلة الناتو إلى تصاعد فكرة الردع النووي بالمجتمع الأوروبي حتى بعد انتهاء الحرب الأوكرانية.

سرعان ما تغير الرأي العام بألمانيا، وفي 25 مارس 2023 ظهر توجه بين الألمان رافضاً للمشاركة في التصعيد النووي، على غرار الاحتجاجات التي شهدتها ألمانيا في 1980، رداً على نشر الاتحاد السوفيتي آنذاك والناتو أسلحة نووية. ويقول الباحث في شؤون الأمن الدولي في مركز “SWP” يوناس شنايدر، إن “الاختلافات في المواقف حول الردع النووي، يضع الغرب في مأزق”. وفي 9 أبريل 2023 خرجت مظاهرات في (60) مدينة ألمانية، احتجاجاً على توريد أسلحة لأوكرانيا، وانخراط ألمانيا في سباق التسلح النووي والتقليدي والابتعاد عن المفاوضات. وأكد المتظاهرون رفضهم لاقتراب خطر الحرب النووية أكثر من أي وقت مضى، ما يدفعهم لمعارضة دعم أوكرانيا عسكرياً.أمن دولي ـ الناتو، أهم التحديات التي ستواجه أمين عام الناتو المقبل

إجراءات أوروبية لمواجهة التهديد النووي

– جهزت فنلندا (9) ملاجئ تحسباً لأي حرب نووية، وتتسع لنحو (4) ملايين شخص.

– أطلقت السويد استراتيجية “دفاع شامل” تتضمن نظام إنذار لأي غارات جوية، وتوزيع كتيبات احترازية في حالة اللجوء للمخابئ.

– أعدت سويسرا مخابئ آمنة تحت الأبنية لمواجهة أي حرب نووية، وتصل إلى (350) ألف ملجأ جماعي.

– رصدت دول أوروبية تهافت الناس على شراء أقراص اليود في حالة تعرضهم لأي إشعاع نووي.

– رغم أن بريطانيا وفرنسا لم يستعدوا بتجهيز مخابئ، إلا أن الأولى خصصت (6.8) مليار دولار للتسلح النووي، وأنفقت الثانية (5.9) مليار دولار لتطوير أسلحتها النووي.

ما الدور الفرنسي في ظل هذه المخاوف؟

تعويل أوروبا على فرنسا لمواجهة التهديدات النووية، كونها القوة النووية الوحيدة بالاتحاد الأوروبي، ومساعي باريس لقيادة مشروع الدفاع الأوروبي وتحقيق الاستقلالية الاستراتيجية للتكتل، التي ظهرت عبر تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأنه يمكن استخدام السلاح النووي في حال تعرض مصالح باريس لتهديد، ما يعني أن لهذه المصالح بعداً أوروبياً، تضع فرنسا في موقع المسؤولية. وتمتلك باريس (290) رأساً نووياً إضافة لنشر واشنطن صواريخ نووية تكتيكية على أراضيها تتحكم فيها قيادة الناتو، ولكن تظل فكرة بناء ردع نووي أوروبي محاطة بعقبات، لتباين الرؤى داخل الاتحاد حول إمكانية تنفيذها، وضعف التسلح النووي لأغلب الدول، والضغط الداخلي على فرنسا لمنع تنفيذ هذه الخطوة.

لماذا يتخوف الغرب من تهديدات روسيا؟

النهج الحذر: تتبنى أغلب دول الاتحاد سياسة محددة بشأن التسلح النووي، تخوفاً من إثارة غضب روسيا التي اعتادت التلويح بورقة النووي، كونه السيناريو الأكثر خطورة والتي تتفوق فيها على الغرب. وتتخوف دول غرب أوروبا مثل ألمانيا من التصعيد النووي، لذا تراعي حدود المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا وخطوات التسلح، الأمر الذي يجعل باقي الدول تشعر بعدم جاهزية القارة الأوربية لمواجهة أي حرب نووية.

القدرات النووية: تظل بريطانيا وفرنسا هما القوتان النوويتان في أوروبا، ولكن بالنظر إلى الترسانة النووية للدولتين والترسانة الروسية يظهر فارق شاسع، ما يتطلب وقتاً وأموالاً لتطوير قدراتهما النووية في توقيت تعاني الدولتان من أزمات سياسية واقتصادية.

دور الناتو: رغم أن أغلب دول التكتل تقتنع بأن الناتو هو الوحيد القادر على مواجهة أي تهديدات نووية، إلا أن الانقسام بداخله حول مسألة نشر أسلحة نووية جديدة بأوروبا، ومستقبله في حال فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، يثير الجدل حول دوره المستقبلي في حال نشوب حرب نووية.

الخطر النووي العالمي: ارتفاع التسليح النووي عالمياً بإنفاق الدول التسع التي تمتلك أسلحة نووية نحو (91) مليار دولار، وانسحاب روسيا من “معاهدة نيوستارت” مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية، وتوقف المحادثات بين واشنطن وموسكو حول الحد من المخاطر النووية يزيد المخاوف الأوروبية من التهديد الروسي.أمن دولي ـ واقع واستعدادات روسيا بالردع النووي والردع المضاد ضد الناتو

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– ذكّر الرئيس الروسي بوتن تهديد الدول الغربية منذ بداية حرب أوكرانيا مرارا وتكرارا بالقوة النووية لموسكو في محاولة لثنيها عن زيادة الدعم العسكري لكييف ضمن مفهوم الردع النووي والردع المضاد.

– لم تخضع الأسلحة النووية التكتيكية لأي من الاتفاقيات بين موسكو وواشنطن، ولم تكشف روسيا عن أرقامها أو أي تفاصيل أخرى تتعلق بها.

– يهدف نشر الأسلحة النووية في بيلاروسيا لمواجهة التهديدات الغربية المتصورة لدى موسكو. ومن المحتمل أن توسع من قدرات روسيا على استهداف العديد من حلفاء الناتو في شرق ووسط أوروبا.

– يعد احتمال التصعيد النووي بين موسكو والدول الأوروبية محدودا ضمن قواعد الاشتباك المتفق عليها، بين دول أوروبا و”الناتو” من جهة، وروسيا من جهة أخرى، لكنه لا ينعدم تماما.

– من المرجح استهداف موسكو لمنشآت ومعدات عسكرية غربية على أراضي أوكرانيا وخارجها ردا على الضربات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الغربية على روسيا.

– من المتوقع أن يكون الهدف من استخدام السلاح النووي التكتيكي ليس الاستيلاء على المزيد الأراضي الأوكرانية، بل قد تستخدمه روسيا في سيناريو عندما تكون قواتها في حالة تراجع أو احتمالات هزيمة عسكرية.

**

– تثير فكرة امتلاك ألمانيا للسلاح النووي نقاشًا ساخنًا في ألمانيا وخارجها، فمن ناحية، يرى بعض المؤيدين أن امتلاك هذه الأسلحة ضروري لتعزيز الأمن الوطني الألماني وردع العدوان، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا والحرب في أوكرانيا. بينما يعارض البعض الآخر بشدة فكرة امتلاك ألمانيا لأسلحة نووية، مستشهدين بمخاطر الانتشار النووي والآثار الكارثية المحتملة للحرب النووية، بالإضافة إلى التزامات ألمانيا التاريخية بعدم امتلاك أسلحة نووية.

– يرى بعض المؤيدين أن امتلاك ألمانيا للسلاح النووي سيُعزز الأمن الوطني الألماني ويُردع أي عدوان محتمل، خاصة من قبل روسيا، ويعتقد البعض الآخر أن امتلاك ألمانيا للسلاح النووي سيُعزز من مشاركتها في صنع القرار الدولي ويُتيح لها مزيدًا من النفوذ على المسرح العالمي. كما يؤكد المؤيدين أن امتلاك ألمانيا للسلاح النووي سيُقلل من اعتمادها على حلفائها، خاصة الولايات المتحدة، في مجال الأمن.

– بالمقابل يخشى معارضو امتلاك ألمانيا للسلاح النووي من أن يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الانتشار النووي في أوروبا والعالم، وهمريدركون امتلاك ألمانيا للسلاح النووي تمامًا الآثار الكارثية المحتملة للحرب النووية، ولا يريدون المخاطرة بوضع ألمانيا في موقف يمكنها من استخدام أو التعرض لهجوم نووي.

– تُشير ألمانيا إلى التزامها التاريخية بعدم امتلاك أسلحة نووية، كما هو مُنصوص عليه في دستورها ومعاهدة عدم الانتشار النووي، فضلً عن ذلك ستكون تكلفة تطوير وصيانة ترسانة نووية ألمانية باهظة الثمن، مما قد يُشكل عبئًا كبيرًا على الاقتصاد الألماني.

– قد تؤدي التوترات المتزايدة مع روسيا أو ظهور تهديدات نووية جديدة إلى زيادة الدعم لامتلاك ألمانيا للسلاح النووي، لكن ستظل آراء الجمهور الألماني حول هذه القضية عاملاً هامًا في أي قرار حكومي بامتلاك أسلحة نووية. ومن المحتمل أن تُواجه ألمانيا ضغوطًا من حلفائها أو من المجتمع الدولي للامتناع عن امتلاك أسلحة نووية.

– إنّ نقاش “المظلة النووية الأوروبية” معقد ويثير العديد من التساؤلات والمخاوف. بينما يرى بعضها أنها قد تُعزز الأمن الأوروبي، يخشى آخرون من عواقبها السلبية على الاستقرار والسلامة. يمكن لأوروبا التركيز على تعزيز قدراتها الدفاعية التقليدية وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في حلف الناتو، كما يمكن السعي إلى حلول دبلوماسية وحوارية لتخفيف التوترات مع روسيا وتعزيز الأمن في أوروبا.

**

– غيرت الحرب الروسية الأوكرانية، البنية الأمنية لأوروبا. أدت الأزمة المتصاعدة بين حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى تغييرات في سياسات الأسلحة النووية، حيث أظهر التسلح النووي في أوروبا ميلاً إلى التوسع.

– تعد تصريحات الأمين العام للناتو بشأن بحث إمكانية نشر أسلحة نووية إضافية في دول الحلف، ووضعها في حالة التأهب، يُعد مواكبة من الحلف لعودة حالة “الردع النووي” حول العالم، وهو قرار في حالة تنفيذه، سيعني أن ترسانة القوات الاستراتيجية التابعة للحلف والموضوعة في المناوبة القتالية سوف تتوسع، وسوف يزيد من الاعتماد على الذخائر النووية التكتيكية، خاصة القنابل الجوية الأميركية B61-12، المخزّنة في ألمانيا وبلجيكا وهولندا. وبالتالي يمثّل هذا القرار بالنسبة لموسكو مبعث قلق أساسي، نظراً لتوسع خط المواجهة المباشر بين الحلف وروسيا على المستوى البري، بانضمام السويد وفنلندا للناتو، وهذا يفسّر قيام القاذفات الاستراتيجية الروسية بالتحليق قرب أجواء كلا البلدين الشهر الجاري.

– يحاول حلف الناتو بالتعاون مع الولايات المتحدة، تطوير مبدأ “الردع النووي الممتد”، الذي يوفّر مظلة حماية مشتركة لتأمين الحلفاء نووياً. هذا كلّه في المحصّلة قد يؤدي في المدى المنظور، إلى إحياء سباق التسلّح النووي من جديد، وعودة التجارب النووية التي كانت من سمات حقبة الحرب الباردة، في ظل غياب الشفافية حول الترسانات النووية حول العالم، وانسحاب الولايات المتحدة الأميركية وروسيا سابقاً من اتفاقية السماوات المفتوحة، التي كانت تسمح لكليهما بمراقبة الحالة النووية للطرف الآخر، وهذا سيزيد في المجمل من حالة عدم الاستقرار على المستوى الدولي.

– ما دام السلاح النووي موجوداً، يبقى خطر استخدامه قائماً في أي وقت ولا يمكن إطلاقاً استبعاد استخدام هذا السلاح. وهناك أسباب عديدة، تمنع أي دولة من الذهاب نحو هذا الخيار المدمر للعالم، لكن هذا لا يكفي كضمانة لعدم استخدام السلاح النووي، خاصة مع تطور وسائل استخدامه. يمكن استخدام أسلحة نووية تكتيكية صغيرة،  على مستوى محدود في جبهات القتال، لهذه الأسباب يبقى احتمال الحرب النووية قائماً في كل وقت، خاصة مع زيادة التوترات وفشل المؤسسات الدولية كمجلس الأمن، بحل الصراعات وإحلال السلام.

**

– تعاني أوروبا من ضغوط غير معهودة منذ الحرب الباردة، تتعلق باستراتيجيتها الأمنية والردع النووي، خاصة وأن أغلب دولها لا تمتلك سلاحاً نووياً قادراً على التصدي لأي هجوم روسي نووي محتمل، ولدى بريطانيا وفرنسا فقط رؤوساً نووياً إضافة إلى أسلحة نووية تابعة لحلف الناتو، لذا تجد القارة الأوروبية نفسها في مأزق للرد على تهديدات روسيا النووية، وتبعات تصريحات الناتو الأخيرة المتعلقة بنشر مزيد من الأسلحة النووية لردع روسيا والصين، ما يؤدي إلى تصاعد المخاوف بين الدول الأوروبية بشأن دخول الحرب الأوكرانية لمرحلة الصراع النووي.

– تعد ألمانيا نموذجاً لصعوبة تغيير استراتيجية التسلح النووي، إذ تصبح احتمالية امتلاكها سلاحاً نووياً فرضية بعيدة، بعد عقود من قيادة العالم لمعاهدات عدم انتشار الأسلحة النووية، والانقسام الداخلي حول اتباع سياسة الردع النووي، والانتقال من المعاهدات السابقة نحو التسلح النووي، ما يمثل مؤشرا خطيرا على الأمن والسلم الدوليين، وربما يثير غضب روسيا ويدفعها لنشر مزيداً من الأسلحة النووية التكتيكية على الحدود مع جيرانها الأوروبيين.

– يظل وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض وتأثيره على دور الناتو الدفاعي معضلة أمام أوروبا، فأي دولة بالناتو تتولى زمام الأمور وتقود المظلة النووية بدلاً من الولايات المتحدة في حال نشوب أي صراع مع روسيا؟. فبريطانيا لا تمتلك القدرة المالية الكافية لإعادة تحديث ترسانتها النووية، إضافة إلى وجود تشكيك في قدرة فرنسا على هذه المهمة لاعتبارات تتعلق بالداخل الفرنسي بعد فوز اليمين الشعبوي في انتخابات أوروبا 2024.

– إجراءات بعض دول أوروبا الشرقية على مواجهة أي حرب نووية محتملة، يشير إلى اقتناعها بإمكانية تحول التهديدات النووية الروسية إلى حقيقة، في ضوء طول أمد الحرب وتصعيد الغرب من لهجته ضد روسيا بشأن الردع النووي، واستمرار دعمه العسكري لأوكرانيا، ونظراً لعدم امتلاكها أي أسلحة نووية، فهي تعد الدول الأكثر تشجيعاً لقيادة فرنسا وبريطانيا لأوروبا في الردع النووي، ولنشر الناتو مزيد من الأسلحة التكتيكية بأوروبا.

-الخلاف بين المعارضة والحكومات الأوروبية، حول أهمية الردع النووي واتخاذ خطوات بشأنه، دليل على اتساع الفجوة بالداخل الأوروبي حول القضايا الشائكة والتي تهدد أمن القارة، لذا قوبل مقترح ماكرون بانتقادات واسعة من المعارضة بشأن المظلة النووية الأوروبية، الأمر الذي يمثل نقطة ضعف لأوروبا لتأسيس قوة ردع نووية مشتركة، ما يتطلب من دول الاتحاد بجانب بريطانيا إعادة مناقشة المسألة لتهدئة المخاوف من التهديد الروسي القائم.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=94935

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

الهوامش

Russia to hold nuclear drills following ‘threats’ from West
https://tinyurl.com/2s3n68xf

Russia starts exercise to simulate launch of tactical nuclear weapons
https://tinyurl.com/5n8u5u42

What are tactical nuclear weapons and why is Russia holding drills
https://tinyurl.com/59betcbv

Would Russia really attack Ukraine with nuclear weapons
https://tinyurl.com/3pmtvdaa

**

Germany and nuclear weapons: A difficult history
https://bit.ly/3RHCHfd

Germany debates nuclear weapons, again. But now it’s different.
https://bit.ly/4cb5j8G

‏Trump triggers Germany’s nuclear nightmare
https://politi.co/3VG8EWh

‏Germany’s Nuclear Choices: Disarm or Proliferate?
https://bit.ly/3zizD2E

**

Exclusive: Nato in talks to deploy more nuclear weapons
https://2u.pw/Bf0PoGCg

Nuclear Weapons in Europe: Mapping U.S. and Russian Deployments
https://2u.pw/aGDpKNWu

الولايات المتحدة تسعى لنشر أسلحة نووية في بريطانيا العظمى
https://hura7.com/?p=13061 

Nuclear Weapons in Europe: Mapping U.S. and Russian Deployments
https://2u.pw/aGDpKNWu

**

The Norwegian MoD Believes the Russian Nuclear Threat to Be Real
https://bit.ly/3RuQSUO

قدرات فرنسا النووية في ميزان “الردع الأوروبي”
https://bit.ly/45srhBK

“العالم تغير”.. جدل واسع حول إنشاء درع نووي أوروبي!
https://bit.ly/3RvgxwC

EU Policy. Putin fosters nuclear fear as fifth term starts
https://bit.ly/45oOxjL

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...