الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن قومي ـ توظيف الذكاء الاصطناعي داخل اجهزة الاستخبارات وداخل الجماعات المتطرفة (ملف)

أغسطس 05, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI – وحدة الدراسات

يتناول الملف بالعرض والتحليل آليات وتطبيقات توظيف الذكاء الاصطناعي داخل أجهزة الاستخبارات من أجل مكافحة التهديدات السيبرانية، والإرهاب، والتطرف، والجريمة المنظمة. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. أمن سيبراني ـ توظيف الذكاء الاصطناعي ضد الهجمات السيبرانية
  2. مكافحة الإرهاب ـ التحول في بيئة عمل الاستخبارات في تتبع الجماعات المتطرفة، توظيف الذكاء الاصطناعي
  3. مكافحة الإرهاب ـ توظيف الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات المتطرفة ومن قبل الاستخبارات
  4. مكافحة الإرهاب ـ توظيف الذكاء الاصطناعي في محاربة الجريمة المنظمة

1- أمن سيبراني ـ توظيف الذكاء الاصطناعي ضد الهجمات السيبرانية

تجمع الأجهزة الاستخباراتية البيانات والمعلومات حول التهديدات السيبيرانية بالذكاء الاصطناعي، وتحلل كميات هائلة من البيانات من مصادر داخلية وخارجية لتحديد التهديدات المحتملة. تُستخدم وكالات الاستخبارات الخوارزميات لتحليل البيانات مثل منتديات الويب المظلم لتحديد التهديدات والثغرات الأمنية الناشئة بشكل استباقي.

استراتيجيات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي

برز مجال استخبارات التهديدات بأعتباره مكون أساسي لاستراتيجيات الأمن السيبراني، حيث يقدم للمؤسسات رؤى حول التهديدات المحتملة والثغرات الأمنية قبل أن يتم استغلالها. وتتضمن استخبارات التهديدات جمع وتحليل ونشر المعلومات حول التهديدات المحتملة للأمن السيبراني. يمكن أن تأتي هذه المعلومات من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك باحثو الأمن والوكالات الحكومية ومنظمات القطاع الخاص، تصنف الاستخبارات المتعلقة بالتهديدات عادة إلى ثلاثة أنواع رئيسية: الاستراتيجية والتشغيلية والتكتيكية.

توفر الاستخبارات الاستراتيجية رؤى عالية المستوى حول الاتجاهات طويلة الأجل والتهديدات الناشئة. تركز الاستخبارات التشغيلية على التهديدات الحالية والثغرات ذات الصلة ببيئة معينة للمنظمة. تقدم الاستخبارات التكتيكية تفاصيل دقيقة حول تهديدات معينة، مثل مؤشرات الاختراق (IOCs). تستخدم الأجهزة الاستخباراتية الذكاء الاصطناعي، لترميم أنظمة معلوماتية أو برامج تعرضت للقرصنة بصورة سريعة، لكن ما يثير اهتمام وكالات الاستخبارات بصورة خاصة هو البحث عن أنماط متكررة لدى مصادر المعلومات مثل شبكات التواصل الاجتماعي.  أمن سيبراني ـ الهندسة الإجتماعية سلاح الحروب السيبرانية الناعم

إجراءات مضادة لمعالجة مخاطر الهجمات السيبرانية

أعلن المكتب الفيدرالي الألماني لأمن المعلومات (BSI) في العاشر من أبريل 2024 عن نشر دليل بعنوان “نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي – الفرص والمخاطر”. واقترح تدابير مضادة ممكنة لمعالجة هذه المخاطر لا سيما الهجمات السيبيرانية كالهجمات على أنظمة إدارة التعلم، وهجمات الخصوصية، ووضع البرامج الضارة كذلك حماية البيانات والمعلومات الحساسة.

يتلقى مركز حالة تكنولوجيا المعلومات في بون حوالي (2800) تقرير عن حوادث أمن تكنولوجيا المعلومات والثغرات الأمنية من (22) نقطة إبلاغ كل عام. ففي حالة وقوع حوادث خاصة، فإن البنية التحتية الجديدة ستسمح لما يصل إلى (100) متخصص في أمن تكنولوجيا المعلومات بالعمل معا في المستقبل.

لا تزال ألمانيا تشهد ارتفاعا في الهجمات السيبيرانية فهناك زيادة بنسبة (28%) في الهجمات السيبيرانية التي تشنها منظمات أجنبية في عام 2023، وخاصة من روسيا والصين، فهناك (80%) من الشركات المستهدفة كانت ضحية لسرقة البيانات أو التجسس أو التخريب في 13 مايو 2024.

يقول “نوح غرين” باحث مساعد في فريق مشروع أمن الذكاء الاصطناعي بمركز أبحاث الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن في 27 مايو 2024 “حتى الآن تحتل الولايات المتحدة المركز الأول تليها الصين ثم بريطانيا بفارق واضح، ثم تأتي فرنسا أولا وألمانيا ثانيا في الاتحاد الأوروبي”، وأسباب هذا القصور الأوروبي ليست تكنولوجية فقط.  أمن سيبراني ـ المخاطر وتدابير وسياسات أوروبية (ملف)

الاستثمار في المجال الكمّي والذكاء الاصطناعي

تسعى فرنسا في 20 يناير2023 لزيادة ميزانيتها لسبع سنوات بنسبة الثلث إلى (400) مليار يورو في إطار قانون البرمجة العسكرية، وتعزيز قدراتها السيبرانيّة بشكل ملحوظ، والاستثمار في المجال الكمّي والذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات كمجال الدفاع الجوي بنسبة (50%). . أمن سيبراني ـ مساعي أوروبية لصد الهجمات وسد الثغرات

اختبرت فرنسا تكنولوجيا مراقبة بالفيديو تعتمد على الذكاء الاصطناعي و يتم نشرها خلال الألعاب الأولمبية، يسمح التشريع الفرنسي الذي تم تمريره في عام 2023 باستخدام مراقبة الفيديو بالذكاء الاصطناعي. يقول المسؤولون إن التكنولوجيا قد تكون محورية لإحباط الهجمات، حيث يكون لدى الشرطة الوطنية والمحلية ووكلاء أمن النقل العام إمكانية الوصول إلى المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

تتوقع وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون “يوروبول” ارتفاعا في عدد الهجمات السيبيرانية بمساعدة الذكاء الاصطناعي، كما كشفت في تحليلها السنوي لأحدث التهديدات السيبيرانية في الاتحاد الأوروبي، الحاجة إلى التسلح بأدوات لمكافحة إساءة استخدام التكنولوجيا في23 يوليو 2024.

الاستخبارات البريطانية تطلق معهد لسلامة الذكاء الاصطناعي

تسعى الاستخبارات البريطانية في 17 يونيو 2024 إلى وضع بريطانيا كقائد عالمي في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي، عبر إطلاق أول معهد لسلامة الذكاء الاصطناعي في العالم لحماية البلاد من الهجمات السيبيرانية والمعلومات المضللة. كما تم منح سلسلة من المشاريع الرائدة (12) مليون جنيه إسترليني لمعالجة تحديات التقدم السريع في الذكاء الاصطناعي.

تخطط اللاستخبارات البريطانية في 30 مارس2023 لإنشاء وحدة جديدة تعتمد الذكاء الاصطناعي من خلال التركيز على التدريب واستخدام التكنولوجيا الحديثة، من المتوقع أن تـوسع الوحدة الجديدة القدرات بشكل كبير. خصصت ميزانية كبيرة لتطوير مجال الذكاء الاصطناعي، ونشرت الحكومة استراتيجية تحتوي على التدابير التنظيمية الرئيسية في تطوير هذه التكنولوجيا الجديدة. كما تعمل الوحدة الهيكلية الجديدة بشكل وثيق مع جهازي المخابرات البريطانيين “Mi5″ و”Mi6” وستتخصص بشكل أساسي في المعلومات المتاحة من المصادر المفتوحة.0

تكتيكات “Five Eyes Agency” لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي

قامت وكالات الأمن السيبراني والاستخبارات من الدول الأعضاء في العيون الخمس – Five Eyes-، وهو تحالف استخباراتي يشمل كلّ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، من خلال عملية منسقة أطلق عليها عملية “MEDUSA” بتدمير البنية التحتية المستخدمة من قبل برنامج “Snake” للتجسس الإلكتروني والذي تستهدف الحكومات والسفارات ومنشآت البحث الذي يديره جهاز الأمن الفيدرالي الروسي “FSB” عبر تطوير أدوات الذكاء اصطناع لفك تشفير شبكة التجسس وفك تشفير اتصالات.

تقول ماريانا دانيلينا ، رئيسة قسم الاستراتيجيات والأبحاث والتحليلات في جمعية “التقنيات المالية” الروسية: “لم يعد ممكنا اليوم التعامل بشكل يدوي مع كافة التهديدات الرقمية التي تؤثر على البرمجيات، لذا فإن (44%) من المؤسسات حول العالم باتت تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الهجمات الرقمية ومنعها” في 19 أبريل2024 .

الاجهزة الاستخباراتية شهدت اعتمادا على تقنيات الذكاء الاصطناعي

حذرت وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” (CIA) في السابع من يونيو 2023 من “التقنيات الجديدة، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية التي يتم تطويرها وتكاثرها بشكل أسرع من قدرة الشركات والحكومات على وضع المعايير وحماية الخصوصية ومنع العواقب الخطيرة”.

أشار تقرير في 15 أغسطس 2023 إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية يمكنهم استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن السيبراني، ولفت التقرير أن الاجهزة الاستخباراتية والامنية شهدت اعتمادا متزايدا واستخداما مكثفا للتعلم الآلي (ML) والذكاء الاصطناعي (AI) من خلال تطوير أدوات وتكتيكات واستراتيجيات جديدة لتحليل البيانات، والتنبؤ بالهجمات وتساعد هذه البرامج على تحديد واكتشاف التهديدات والوقاية منها، بالإضافة إلى إثراء التحليلات التنبؤية.

وكالة التجسس الصينية تستغل أدوات الذكاء الاصطناعي

تحاول وكالة التجسس الصينية استغلال أدوات الذكاء الاصطناعي لمنافسة الولايات المتحدة وكشف أسرارها، وذلك عبر شبكة واسعة من ضباط الجيش وعملاء المخابرات لاسيما في مناطق السفارات في بكين. وطالب العملاء من تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملفات فورية عن كل شخص وتحليل أنماط سلوكه. واقترحوا تزويد برنامج الذكاء الاصطناعي بمعلومات من قواعد البيانات وعشرات الكاميرات التي قد تشمل بيانات الهاتف المحمول وجهات الاتصال والمزيد من المعلومات عن الأشخاص محل المراقبة في 27 ديسمبر 2023.

يرى “أنطوان بورديس” نائب رئيس الذكاء الاصطناعي لدى “هيلسينغ” أن ” أوروبا والديمقراطيات الغربية تواجه خطرا وجوديا. علينا بناء سيادة تكنولوجية ودفاعية مشتركة، وسيكون الذكاء الاصطناعي حاسما في تحقيق ذلك” في 27 مايو 2024.

الناتو يعزز الحماية من الهجمات السيبيرانية

أفاد تقرير في العاشر من مايو 2024 عن شبكة مرتبطة بالاستخبارات الروسية تستخدم الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مضللة استغلت شبكة “CopyCop” المناقشات السياسية المثيرة للانقسام في أميركا وحلف شمال الأطلسي، و عدلت من المحتوي الخاص بشبكات رسمية باستخدام نماذج لغوية كبيرة بالذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، تم تغيير أكثر من (90) مقالة فرنسية بتعليمات تعطى للذكاء الاصطناعي باللغة الإنجليزية.

يقول مسؤول التخطيط الأول في حلف شمال الأطلسي إن الدفاعات السيبرانية بحاجة إلى تعزيز للحماية من الهجمات السيبيرانية التي يمكن أن تؤثر على عمليات النشر المحتملة، على سبيل المثال، في بولندا والتي يمكن أن تؤدي إلى تشويش مفاتيح السكك الحديدية ووقف تحركات القوات شرقا.

**

2- مكافحة الإرهاب ـ التحول في بيئة عمل الاستخبارات في تتبع الجماعات المتطرفة، توظيف الذكاء الاصطناعي

يشهد العالم تطوراً متسارعاً في مجال التكنولوجيا، خاصةً في مجال الذكاء الاصطناعي، هذا التطور لم يقتصر على المجالات المدنية، بل امتد إلى القطاعات الحيوية مثل الأمن والاستخبارات. فمع تزايد التهديدات الإرهابية وتطور أساليبها، باتت أجهزة الاستخبارات تبحث عن أدوات جديدة وفعالة لمواجهة هذه التحديات، ومن أبرز هذه الأدوات، الذكاء الاصطناعي. وقد جلب نمو الإنترنت والاتصالات المتنقلة وقوة الحوسبة، مدعومًا بالتشفير القوي والأمن السيبراني الفعال، فوائد كبيرة للشركات والمواطنين هذا التحول أدى أيضاً إلى تغيير جذري في بيئة عمل أجهزة الأمن والاستخبارات.

كيف توظف أجهزة الاستخبارات الذكاء الاصطناعي؟

الاستخبارات هي عملية جمع وتحليل المعلومات المتعلقة بكيانات معينة، سواء كانت دولاً أو منظمات أو أفراد، بهدف اتخاذ قرارات استراتيجية وتكتيكية. وتشمل الاستخبارات مجموعة واسعة من النشاطات، مثل جمع المعلومات من مصادر مفتوحة ومغلقة، وتحليل هذه المعلومات، وتقديم تقارير إلى صناع القرار. تعتمد أجهزة الاستخبارات على الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من المهام، منها: تحليل كميات هائلة من البيانات، حيث يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة فائقة، مما يتيح لأجهزة الاستخبارات اكتشاف الأنماط والاتجاهات المخفية التي يصعب على المحللين البشريين اكتشافها. كما يساعد الذكاء الاصطناعي في الرصد والتنبؤ.

يستخدم الذكاء الاصطناعي  في رصد الأنشطة المشبوهة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتنبؤ بالهجمات الإرهابية المحتملة بناءً على تحليل البيانات التاريخية، يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصور والفيديوهات، للكشف عن المعلومات الحساسة وتحديد هوية الأفراد. يساهم الذكاء الاصطناعي في ترجمة اللغات بسرعة ودقة، مما يتيح لأجهزة الاستخبارات تحليل المعلومات المتاحة بلغات مختلفة. يحمي الذكاء الاصطناعي أنظمة المعلومات من الهجمات الإلكترونية، ويكشف عن الثغرات الأمنية.مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ تهديدات أمنية محتملة

كانت الجماعات المتطرفة وعصابات الهاكر وبعض الدول يستغلون بشكل متزايد نقاط الضعف الكامنة في الإنترنت، مستخدمين “الويب المظلم” والتشفير ليظلوا سريين ومجهولين. كانت أساليب التحقيق القديمة تفقد فعاليتها بسرعة، وأصبح من الصعب مواجهة التهديدات الناشئة، وكانت الفئات الأكثر ضعفا في مجتمعنا تشعر بتأثير ذلك. وفي عالم متزايد التعقيد، كانت المملكة المتحدة في حاجة إلى نوع جديد من الأمن. الكميات الهائلة من البيانات تضع ضغوطًا هائلة على الأجهزة الأمنية وجهات إنفاذ القانون، التي يجب عليها باستمرار تكييف أساليبها التحليلية للحفاظ على سلامة الشركات والجمهور. تعمل التقنيات الناشئة على إعادة تشكيل العالم من حولنا يمثل G5 جيلًا جديدًا من التغيير الرقمي. إن الذكاء الاصطناعي، جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية بالفعل، يمكننا أن نتوقع نشر تقنيات الحوسبة الجديدة والبيولوجيا التركيبية وغيرها من التقنيات الناشئة خلال السنوات القليلة المقبلة.

الذكاء الاصطناعي بمواجهة الإرهاب

كشف رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني MI5، كين ماكالوم، في أغسطس 2023 عن اعتماد الجهاز على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة لتحديد الأفراد الذين يشكلون تهديدًا إرهابيًا. وأوضح ماكالوم أن هذه التقنيات تمكن MI5 من تحليل كميات هائلة من البيانات، مثل مقاطع الفيديو العنيفة على الإنترنت، وتحديد الأنماط السلوكية التي قد تشير إلى نوايا متطرفة. وبفضل هذه التقنيات، يمكن للموظفين التركيز على تحليل المعلومات الأكثر أهمية، بدلاً من قضاء وقت طويل في مهام روتينية مثل الاستماع إلى تسجيلات صوتية. وأكد ماكالوم على الدور الحيوي للرياضيات وعلوم البيانات في تطوير هذه التقنيات، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة في مجال مكافحة الإرهاب.

يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يلعب دورًا مهمًا في مساعدة جهود مكافحة الإرهاب بطرق مختلفة، أحد تطبيقاته هو المراقبة والرصد. يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل مقاطع الفيديو الحية لتحديد السلوكيات أو الأشياء المشبوهة في الأماكن العامة، مما يساعد السلطات على الاستجابة بسرعة للتهديدات المحتملة. فيما يتعلق بمكافحة الدعاية وإزالة التطرف ، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي اكتشاف المحتوى المتطرف وإزالته تلقائيًا من المنصات عبر الإنترنت، مما يحد من انتشار الدعاية الإرهابية. يمكن أن يدعم برامج إزالة التطرف من خلال تحديد الأفراد المعرضين للخطر وتحليل سلوكهم عبر الإنترنت.

كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التحليلات التنبؤية، فمن خلال تحليل الأنماط في البيانات التاريخية، ونشاط وسائل التواصل الاجتماعي، ومصادر الاستخبارات الأخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالهجمات الإرهابية المحتملة. وهو قادر على تقييم سلوك الأفراد أو الجماعات لتحديد علامات التطرف والتدخل قبل وقوع الهجمات. وفيما يتعلق بتحليل البيانات وجمع المعلومات الاستخبارية، يدمج الذكاء الاصطناعي مجموعات بيانات كبيرة من مصادر مثل لقطات المراقبة، والمنصات الرقمية، والمعاملات المالية لتوفير رؤى شاملة. كما يستخدم معالجة اللغة لفهم وتحليل اعتراضات الاتصالات والمحتوى عبر الإنترنت للتهديدات المحتملة.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن الكفاءة التشغيلية في مكافحة الإرهاب. فهو قادر على تحسين تخصيص الموارد للعمليات، وضمان نشر الأفراد والمعدات بشكل فعال. ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يزود صناع القرار بالبيانات والتوصيات في الوقت الفعلي، مما يعزز فعالية استراتيجيات مكافحة الإرهاب. ومع ذلك، من الضروري أن نتذكر أن أي تدابير مضادة يتم تنفيذها يجب أن تحقق توازناً دقيقاً بين حماية الرفاهة المجتمعية والحفاظ على التبادل المفتوح للأفكار والابتكار التي تشكل السمات المميزة للمجتمعات الديمقراطية.مكافحة الارهاب في أوروبا ـ معايير تصنيف الجماعات والعمليات الإرهابية

توظيف الذكاء الاصطناعي من جانب المتطرف

يمثل استخدام الجماعات الإرهابية للذكاء الاصطناعي تهديدًا متزايدًا للأمن العالمي. إذ يمكن لهذه الجماعات استغلال هذه التكنولوجيا في نشر الدعاية والتجنيد عبر إنشاء محتوى مزيف وتطوير خوارزميات تستهدف فئات معينة من الناس. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الإرهابيين في تخطيط هجمات أكثر دقة من خلال محاكاة السيناريوهات وتحليل البيانات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام هذه التكنولوجيا لتشفير الاتصالات وتجنيد المتطرفين عبر روبوتات الدردشة. مواجهة هذا التهديد تتطلب تعاونًا دوليًا لتطوير إطار قانوني وأخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوعي العام بمخاطره، وتطوير أدوات جديدة للكشف عن الأنشطة الإرهابية على الإنترنت.

زعم باتريكاراكوس في كتابه “الحرب في 140 حرفا”، 37 فإن الفرد اليوم يمكن تمكينه من استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية لتغيير مسار المعركة المادية والخطاب حولها. إن الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي سوف يستمران في التطور. لذلك، فمن الضروري أن تعمل اجهزة الاستخبارات على تعمييق فهمها لكيفية استغلال الإرهابيين للتكنولوجيا لزيادة قوتهم في المجالين المادي والنفسي. ولا ينبغي أن ينصب التركيز فقط على التعطيل بل أيضا على الوقاية، ويجب تقاسم المسؤولية عن العمل بين الوكالات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية وشركات التكنولوجيا. إننا نجد أنفسنا في خنادق حرب رقمية متزايدة الاتساع ولم نتقن بعد كيفية الهروب منها بينما تتقدم التقنيات الرقمية الإرهابية إلى الأمام.مكافحة الإرهاب ـ داعش خراسان يمثل تحديا لوكالات الاستخبارات الأوروبية

تنسيق أوروبي يستهدف مزيد من التعاون بمواجهة الإرهاب

عقد قسم التهديدات العابرة للحدود الوطنية التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومكتب الممثل المعني بحرية وسائل الإعلام، في 14 مارس 2024،  اجتماعًا للخبراء في لاهاي، هولندا، بالتعاون مع المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، مع التركيز على التحديات والفرص المتمثلة في استخدام الذكاء الاصطناعي في منع ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب. ناقش المشاركون قضايا مثل إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل المتطرفين، وأهمية الامتثال لحقوق الإنسان، ومعالجة التحيز في خوارزميات الذكاء الاصطناعي. وأكدوا على إمكانات الذكاء الاصطناعي في مساعدة جهود مكافحة الإرهاب مع الاعتراف بإمكانية إساءة استخدامه.

وسلط الاجتماع الضوء على الحاجة إلى معرفة الذكاء الاصطناعي، وإشراك الشباب، والوعي بالجنسين في استراتيجيات مكافحة الإرهاب. ستشكل الأفكار والتوصيات الصادرة عن الاجتماع عمل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن دور الذكاء الاصطناعي في منع ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب، مع إعطاء الأولوية لمحو أمية الإعلام والمعلومات. وتتعاون منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أيضًا مع الاتحاد الروسي للبحر الأبيض المتوسط وتعمل على تطوير دورات التعلم الإلكتروني لتعزيز معرفة الإعلام والمعلومات في هذا السياق.

‎توصل أعضاء البرلمان الأوروبي في ديسمبر 2023، إلى اتفاق سياسي مع المجلس بشأن مشروع قانون يهدف إلى ضمان أمان الذكاء الاصطناعي في أوروبا واحترامه للحقوق الأساسية والديمقراطية، بينما تتمكن الشركات من الازدهار والتوسع. ويهدف هذا القانون إلى ضمان حماية الحقوق الأساسية والديمقراطية وسيادة القانون والاستدامة البيئية من مخاطر الذكاء الاصطناعي، مع تعزيز الابتكار وجعل أوروبا رائدة في هذا المجال. وتضع القواعد التزامات على الذكاء الاصطناعي بناءً على مخاطره المحتملة ومستوى تأثيره.

**

3- مكافحة الإرهاب ـ توظيف الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات المتطرفة و من قبل الاستخبارات

تشكل العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والتطرف العنيف تحدياً مستمراً. ورغم أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم في انتشار المحتوى المتطرف، فإنه قد يساعد أيضًا في مواجهته. حيث تعمل الاستخبارات بتوظيف الذكاء الاصطناعي في تتبع عناصر الجماعات المتطرفة عبر حسابات متعددة. والبحث عن المتطرفين المخفيين وعمليات تجنيد الإرهابيين واكتشافهم على الويب المظلم.

إستغلال الذكاء الاصطناعي من قبل الجماعات المتطرفة

تستغل الجماعات المتطرفة الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى دعائي متطور للغاية يستغل جوانب نفسية عميقة للسلوك البشري. يمكن لهذه الجماعات إنشاء رسائل مخصصة وصور ومقاطع فيديو مزيفة لإحداث صدى لدى جمهور محدد. ترتبط العديد من المخاطر باستغلال الذكاء الاصطناعي التوليدي ، حيث يمكن الاستفادة من نماذج اللغة الكبيرة لإنتاج محتوى متطرف أو غير قانوني أو غير أخلاقي. ومن المثير للقلق أن برامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تتفاعل مع المجندين المحتملين من خلال تقديم معلومات مخصصة بناءً على اهتماماتهم ومعتقداتهم، مما يجعل الرسائل المتطرفة تبدو ذات صلة.

وقد استخدمت العناصر المتطرفة الذكاء الاصطناعي للتجنيد التفاعلي. ففي حادثة وقعت في عام 2021، أراد جاسوانت سينغ تشايل البالغ من العمر (19) عامًا الانتقام لمذبحة جاليانوالا باغ عام 1919 وحاول اغتيال الملكة إليزابيث الثانية في قلعة وندسور. وتبادل تشايل أكثر من (5000) رسالة مع صديق يُدعى ساراي، والذي تبين لاحقًا أنه روبوت محادثة مولد للذكاء الاصطناعي أنشأه باستخدام تطبيق Replika. وسلطت هذه الحادثة الضوء على الدور المحتمل للذكاء الاصطناعي في التطرف والإرهاب. أمن سيبراني ـ توظيف الذكاء الأصطناعي ضد الهجمات السيبرانية

الذكاء الاصطناعي في خدمة التطرف

تسمح التطورات التكنولوجية مثل الواقع الافتراضي ومنصات مثل Meta’s Horizon Worlds تسمح للجماعات المتطرفة بإنشاء بيئات افتراضية حيث يمكنهم التفاعل مع المجندين المحتملين ومحاكاة الهجمات والتخطيط للأنشطة الإرهابية. توفر هذه البيئات بعدًا جديدًا للتدريب والتخطيط لأعمال الإرهاب في بيئة افتراضية.  كما تسهل أدوات الذكاء الاصطناعي إنشاء دعاية بصرية متطورة وتساعد في الحفاظ على الخصوصية والتواصل داخل هذه المجموعات. تكشف دراسة حالة لمؤيد لتنظيم داعش عن استخدام كبير للذكاء الاصطناعي لإنتاج وتوزيع محتوى متنوع وجذاب بصريًا عبر منصات مثل Instagram وPinterest.

وقد لوحظ أن الجماعات المتطرفة يتجنبون بمهارة المراقبة الرقمية من خلال مزيج من الأساليب منخفضة التقنية وعالية التقنية. تُستخدم تطبيقات المراسلة المشفرة مثل Telegram و WhatsApp على نطاق واسع للتواصل الآمن عبر الإنترنت. غالبًا ما تغير هذه المجموعات هوياتها عبر الإنترنت وتستخدم تفاعلات قصيرة الأمد لنشر الدعاية، مما يجعل من الصعب على السلطات تعقبها. بالإضافة إلى ذلك، يستخدمون التمويه اللغوي واللغة المشفرة والرموز للتهرب من خوارزميات اكتشاف التهديدات الخاصة بالذكاء الاصطناعي

وتعمل شبكة الويب المظلمة كملاذ للمعاملات والاتصالات المجهولة، مما يفرض تحديات كبيرة على وكالات الاستخبارات. ومع تحسن قدرات الكشف على المنصات الأكبر حجمًا، تتنقل عناصر الجماعات المتطرفة إلى مساحات أصغر وأقل تنظيمًا ولامركزية (Dweb) حيث يكون الكشف أكثر تعقيدًا.

ومع وصول وتبني نماذج التعلم العميق المتطورة مثل ChatGPT بسرعة، هناك قلق متزايد من أن الجماعات المتطرفة العنيفين قد يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي هذه لتعزيز عملياتهم عبر الإنترنت وفي العالم الحقيقي. أمن قومي ـ تأثير الذكاء الاصطناعي على الأمن القومي

الاستخبارت وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مكافحة الإرهاب 

لا يقتصر عمل وكالات الاستخبارات الدولية على البيانات المتاحة بشكل عام، حيث تأمل هذه الوكالات في أن يعزز الذكاء الاصطناعي قدرتها على التطفل على المعلومات الخاصة. ووفقا لتقرير نشرته لجنة الأمن القومي الأميركية للذكاء الاصطناعي في أغسطس 2021 ؛ فإن الذكاء الاصطناعي سيُحدث ثورة في مجال الاستخبارات. أشار التقرير إلى أنه بحلول عام 2030 يجب أن تكون وكالات التجسس الأميركية قد شيد بنية استخباراتية قوية قائمة على الذكاء الاصطناعي، من أجل مواكبة التهديدات التي تلوح في الأفق.

وتقول أيمي زيغارت، الخبيرة البارزة في وكالات الاستخبارات الأميركية  في نوفمبر 2023،   إن التحديثات التي جعلت الذكاء الاصطناعي جذابا لمجال الاستخبارات في السنوات الأخيرة هي توافر المزيد من البيانات، وتطور الخوارزميات بشكل كبير، بالإضافة إلى المزيد من قوة المعالجة.

وتعمل  أجهزة الاستخبارات في سباق لاستخدام الذكاء الاصطناعي ودمجه في جهودها الاستخباراتية، وقد  كشف “ريتشارد مور”، رئيس جهاز المخابرات البريطانية، المعروف باسم MI6″” ، في أغسطس 2023 ن للتغلب على الخصوم الذين يستخدمون هذه التكنولوجيا ومنعهم من إساءة استخدامها. وأوضح “مور” أن الضباط في خدمته يحاولون دمج مهاراتهم الخاصة بالذكاء الاصطناعي والتعامل مع البيانات الضخمة في عملهم الاستخباري.

فيما  صرّح جهاز الشاباك الإسرائيلي في يونيو 2023 بأنه يستخدم الذكاء الاصطناعي لإحباط “التهديدات” الكبيرة. وقال رئيس الجهاز “رونين بار” إن من بين الإجراءات التي اتخذها الشاباك إنشاء منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة به، على غرار “ChatGPT”، مضيفا أنه باستخدام الذكاء الاصطناعي قد اكتُشِف عدد من التهديدات التي وصفها بكونها “غير مهمة”.

سبق أن أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في مايو 2021  عن تمديد تسخير الذكاء الاصطناعي في مكافحة الاٍرهاب في فرنسا من خلال مشروع قانون جديد سيعمل على توسيع استخدام أجهزة الاستخبارات الفرنسية للخوارزميات لتعقب المتطرفين عبر الإنترنت، ورصد أي إِشارات تشير إلى تهديد للأمن القَومي أو لِبدء عملية التحول نحو التطَرف أَوْ التحضيرِ لعمليات إِرهابية.

وتُعد الشرطة الأوروبية، ووكالة تطبيق القانون الأوروبية (اليوروبول)، والشرطة الدولية، أمثلة بارزة لتبادل المعلومات الاستخباراتية عن طريق الذكاء الاصطناعي، حيث تتماثل الهياكل التنظيمية للأجهزة الأمنية المختصة بمحاربة الإرهابيين، وهو ما يشير إلى أهمية وجود أنظمة مترابطة لجمع البيانات، وتحليل المعلومات، واستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي بكفاءة. أمن سيبراني ـ المخاطر وتدابير وسياسات أوروبية (ملف)

كيف يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في رصد وتعقب التطرف والارهاب 

تٌعزز القوة التنبؤية للذكاء الاصطناعي بشكل كبير جهود مكافحة الإرهاب من خلال تحسين الكفاءة والدقة والشفافية.  بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بتوقيت وموقع الهجمات من خلال تحليل بيانات الاتصالات والقوائم المالية ونشاط الإنترنت وأنماط حركة وتنقل لعناصر الجماعات المتطرفة المشتبه بهم. كما تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي بتقييم التعرض للتطرف من خلال استهداف المستخدمين على مواقع مشاركة الفيديو وإعادة توجيههم إلى محتوى مضاد للسرد، كما يتضح من طريقة إعادة التوجيه.

وعلاوة على ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي ضد الجماعات المتطرفة – تتمتع تقنية التزييف العميق بفائدة محتملة في مكافحة الإرهاب والتطرف لا يمكن تجاهلها. يمكن استخدامها لتقويض الجماعات المتطرفة من خلال إنشاء مقاطع فيديو مزيفة تسخر من قادتها أو أيديولوجياتها، مما قد يقلل من العنف. ومع ذلك، نظرًا للمخاوف الأخلاقية، يجب أن تتعامل الجهات الفاعلة غير الحكومية مع مثل هذه التكتيكات، مع تجنب الحكومات الديمقراطية للتدخل المباشر.

تستطيع شركات التكنولوجيا تنفيذ أدوات تعديل المحتوى المدعومة بالذكاء الاصطناعي للكشف عن الدعاية المتطرفة وإزالتها في الوقت الفعلي. تجمع الجماعات المتطرفة بين الذكاء الاصطناعي والفن الأصلي وتطبيقات تحرير الصور، مما يزيد من الإمكانات الإبداعية للصور الدعائية، لذا فإن مراقبة هذه الأدوات أمر ضروري. إن تحديد وتقييد مجموعات الكلمات المحددة المستخدمة لتوليد الصور المتطرفة يمكن أن يمنع إنشائها من المصدر.

ومن خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا وعلم النفس، تستطيع أجهزة الاستخبارات تطوير خوارزميات لتحديد المحتوى الذي قد يؤدي إلى التطرف. ومن الممكن أن تعمل أجهزة الاستخبارات مع الشركات مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني على تعزيز تبادل المعلومات وتنسيق جهود الاستجابة. ومن الممكن أن يؤدي إنشاء آليات شفافة للإبلاغ عن المستخدمين والاستثمار في برامج محو الأمية الرقمية إلى تمكين المستخدمين من التعرف على الرسائل المتطرفة ورفضها، وبالتالي التخفيف من انتشارها.

ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا أن يلعب دورًا مهمًا في مساعدة أجهزة الاستخبارات في مكافحة الإرهاب بطرق مختلفة، أبرزها:

– المراقبة والرصد ، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل مقاطع الفيديو الحية لتحديد السلوكيات أو الأشياء المشبوهة في الأماكن العامة، مما يساعد السلطات على الاستجابة بسرعة للتهديدات المحتملة. فيما يتعلق بمكافحة الدعاية وإزالة التطرف ، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي اكتشاف المحتوى المتطرف وإزالته تلقائيًا من المنصات عبر الإنترنت، مما يحد من انتشار الدعاية المتطرفة. يمكن أن يدعم برامج إزالة التطرف من خلال تحديد الأفراد المعرضين للخطر وتحليل سلوكهم عبر الإنترنت

– التحليلات التنبؤية،  هي مجال آخر يمكن  لأجهزة الاستخبارات استخدام الذكاء الاصطناعي فيه. فمن خلال تحليل الأنماط في البيانات التاريخية، ونشاط وسائل التواصل الاجتماعي، ومصادر الاستخبارات الأخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالهجمات الإرهابية المحتملة. وهو قادر على تقييم سلوك الأفراد أو الجماعات لتحديد علامات التطرف والتدخل قبل وقوع الهجمات. وفيما يتعلق بتحليل البيانات وجمع المعلومات الاستخبارية، يدمج الذكاء الاصطناعي مجموعات بيانات كبيرة من مصادر مثل لقطات المراقبة، والمنصات الرقمية، والمعاملات المالية لتوفير رؤى شاملة. كما يستخدم معالجة اللغة لفهم وتحليل اعتراضات الاتصالات والمحتوى عبر الإنترنت للتهديدات المحتملة

–  تحسين الكفاءة التشغيلية، إن الذكاء الاصطناعي قادر أيضاً على تحسين الكفاءة التشغيلية  لأجهزة الاستخباراتفي مكافحة الإرهاب. فهو قادر على تحسين تخصيص الموارد للعمليات، وضمان نشر الأفراد والمعدات بشكل فعال. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزود صناع القرار بالبيانات والتوصيات في الوقت الحقيقي، مما يعزز فعالية استراتيجيات مكافحة الإرهاب. ومع ذلك، من الضروري أن نتذكر أن أي تدابير مضادة يتم تنفيذها يجب أن تحقق توازناً دقيقاً بين حماية الرفاهة المجتمعية والحفاظ على التبادل المفتوح للأفكار والابتكار التي تشكل السمات المميزة للمجتمعات الديمقراطية

**

4- مكافحة الإرهاب ـ توظيف الذكاء الاصطناعي في محاربة الجريمة المنظمة

تطور الجريمة المنظمة بحكم التقدم التكنولوجي، أجبر الحكومات والأجهزة الأمنية للدول على مواكبة هذا التطور بإدخال أدوات الذكاء الاصطناعي لتتبع تحركات عصابات الجريمة المنظمة، وخريطة انتشارهم عبر الحدود ومصادر تمويلهم، بشكل يُمكِن أجهزة إنفاذ القانون من تحجيم الجريمة المنظمة عبر فهم اتجاهاتها وأهدافها، وتحسين مستوى التحقيقات الجنائية، ما يسهم من زيادة فرص ضبط الأمن المجتمعي في ظل التطور التكنولوجي المتسارع وزيادة التوترات العالمية بين كبرى الدول.

دور الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الجرائم الخطيرة

تمتلك تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قدرات بشأن دعم الوكالات الوطنية ووكالات إنفاذ القانون، في مكافحة الجريمة المنظمة وأي تهديدات أمنية، عبر تحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة ودقة أكبر مقارنة بالوسائل التقليدية لضبط الأمن. وتكمن أهمية الذكاء الاصطناعي في التنبؤ باحتمالية وقوع جرائم مستقبلية من خلال بيانات أرشيفية وأساليب إحصائية، ما يسهم من الحد من نسبة الجرائم وزيادة السلامة العامة.

صُمم الذكاء الاصطناعي خصيصاً لاستخدامه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية، للكشف عن اللغة والمصطلحات الشائعة في جرائم الاتجار بالبشر والمخدرات والجريمة المنظمة، عبر جيش إلكتروني افتراضي تابع لوكالات إنفاذ القانون. تعد المعلومات القادمة من مواقع التواصل الاجتماعي مصدراً مهماً لجمع نقاط البيانات وتطبيق تحليل أنماط الجريمة ومناطق حدوثها. ولجأت بعض أقسام الشرطة دولياً للذكاء الاصطناعي كأداة للكشف عن أماكن الجناة، وأرقام الهواتف المرتبطة بالأنشطة الإجرامية وعناوين بروتوكولات الإنترنت. تساعد الخوارزميات في تعلم الكمبيوتر كيفية التعامل مع الجريمة المنظمة ومرتكبيها، بعد تزويده بتعليمات تؤهله لاتخاذ قرارات مثل البشر.

رسم خريطة الشبكات الدولية للجريمة المنظمة

تستخدم العصابات الإجرامية صور الأقمار الصناعية لتشكيل شبكة دولية وإدارة طرق التهريب باستخدام أنظمة ” Earth Observation” للذكاء الاصطناعي، والتي توفر بيانات دقيقة عن التضاريس. ويهاجم المجرمون المنظمون أنظمة الذكاء الاصطناعي للتهرب من عمليات الفحص البيومترية، والالتفاف حول النظام الأمني في المطارات والموانئ والحدود، وإحداث فوضى في شبكات القطاعين الخاص والحكومي وقطاعات الاقتصاد والبنية التحتية للدول. وفي المقابل يتيح الذكاء الاصطناعي طرقاً جديدة لإنفاذ القانون بمراقبة الجريمة المنظمة، ورسم خرائط لتحركات العصابات وتحديد الأنماط وتوقعات مناطق وقوع الجرائم والتحقيق فيها. وتسمح الشرطة التنبؤية وأنماط الشرطة التمييزية في تحديد مكان الجريمة المتوقع بناءً على قراءات سابقة لجرائم أخرى وخوارزميات الذكاء الاصطناعي.

يستند في كشف اتجاهات الجريمة لمنع حدوثها على التعلم العميق، باستخدام بيانات الجريمة وأجهزة الكمبيوتر التي يتم تجهيزها لمحاكاة قدرات صنع القرار المعقد في المخ البشري. ويلجأ الذكاء الاصطناعي إلى التعليم الآلي لتطوير نظام تسجيل عدد ضحايا جرائم الاتجار بالبشر عبر الإنترنت، عبر التعرف على وجوه الضحايا والكشف عن الأنشطة غير القانونية عبر نظام تسجيل إلكتروني متعدد العوامل.

تعد إفريقيا نموذجاً بشأن لجوء شركات الأمن الخاصة إلى تكنولوجيا متقدمة مقارنة بقوات الشرطة، ولكن من الممكن ربط الأنظمة الرقمية في القطاع الخاص بقواعد بيانات الشرطة واستخدامها في ملاحقة المشتبه بهم. ورغم أن الذكاء الاصطناعي في إفريقيا حديث الاستخدام، إلا أن جماعات الجريمة المنظمة لجأت له لتنفيذ جرائم معقدة ذات مخاطر عالية، ووضع الإنتربول جنوب إفريقيا لعام 2021 في المرتبة الأولى في التهديدات السيبرانية، حيث تستخدم العصابات الإجرامية المنظمة في إفريقيا الطائرات بدون طيار لأغراض الاستطلاع والمراقبة.الأمن المجتمعي في أوروبا ـ طرق استخدام الذكاء الاصطناعي

الكشف عن الأفراد والمعاملات ذات الصلة بالجريمة المنظمة

يعمل الذكاء الاصطناعي على تحليل سلوك الأفراد، أثناء عمليات الفحص في المطارات والموانئ ولقطات كاميرات المراقبة، لتحديد الأفراد المشتبه بهم وتنبيه السلطات، إضافة إلى تحليل بيانات الأشخاص عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وسجلاتهم الأمنية. عبر خوارزميات التعليم الآلي يتم اكتشاف أي أنماط غير عادية مشتبه فيها وتشير إلى نشاط إجرامي، ما يسهل الكشف عن الجرائم المنظمة وعمليات الاحتيال والتهديد السيبراني. وتمكن تقنية التعرف على الوجه المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من التعرف على الأشخاص المشتبه بهم بمطابقة الوجوه مع قاعدة البيانات. وتعزز مراقبة الفيديو وتحليله من تحديد الأنشطة المشبوهة.

تحليل الأدلة المادية عبر الذكاء الاصطناعي مثل بصمات الأصابع والحمض النووي والبيانات الرقمية، تسرع من التحقيقات الجنائية وتحديد أي تهديدات غير معتادة، مما يوفر فرصة لمكافحة الجرائم المنظمة، وتحليل أنماط الاتصال واللغة المستخدمة في رسائل البريد الإلكتروني والمنشورات عبر التواصل الاجتماعي وسجلات المكالمات الهاتفية لرصد أي نشاط إجرامي مسبقاً. نظراً لأن العصابات الإجرامية تسعى لإخفاء هوياتها وأنشطتها واتصالاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يمثل تحدياً لوكالات إنفاذ القانون لاختراق هذه الحسابات وتفسير المحتوى، لذا يلعب الذكاء الاصطناعي هنا دوراً فعالاً، وأوضح كبير مهندسي الحلول في مختبرات فوييجر وخبير التحقيقات في الجرائم الإلكترونية سام هولت، أن أدوات البرمجة ساعدت في حل قضايا تتعلق بأسلحة مطبوعة ثلاثية الأبعاد والاتجار بالبشر.

في تحقيق مهم في مدينة أمريكية في 2023، حددت الشرطة (7) أفراد من العصابة متورطين في جرائم، وبعد استخدام المحللين برامج مدعومة بالذكاء الاصطناعي، حددت أكثر من (15) ألف اتصال بين أفراد العصابة، وأعطت الألوية إلى (3) آلاف اتصال مشترك بين الجماعة الإجرامية، بعد فرز التقنية الحديثة النشاط المشبوه. ويؤكد هذا المثال على فائدة الذكاء الاصطناعي في توفير الوقت وسرعة البحث والتحليل عن الأفراد والمحادثات والأنشطة المرتبطة بالجريمة المنظمة، لقدرته على تحليل المحتوى البصري مثل الأسلحة والسلع المسروقة والوشوم لتحديد المواقع والأشياء.

 تتبع تمويل شبكات الجريمة المنظمة

أشارت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية، إلى أن غسيل الأموال مجال من مجالات المخاطر القصوى لعام 2024، مطالبة بضرورة تتبع مصادر تمويل المنظمات والجماعات المشبوهة، خاصة وأن الاضطرابات الجيوسياسية الأخيرة أفسحت المجال أمام العصابات الإجرامية والتنظيمات المتطرفة لاستغلال مصادر تمويل جديدة لأنشطتها. إن العصابات الإجرامية لديها سلوك متطور لاستغلال الثغرات في النظام المالي، وينقلون الأموال عبر بورصات العملات المشفرة والوسطاء خارج البورصة وشركات المقامرة، وبدون أدوات الذكاء الاصطناعي تصبح الأجهزة الأمنية بطيئة في تتبع مصادر تمويل الجريمة المنظمة، وغير قادرة على التأقلم مع السلوك الإجرامي المتغير.

تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي في جمع “المعلومات المالية” والتعرف على الأنماط المتغيرة لتمويل هذه الجماعات الإجرامية. وتستطيع المؤسسات المالية الآن استخدام أدوات مراقبة المعاملات لمكافحة غسل الأموال المدعومة بالذكاء الاصطناعي، عبر تقنية التعليم الآلي وتقييم المخاطر الآلية وأتمتة البيانات. وأوضح مدير تطوير الأعمال في شركة بريسو للامتثال SGR ماركو دورو، إن ثورة الذكاء الاصطناعي ضد غسيل الأموال والجريمة المنظمة، أحدثت تحولاً كبيراً في القطاع المالي في بنوك العالم لمكافحة الجريمة المالية، ويمثل غسل الأموال تهديداً خطيراً للاقتصاد العالمي، ويتم غسل ما بين (2% إلى 5%) من الناتج المحلي الإجمالي العالمي سنوياً. ويكشف الذكاء الاصطناعي لمكافحة غسل الأموال، ما بين ضعفين إلى أربعة أضعاف الأنشطة المشبوهة مقارنة بالأنظمة التقليدية، ما يقلل من الوقت المستغرق لتتبع تمويل الجرائم المنظمة ويسهل التعرف على الشبكات الإجرامية.ملف: أمن قومي ـ ما حقيقة مخاطر الذكاء الاصطناعي؟

أهمية تحليل الصور والرسائل للكشف عن الجرائم

أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي فائدة لمنع الجرائم المنظمة، تتمثل في تفسير الصور والصور الجغرافية وبيانات أجهزة الاستشعار، وتستطيع تحديد أنماط الجريمة عبر تخصيص الموارد مثل توقيت دوريات سيارات الشرطة وحراس الأمن وأجهزة الإنذار وأوقات استجابة خدمات الطوارئ، لتعكس اتجاهات موسمية وجغرافية وديموغرافية عبر تحليل استخباراتي لمصادر مدعومة بالذكاء الاصطناعي بطرق لا يمكن الحصول عليها بوسائل تحليل تقليدية. وتساعد الخوارزميات المتطورة على فحص البيانات والحصول على مؤشرات دقيقة حول فائدة برامج الوقاية من الجريمة المنظمة.

نماذج في تطبيق الذكاء الاصطناعي

تعد المملكة المتحدة رائدة في الذكاء الاصطناعي لمكافحة الجريمة، بتطبيق أقسام الشرطة تكنولوجيا حديثة لتحليل طرق منع الجرائم، واستخدام برامج “الخرائط التنبؤية” في سيارات الشرطة والأجهزة المحمولة. وتستخدم وكالات إنفاذ القانون بالمملكة المتحدة التكنولوجيا التنبؤية منذ 2004، وبتطور التعليم الآلي أدخلت بريطانيا تكنولوجيا التعرف على الوجوه وتحليل الفيديو والسلوك الإجرامي، واستخراج بيانات الهاتف وتحليل معلومات وسائل التواصل الاجتماعي، ورسم خرائط الجريمة التنبؤية وتقييم المخاطر الفردية. وتستعين شرطة “ويست ميدلاندز” ببرنامج ذكاء اصطناعي قادر على التنبؤ بخطر عودة المجرمين المدانين لارتكاب جرائم وتصل دقته إلى (75%).

أنفقت الولايات المتحدة أكثر من (80) مليار دولار سنوياً على تطبيقات الذكاء الاصطناعي على المستويات المحلية والفيدرالية ومستوى الولايات، ولا يمثل هذا الإنفاق الحكومي شيئاً مقارنة بالتأثير الاقتصادي للجريمة المنظمة، وأشار أستاذ بجامعة بنسلفانيا آرون تشالفين إلى أن الخسائر الاقتصادية من الجريمة تبلغ (2%) من الناتج المحلي الأمريكي. بينما استعانت شرطة دبي في 2017، بروبوتات “روبوكوب” لتحديد الأنشطة الإجرامية بدوريات منتظمة، وتخطط لاستبدال (25%) من شرطتها بالروبوتات غير المسلحة بحلول 2030. أمن قومي ـ دور الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– يلعب الذكاء الاصطناعي يلعب دورا حيويا في تعزيز القدرات الدفاعية ضد الهجمات السيبرانية، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر، والاستجابة السريعة، والتعلم المستمر

– تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على التعلم المستمر من الهجمات السيبيرانية السابقة لتحسين استراتيجيات الدفاع والتكيف مع التهديدات الجديدة، مما يعزز من قدرة الأجهزة الاستخباراتية على التصدي للهجمات الحديثة.

– بات متوقعا أن تزداد قدرة الأجهزة الاستخباراتية على اتخاذ إجراءات دفاعية تلقائية دون الحاجة لتدخل بشري. وستتمكن من اكتشاف التهديدات والرد عليها في الوقت الحقيقي، مما يقلل من الوقت بين اكتشاف التهديد واستجابته.

– من المحتمل ان يساعد الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعاون بين العنصر البشري والآلات، حيث يمكن أن يقدم توصيات وتوجيهات متطورة للمحللين البشريين حول كيفية التعامل مع التهديدات.

– ينبغي على الأجهزة الاستخباراتية والأمنية تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، والتعاون مع وكالات استخبارات أخرى لتحسين القدرات الدفاعية السيبرانية وتبادل المعلومات حول التهديدات والتقنيات الحديثة.

– يجب على المنظمات التأكد من تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي مع استراتيجيات الأمن السيبراني الأخرى لضمان تحقيق أقصى قدر من الحماية.

**

– يتمتع الذكاء الاصطناعي بأهمية بالغة بالنسبة لأجهزة الاستخبارات، وذلك لأنه يساهم في زيادة كفاءة وفعالية عمليات جمع وتحليل المعلومات، مما يتيح اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة. يحمي الذكاء الاصطناعي الأنظمة والبيانات الحساسة من الهجمات الإلكترونية، ويقلل من خطر التسرب. يساعد الذكاء الاصطناعي في اكتشاف التهديدات الإرهابية في مراحلها المبكرة، مما يتيح اتخاذ إجراءات وقائية. يسهل الذكاء الاصطناعي التعاون بين أجهزة الاستخبارات المختلفة، من خلال تبادل المعلومات وتحليلها بشكل مشترك.

– يمثل الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن أن تساهم في مكافحة التطرف والإرهاب، ولكن يجب استخدامه بحذر وبشكل مسؤول. من الضروري وضع إطار قانوني وأخلاقي واضح لاستخدام هذه التكنولوجيا، وضمان حماية الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين.

– يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين الأمن العام عن طريق الكشف عن التهديدات الإرهابية في وقت مبكر، كما يساعد الذكاء الاصطناعي في حماية المجتمعات من التطرف عن طريق تحديد الأفراد المعرضين للخطر وتقديم الدعم لهم، ويساعد في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية لمكافحة التطرف عن طريق توفير رؤى جديدة حول أسباب وتطور التطرف.

‎- سيكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على الأمن في المستقبل. فهو يعمل عن طريق محاكاة أنماط الدماغ البشري بما في ذلك التعلم واتخاذ القرارات. ويمكن للذكاء الاصطناعي العمل في ظل حالة عدم اليقين واتخاذ القرارات والتنبؤات بناءً على مجموعات بيانات كبيرة وظروف متعددة.

– لا شك أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة قوية في مكافحة التطرف والإرهاب، إلا أنه يجب استخدامه بحذر وبشكل مسؤول. يجب أن يتم وضع ضوابط وقوانين واضحة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وشفاف، وحماية حقوق الأفراد. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير رسائل مضادة مخصصة تفند الروايات الإرهابية بتنسيق وأسلوب مصممين للتردد لدى الأفراد المعرضين للخطر أو المجموعات الفرعية.

**

– أحدثت شبكة الإنترنت والذكاء الاصطناعي ثورة في استراتيجيات التجنيد للجماعات الإسلاموية المتطرفة والجماعات اليمينية المتطرفة، مما مكنهم من العمل على مستوى العالم.

ـ هناك أربع طرق رئيسية  يمكن للجماعات المتطرفة من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي، وهي: الذكاء الاصطناعي التوليدي، والروبوتات الدردشة، والألعاب، والتحليلات التنبؤية. يمكن للجماعات المتطرفة استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء جميع أنواع المحتوى من مقاطع الفيديو الدعائية والصور والموسيقى والترجمات وما إلى ذلك. المحتوى الذي كان يستغرق في السابق أسابيع وأشهرًا لإنتاجه من قبل أفراد يتمتعون بدرجة من الخبرة الفنية سيكون من السهل الآن إنشاؤه لأي شخص. يمكن للجماعات المتطرفة برمجة الروبوتات الدردشة لتقليد النظرة العالمية لمروجيهم. يمكن نشر الحسابات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي على منصات الألعاب لتحديد وجذب المجندين المحتملين ويمكن استخدام أدوات تحليلية تعمل بالذكاء الاصطناعي لاستهداف الأشخاص الأكثر عرضة للتطرف.

ـ إن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والتطرف العنيف تشكل تحديًا وتتغير باستمرار. ورغم أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم في انتشار المحتوى المتطرف، فإنه قد يساعد أيضًا في مواجهته.

– يٌساعد الذكاء الاصطناعي بالفعل وكالات الاستخبارات في معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات من مجموعة واسعة من المصادر، وهي تفعل ذلك بسرعة وكفاءة أكبر من البشر. يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد الأنماط في البيانات وكذلك اكتشاف أي شذوذ قد يكون من الصعب على ضباط الاستخبارات البشرية اكتشافه. وتستطيع وكالات الاستخبارات أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد أي تهديدات محتملة للتكنولوجيا المستخدمة للتواصل عبر الإنترنت، والرد على الهجمات الإلكترونية، وتحديد السلوكيات غير المعتادة على الشبكات. ويمكنه العمل ضد البرامج الضارة المحتملة والمساهمة في بيئة رقمية أكثر أمانًا.

تتطلب مكافحة الصلة بين التطرف والويب المظلم استراتيجية شاملة ومتزامنة تستفيد من التقدم التكنولوجي، وتعزز الهياكل التنظيمية، وتدعم قدرات الإنفاذ، وتشجع التعاون العالمي. ومن خلال معالجة هذه العقبات معًا، يمكن لأجهزة الاستخبارات الوطنية والإقليمية  الحد من المخاطر التي تشكلها الجماعات المتطرفة في الويب المظلم، وبالتالي حماية الأمن الوطني وتعزيز الاستقرار العالمي.

**

– بات الذكاء الاصطناعي أداة أساسية في ارتكاب الجرائم المنظمة، ما يفرض على الأجهزة الأمنية ووكالات إنفاذ القانون تطوير أدواتها بشكل يتجاوز هذا التطور التكنولوجي للعصابات الإجرامية المنظمة، وإلا سيتوقف دورها عند الكشف عن الجريمة عقب حدوثها، بل ينبغي اتخاذ خطوات استباقية للكشف عن أي جرائم محتملة وتتبع الأشخاص المشتبه بهم ومصادر تمويلهم وخريطة انتشارهم والمناطق المستهدفة من عملياتهم المنظمة.

– يتميز الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الجريمة المنظمة، بتوفير الجهد والوقت المستغرق للتوصل إلى مرتكبي الجريمة، إضافة إلى دقة البيانات والمعلومات خاصة وأنه يعتمد على الخوارزميات والتعليم الآلي، ذات التحليل الدقيق الذي يتجاوز التحليل التقليدي، ما يتطلب من الأجهزة الأمنية توفير تدريب مكثف للعنصر البشري على استخدام هذه التقنيات وفهم آليات عملها، نظراً لأن الدور البشري فعال وضروري في ضبط الأمن المجتمعي والحد من الجرائم المنظمة، ولسد الفجوة بين الأدوات الرقمية الحديثة وتقنيات التحقيق التقليدية، ما يحقق التكامل السلس للذكاء الاصطناعي في أنشطة إنفاذ القانون اليومية.

– بالتزامن مع تصاعد التوترات العالمية، سيصبح لتقنيات الذكاء الاصطناعي المتعلقة بقراءة الخرائط والصور ومقاطع الفيديو دوراً مهماً في الكشف عن الجرائم المنظمة، لاسيما وأن نشاط العصابات الإجرامية يتصاعد في ضوء هذه الصراعات بين كبرى الدول، نظراً لاستغلال بعض الحكومات هذه العناصر لإحداث فوضى في دول أخرى كجزء من الصراع، ولسهولة ممارسة هذه العصابات الإجرامية أنشطتها لانشغال الدول بأمور أخرى.

– الرصد المستمر عبر الذكاء الاصطناعي للرسائل والمنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تصبح كلمة السر في السنوات المقبلة لحماية الأمن القومي للدول من خطر الجريمة المنظمة، خاصة وأن الخوارزميات المستخدمة تتطور سريعاً من قبل هذه الجماعات الإجرامية، ما يسهل عملية التخفي وانتحال الشخصيات، ويزيد من التحديات أمام الجهات الأمنية لمنع وقوع الجريمة أو التنبؤ بها.

– إن تتبع مصادر تمويل الجرائم المنظمة عالمياً نقطة رئيسية في الحد من خطورة هذه الجرائم، وتصبح مكافحة غسيل الأموال مهمة ذات تكلفة ومخاطر كبيرة، وتقع على عاتق حراس النظام المالي بجانب وكالة إنفاذ القانون والوكالات الأمنية، ويجب أن تراعي الحكومات تضمن خططها لهذه المهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، لاستغلال العصابات الإجرامية أي ثغرات في النظام المصرفي والخدمات المصرفية عبر الإنترنت والمدفوعات الإلكترونية والعملات المشفرة، لنقل الأموال غير المشروعة عبر الحدود بسرعة فائقة، ما يؤكد على أن طرق الرقابة التقليدية لتمويل هذه العمليات مسألة صعبة الحدوث ولن تحقق الأهداف المرجوة.

– يظل أمام وكالات إنفاذ القانون معضلة في استخدام الذكاء الاصطناعي لضبط الأمن، وتحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية الأخلاقية، لوجود انتقادات مباشرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي وما تتسبب فيه من اختراق خصوصيات الأشخاص المشتبه بهم، أو أنها تضع بعض الأشخاص في دائرة الشبهات نظراً لخلفيتهم السابقة، الأمر الذي يتطلب تأطير الذكاء الاصطناعي بشكل يضمن استخدامه بشكل أخلاقي ويحافظ على دوره الأساسي في التنبؤ بالجرائم ومنع حدوثها.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=95572

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ECCI

الهوامش

Britain’s new government aims to regulate most powerful AI models
https://tinyurl.com/2u78y39p

How France plans to use AI surveillance to keep Paris 2024 Olympics safe
https://tinyurl.com/3a7djmkh

The rise of AI-powered criminals: Identifying threats and opportunities
https://tinyurl.com/2w68j268

Face au futur, le 3e rapport de la CIA a l’alarme au pied
https://tinyurl.com/8abydw5m

**

Exploitation of Generative AI by Terrorist Groups
https://bit.ly/4c3bF9e

OSCE AND ICCT HOLD EXPERT SEMINAR ON ARTIFICIAL INTELLIGENCE AND PCVE
https://bit.ly/4flBEM2

Artificial Intelligence Act: deal on comprehensive rules for trustworthy AI
https://bit.ly/3WFkmlO

Risk Management Profile for Artificial Intelligence and Human Rights
https://bit.ly/3AdLeQQ

**

Generating Terror: The Risks of Generative AI Exploitation
https://n9.cl/bocuv

Exploitation of Generative AI by Terrorist Groups
https://n9.cl/24991

How Artificial Intelligence empowers Security Professionals to take their service delivery to a new level

https://n9.cl/yc50o

Amy Zegart: Integrating AI in the Realm of National Security
https://n9.cl/f74gz

Israel’s Shin Bet spy service uses generative AI to thwart threats
https://n9.cl/uykkn1

**

ARTIFICIAL INTELLIGENCE IN CRIME DETECTION: HOW IT’S USEFUL
https://rb.gy/5m1h67

How Artificial Intelligence is Advancing Criminal Gang Investigations
https://rb.gy/38jtiq

Fighting Financial Crime With AI Is Not A Trend—It’s A Necessity
https://rb.gy/iqt6o2

Artificial Intelligence Helping Law Enforcement: 3 Current Uses in Everyday Global Policing
https://rb.gy/02peby

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...