الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ما موقف الاتحاد الأوروبي من التصعيد بين إسرائيل وإيران؟

EU-Middle East
أغسطس 24, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)

وضع التصعيد الحالي في منطقة الشرق الأوسط، الاتحاد الأوروبي في حيرة للتعامل مع تداعيات التوترات التي بدأت بهجوم السابع من أكتوبر 2023 وما تبعه من تصعيد إسرائيلي في غزة، وصولا إلى هجمات البحر الأحمر والمواجهات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ومازاد الأمر تعقسداً استمرار الدعم العسكري لإسرائيل، خاصة وأن سلسلة الاغتيالات التي انتهجتها إسرائيل مؤخراً تجاه قيادات حزب الله وحركة حماس، عقدت الأمور ومسار المفاوضات أكثر بكثير عن الأشهر الماضية. وهذا دفع بزيادة الضغوط على الاتحاد الأوروبي للدخول على خط الوساطة ومناشدة الأطراف المتصارعة لوقف أي تصعيد قد يدفع المنطقة إلى صراع أوسع، ويهدد الأمن والسلم العالميين في التوقيت الراهن.

ما موقف الاتحاد الأوروبي من اغتيال قيادات حماس وحزب الله؟

العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل من ناحية، والاتحاد الأوروبي وإيران من ناحية أخرى، تجعلها الكيان الأنسب للعب دور الوسيط وممارسة ضغوط مباشرة على الطرفين، لمنع وقوع أي هجوم إيراني محتمل ضد إسرائيل رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والهجوم على الضاحية الجنوبية لبيروت واغتيال القيادي بحزب الله فؤاد شكر، وإقناع إسرائيل بضرورة وقف التصعيد في غزة والجبهة اللبنانية والاتجاه نحو المفاوضات. طالب الاتحاد الأوروبي في 31 يوليو 2024 ، جميع الأطراف بالالتزام بأكبر قدر من ضبط النفس وتجنب أي تصعيد جديد، وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو، إن موقف التكتل الأوروبي يقضي برفض الإعدامات خارج إطار القضاء، ويدعم دور القانون بما في ذلك القضاء الجنائي الدولي، مؤكداً أنه لا مكسب لأي بلد من تصعيد جديد في الشرق الأوسط. وأجرى أحد أكبر الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، محادثات حاسمة مع مسؤولين بطهران بعد اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، لإقناع إيران بعدم الرد ملقياً اللوم على إسرائيل في هذه التوترات.

يخشى الاتحاد الأوروبي من تطور الأحداث بعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران ووكلائها بالمنطقة المتمثلين في حزب الله وحماس والفصائل المسلحة في العراق وسوريا واليمن. أصدر زعماء أوروبيون في 12 أغسطس 2024  بياناً حول جهود الوساطة لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، وأبدى المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تأييدهم للمباحثات حول إنهاء الحرب في غزة، داعيين إلى إعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس، وتسليم المساعدات الإنسانية دون قيود، وطالبوا إيران بالامتناع عن الرد الذي سيؤدي لتصعيد التوترات الإقليمية.

قبل سلسلة الاغتيالات لقيادات حماس وحزب الله، أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال زيارته للبنان في يناير 2024، أن الأولوية هي تجنب التصعيد الإقليمي وتهيئة الظروف للتوصل إلى سلام عادل ودائم في المنطقة. أبدى التكتل الأوروبي في 4 يونيو 2024  قلقه من الدمار المتزايد والنزوح القسري للمدنيين على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ويدعم الاتحاد الأوروبي قرار مجلس الأمن الدولي رقم “1701” المتعلق بالنزاع بين لبنان وإسرائيل، لذا يطالب بالانخراط في الجهود الدبلوماسية الدولية خاصة والتي تقودها فرنسا والولايات المتحدة.

تعليقاً على تهديدات زعيم حزب الله حسن نصر الله، لقبرص التي اتهمها باستضافة مناورات مع قوات إسرائيلية، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو، إن أي تهديد للدول الأعضاء غير مقبول ويعد تهديداً للاتحاد ككل، منوهاً إلى متابعة الوضع على الجبهة اللبنانية ورفض الاتحاد دخول لبنان لحرب طويلة الأمد. وأوضح المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط سفين كوبمانز، في 20 يونيو 2024، ضرورة وضع حد للمعاناة في غزة، والعمل على تجنب اندلاع حرب إقليمية ستشمل لبنان تحديداً وإعادة إطلاق عملية السلام.  وجدد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تحذيره في 24 يونيو 2024، من مخاطر امتداد رقعة الصراع من غزة للبنان، عقب اغتيال إسرائيل لقيادياً بارزاً جنوب لبنان.التطرف في أوروبا ـ حرب غزة تزيد الإسلاموفوبيا

كيف ينظر الاتحاد الأوروبي إلى هجمات الفصائل المسلحة بالعراق وسوريا؟

أبدى الاتحاد الأوروبي رفضه للتصعيد بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة والفصائل المسلحة في العراق وسوريا من جهة أخرى، وفي 16 أبريل 2024 طالب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، دول التكتل بتوسيع العقوبات على إيران رداً على هجومها على إسرائيل الذي جاء رداً على استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق. ووضعت الولايات المتحدة جميع قواعدها العسكرية في أوروبا في 30 يونيو 2024، في حالة تأهب قصوى مع رفع مستوى حماية القوة إلى ثاني أعلى مستوى وسط مخاوف من وقوع هجوم إرهابي قد يستهدف أفراداً أو منشآت عسكرية أمريكية. لذا شجع الدبلوماسيون الأوروبيون الفصائل المسلحة في العراق وسوريا على وقف الهجمات ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية، كنوع من دعم جهود التهدئة في المنطقة، قبل إعلان هذه الفصائل استئناف هجماتها ضد إسرائيل وأهداف أمريكية في المنطقة في يوليو 2024.

كيف يتعامل الاتحاد الأوروبي مع التصعيد بالبحر الأحمر؟

يحرص الاتحاد الأوروبي على التواجد في البحر الأحمر لحماية مصالحه، ورغم مشاركة بعض الدول مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا والنرويج والدنمارك بقوات محدودة وفرقاطات في تحالف “حارس الازدهار”، إلا أنه في 19 فبراير 2024 أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة عسكرية جديدة “أسبيدس” لاعتراض الهجمات وحماية الملاحة وحرية السفن دون المشاركة في ضربات ضد الحوثيين، بجانب عملية “أتلانتا” في الصومال، التي توسع دورها في مرافقة السفن في البحر الأحمر مع تصاعد هجمات الحوثيين في هذا الممر المائي، إضافة إلى استمرار عملية “أجينور” لتأمين مضيق هرمز، والتي تمتد شمالاً إلى الخليج العربي بأكمله، وجنوباً إلى منطقة المحيط الهندي قبالة سواحل عمان.يسعى الاتحاد الأوروبي إلى خفض حدة التصعيد، بحماية السفن الأوروبية التي تعبر من خلال البحر الأحمر، والتنسيق المستمر بين جميع العمليات الأوربية وأيضاً الأمريكية المتواجدة في هذه المنطقة، وأعلن في 19 أغسطس 2024 تأمينه (300) سفينة تجارية في البحر الأحمر خلال (6) أشهر.الاتحاد الأوروبي ـ كيفية التعامل مع تداعيات حرب غزة؟

ما مخاوف الاتحاد الأوروبي من تصعيد المواجهة بين إسرائيل وإيران؟

يتخوف الاتحاد الأوروبي من عواقب التهديدات الإيرانية والإسرائيلية المتبادلة، لارتباط مصالحه بشكل مباشر باستقرار حركة الملاحة في البحر الأحمر، حيث يمر به نحو (40%) من حجم التبادل التجاري بين أوروبا وآسيا، ما يجعله من أهم الممرات المائية بالنسبة للتكتل الأوروبي. وعلى وقع هجمات الحوثيين غيرت معظم شركات الملاحة الكبرى مسار سفنها بعيداً عن البحر الأحمر، الأمر الذي يؤدي إلى عبور السفن المنطلقة من الشرق الأوسط نحو أوروبا عبر إفريقيا بأكملها من خلال طريق رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا، ما يستغرق وقتاً طويلاً إضافياً يصل إلى أسبوع ومسافة تصل إلى (35) ألف ميل بحري إضافي.

يضع التكتل الأوروبي احتمالات استهداف بعثاته الدبلوماسية وسفاراته في الدول التي تقع في دائرة التوترات، لذا وجه تحذيرات لرعاياه من السفر إلى لبنان وإيران، وطالبت البعثات الدبلوماسية الرعايا الأوروبيين بمغادرة الدولتين بعد تصاعد حدة التصريحات بين المسؤولين الإيرانيين والإسرائيليين. وفي 12 مايو 2024 قال مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي إيلفا يوهانسون، إن دول الاتحاد تواجه خطراً هائلاً من وقوع هجمات جراء الحرب في غزة. بعد تسجيل حوادث متطرفة في فرنسا وألمانيا. تتخوف دول التكتل من الانخراط في صراع الشرق الأوسط وتوسعه، ما يدفعها لزيادة الإنفاق العسكري وإبرام المزيد من التحالفات العسكرية، ما يزيد من الأعباء الاقتصادية على كاهل الحكومات الأوروبية في توقيت تعاني فيه من تداعيات الحرب الأوكرانية الاقتصادية والأمنية.محاربة التطرف في أوروبا ـ تدابير وسياسات في أعقاب حرب غزة

تقييم وقراءة مستقبلية

–  رغم أن موقف الاتحاد الأوروبي تجاه بعض صراعات الشرق الأوسط التي اندلعت مؤخراً اتسم بالجمود، إلا أنه سارع في إعلان موقف تجاه حرب غزة خاصة في ظل التصعيد المتواصل من جانب إسرائيل ضد المدنيين، وتوسع دائرة التوترات بسياسة الاغتيالات التي تتبعها إسرائيل ضد قيادات حماس وحزب الله، حتى أن حالة الانقسام بين مسؤولي الاتحاد وبعض الدول تجاه مسألة استمرار تقديم الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل والاعتراف بدولة فلسطين مستقلة، لن تدوم طويلاً نظراً للتغيرات السياسية التي شهدتها أغلب دول الاتحاد ومؤسسات التكتل جراء الانتخابات الأوروبية الأخيرة. ومن هنا تتحول استراتيجية الاتحاد الأوروبي من المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، إلى ممارسة ضغوط على كافة الأطراف المتصارعة للتوقف عن التصعيد بالزيارات لدول مثل إسرائيل وإيران ولبنان، وفتح قنوات التواصل المباشرة مع كافة حكومات هذه الدول، بعد أن أخذ التوتر منحى جديد يهدد أمن واستقرار المنطقة وبالتالي ينعكس على الأمن الأوروبي.

– يتبنى الاتحاد الأوروبي سياسات مختلفة تماماً عن سياسات الولايات المتحدة نحو الحرب في غزة على عكس باقي الملفات والصراعات الدولية، وفي الوقت الذي تظهر واشنطن دعمها الثابت تجاه تل أبيب، وتلعب دوراً في جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل، يسعى التكتل الأوروبي لدعم الفلسطينيين بإعادة تمويل وكالة الأونروا رغم اتهامات إسرائيل لها بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر2023. والضغط على إسرائيل للقبول بحل الدولتين عبر تصريحات المسؤولين ومواقفهم في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وربما يكون هذا الموقف الأوروبي هو الأول منذ عقود الذي لا يسير وفقاً للرؤية الأمريكية، ما يشير إلى رغبة الاتحاد القوية في رسم سياسات أكثر استقلالية لا ترتبط دوماً بتحركات وأغراض واشنطن.

– يتوافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن رفض التصعيد بين إيران ووكلائها في المنطقة مع إسرائيل، بعد سلسلة الاغتيالات التي استهدفت قيادات بارزة في حماس وحزب الله، والترقب للرد الإيراني على التصعيد الإسرائيلي، لذا سارعت أوروبا وواشنطن للمطالبة بالتهدئة والتحذير من انزلاق المنطقة لحرب إقليمية واسعة، قد يطيل أمدها وتدخل العالم في دائرة صراع جديدة، لاسما وأن إيران ستدخل على خط الأزمة بشكل مباشر في حال شن هجوم على إسرائيل.

– العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وإيران تمر بمراحل مهادنة ومواجهة مختلفة، تفرضها مستجدات الأمور المتعلقة بالملف النووي، ورغم توقيع الاتحاد عقوبات ضد إيران بعد الهجوم على إسرائيل في أبريل 2024، إلا أن الدعوة لمسؤولي التكتل لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في 30 يوليو 2024، دليلاً على استمرار التواصل على المستوى السياسي، ما يمنح الاتحاد ميزة نسبية عن باقي الدول الغربية في التعامل مع التهديدات الإيرانية ضد إسرائيل، ولعب دور الوسيط بين جميع أطراف الصراع لتقريب وجهات النظر في ضوء المفاوضات الحالية.

– يعتبر التكتل الأوروبي أن الصراع في الشرق الأوسط يحمل في طياته مخاطر غير متوقعة، فاتساع التوترات وتحولها إلى حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران في المنطقة. وذلك يعني دخول أطراف دولية وإقليمية أخرى إلى الصراع، ما يجعل الشرق الأوسط ساحة تنافس وتجاذب عالمية بين الغرب وإسرائيل من جانب وروسيا وإيران والصين من جانب آخر. الأمر الذي يمثل عبئاً على الاتحاد الأوروبي، لأنه يمتلك مصالح سياسية واقتصادية مع بعض هذه الأطراف، وانشغاله في الوقت الراهن بالحرب الأوكرانية التي باتت تتجه إلى تصعيد جديد عقب التوغل الأوكراني في كورسك الروسية، وتركيز سياساته على المسائل الخلافية في الداخل الأوروبي في أعقاب صعود اليمين الشعبوي في المؤسسات الأوروبية.  لذا من المتوقه أن تكثف دول التكتل جهودها لاحتواء المشهد بين إيران وإسرائيل والدفع لإتمام مفاوضات وقف الحرب على غزة، والدفع إلى تنفيذ القرار الأممي “1701” الخاص بحل النزاع بين لبنان وإسرائيل، نظراً لأن الجبهة اللبنانية باتت مهددة بالاشتعال لاستمرار المواجهات بين حزب الله وإسرائيل وتجاوز الأمر حدود قواعد الاشتباك.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=95975

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Iran dismisses European leaders’ call to refrain from retaliating for Hamas leader’s killing

https://bit.ly/3M7tHN1

EU calls for ‘maximum restraint’ after Hamas leader Ismail Haniyeh’s assassination

https://bit.ly/4dsvnN6

بروكسل وبرلين تحذران من خطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

https://bit.ly/4cvreqo

EU faces ‘huge’ risk of terrorist attacks, says official

https://bit.ly/3SRsUUr

القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء أوروبا ترفع حالة التأهب القصوى

https://bit.ly/4dnwZYL

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...