الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الهجرة غير الشرعية واللجوء وتداخلها مع التطرف والإرهاب

الهجرة واللجوء
سبتمبر 11, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات 

بون ـ رشا عمار باحثة في المركز الأوروبي ECCI

الهجرة غير الشرعية أصبحت واحدة من التحديات الكبرى التي تواجه دول العالم، خاصة الدول الأوروبية. تزداد معاناة الدول المستقبلة للمهاجرين غير الشرعيين في أوروبا بسبب تدفقهم من شمال إفريقيا وتركيا عبر البحر والطرق البرية. في حين أن العديد من المهاجرين يفرون من الفقر أو الاضطهاد بحثًا عن حياة أفضل، فإن هناك تهديدًا متزايدًا بأن تستغل الجماعات المتطرفة هذه الهجرة غير الشرعية للتسلل إلى أوروبا، مما يساهم في تعزيز الإرهاب والتطرف داخل المجتمعات الأوروبية. هذه الظاهرة المثيرة للقلق أصبحت محل بحث وتحليل معمقين في السنوات الأخيرة، حيث تبين أن العديد من المتورطين في العمليات الجنائية والتطرف والإرهاب هم من المرفوضة طلبات لجوئهم.

تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر البحر

تعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط أحد أبرز الطرق التي يسلكها المهاجرون غير الشرعيون للوصول إلى أوروبا. تنطلق القوارب من دول شمال إفريقيا مثل ليبيا وتونس والمغرب، باتجاه سواحل إيطاليا وإسبانيا واليونان. هذا الطريق البحري محفوف بالمخاطر، حيث يفقد آلاف المهاجرين حياتهم في عرض البحر سنويًا بسبب الظروف السيئة للسفر وازدحام القوارب. تسهم الفوضى السياسية في بعض دول شمال إفريقيا مثل ليبيا في تفاقم الظاهرة، حيث تعتبر هذه الدول نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين. ومن ناحية أخرى، تستخدم تركيا كبوابة لعبور المهاجرين غير الشرعيين إلى اليونان عبر بحر إيجه. رغم الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا للحد من تدفق المهاجرين، إلا أن آلاف المهاجرين لا يزالون يتسللون إلى أوروبا عبر الحدود التركية-اليونانية. هؤلاء المهاجرون لا يتوقفون عند اليونان، بل يسلكون الطرق البرية عبر بلغاريا والبلقان وصولاً إلى النمسا وألمانيا، حيث يسعون لطلب اللجوء أو البحث عن فرص اقتصادية.

شهد عام 2015 عدد المعابر الحدودية غير النظامية إلى الاتحاد الأوروبي زيادة كبيرة. ووفقًا لبيانات فرونتكس، وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي، كان هناك أكثر من 1.8 مليون معبر حدودي غير نظامي، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق. ومنذ ذلك الحين، انخفض عدد المعابر الحدودية غير النظامية بشكل كبير. وفي عام 2023، دخل حوالي 355,300 شخص إلى الاتحاد الأوروبي بشكل غير نظامي ، وهو أعلى رقم منذ عام 2016.اللجوء والهجرة غير الشرعية داخل الاتحاد الأوروبي ـ السياسات والتدابير

تسلل العناصر المتطرفة عبر الهجرة

أحد الجوانب الخطيرة للهجرة غير الشرعية هو تسلل العناصر المتطرفة ضمن تيارات المهاجرين. على مر السنوات، استغلت الجماعات المتطرفة، وخاصة الإسلاموية منها، موجات الهجرة غير الشرعية لتسلل عناصرها إلى أوروبا بهدف تنفيذ عمليات إرهابية أو تشكيل شبكات دعم لوجستي وتمويل لأنشطتها. تعتبر الجماعات مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة وبعض الفصائل الإرهابية الأخرى الهجرة غير الشرعية فرصة ذهبية لنقل عناصرها إلى الغرب دون لفت الأنظار. في الكثير من الأحيان، يعمل المتطرفون على تزوير هوياتهم والانخراط في صفوف المهاجرين واللاجئين لتفادي كشفهم من قبل السلطات الأمنية. ويعتمدون في ذلك على ضعف الرقابة الأمنية في بعض المعابر الحدودية وضغط الأعداد الكبيرة للمهاجرين، مما يجعل من الصعب التمييز بين المهاجرين الفارين من النزاعات والعناصر المتطرفة التي تسعى للوصول إلى أوروبا لأغراض تخريبية.

الجماعات المتطرفة ليست فقط قادرة على استخدام الهجرة غير الشرعية كوسيلة للتسلل، ولكنها أيضًا تشجع الأفراد على الهجرة لدعم أهدافها. تدرك هذه الجماعات أن الظروف الصعبة التي يواجهها المهاجرون في أوروبا، سواء بسبب رفض طلبات لجوئهم أو بسبب التمييز العنصري والاقتصادي الذي يتعرضون له، يمكن أن تكون بيئة خصبة لتجنيد الشباب في أنشطة التطرف والإرهاب.  تستخدم الجماعات المتطرفة استراتيجيات عدة في هذا السياق، منها استغلال حالة الاغتراب والضياع التي يشعر بها المهاجرون الجدد في المجتمعات الأوروبية، وخاصة الشباب الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن تحقيق أحلامهم بالاندماج الاجتماعي والاقتصادي. هذه العوامل تجعلهم فريسة سهلة للدعاية المتطرفة التي تدعوهم إلى “الثأر” من الغرب الذي يعتبرونه سببًا في مآسيهم.سياسة اللجوء والهجرة، إلى أين تتجه ألمانيا بعد هجوم زولينغن؟

المتورطون في الإرهاب هم من المرفوضة طلباتهم

دراسة ظاهرة الإرهاب في أوروبا تشير إلى أن جزءًا كبيرًا من المتورطين في العمليات الإرهابية هم من المهاجرين أو طالبي اللجوء الذين تم رفض طلباتهم. هؤلاء الأفراد، الذين يشعرون بالإحباط واليأس بعد رفض لجوئهم، قد ينخرطون في أنشطة جنائية أو إرهابية كرد فعل على ما يرونه ظلمًا اجتماعيًا وسياسيًا. هذا الشعور بالظلم يدفع بعضهم إلى الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، ليس بالضرورة لأسباب أيديولوجية، ولكن نتيجة لرغبتهم في الانتقام من الدول التي يرون أنها رفضتهم وتخلت عنهم. يمكن القول أن هذه الظاهرة تشكل خطرًا أمنيًا كبيرًا على أوروبا، حيث يساهم رفض طلبات اللجوء في خلق بيئة من العداء والتطرف بين بعض الأفراد. ومن ثم، يصبح هؤلاء الأفراد أهدافًا سهلة للتجنيد من قبل التنظيمات الإرهابية التي تسعى إلى استغلال غضبهم لتحقيق أهدافها. على الرغم من أن تنظيم داعش والتنظيمات المشابهة تعتبر من أكبر المساهمين في نشر التطرف والإرهاب في أوروبا، إلا أن الواقع يشير إلى أن العديد من الأفراد الذين يتورطون في الإرهاب ليسوا بالضرورة مرتبطين بتلك التنظيمات من الناحية الأيديولوجية أو التنظيمية. البعض ينخرط في أعمال العنف والإرهاب بدافع شخصي، ناتج عن الشعور بالإحباط والعزلة، وليس بدافع أيديولوجي ديني.اللجوء والهجرة في ألمانيا مابين خطط الأحزاب السياسية و المحكمة الدستورية

قائمة بالعمليات الإرهابية التي نفذها مهاجرون غير شرعيين أو طالبي لجوء في أوروبا خلال الفترة من 2020 حتى 2024:

هجوم نيس (2020): قام مهاجر تونسي غير شرعي يُدعى إبراهيم العويساويبتنفيذ هجوم إرهابي داخل كنيسة “نوتردام” في نيس، فرنسا. استخدم العويساوي سكينًا لقتل ثلاثة أشخاص. المتهم: إبراهيم العويساوي، مهاجر تونسي غير شرعي وصل إلى أوروبا عبر إيطاليا قبل الهجوم بفترة قصيرة.

هجوم فيينا (2020): نفذ طالب لجوء نمساوي من أصول شيشانية هجومًا إرهابيًا باستخدام أسلحة نارية وسط العاصمة النمساوية فيينا. الهجوم وقع في عدة مواقع وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 23 آخرين.المتهم: مهاجر شيشاني، كان طالب لجوء سابقًا.

هجوم ريدينغ، بريطانيا (2020): قام طالب لجوء ليبي يُدعى *خيري سعد الله* بتنفيذ هجوم طعن في حديقة بوسط مدينة ريدينغ البريطانية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. المهاجم كان قد دخل المملكة المتحدة طالبًا للجوء. المرتهم: خيري سعد الله، طالب لجوء مرفوض.

هجوم كنساس الألماني (2021): في مدينة فورتسبورغ الألمانية، قام طالب لجوء صومالي بطعن عدد من الأشخاص في أحد المتاجر، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين. المتهم: طالب لجوء صومالي.

هجوم نورمبرغ (2022): تم تنفيذ هجوم طعن جماعي في محطة قطار في نورمبرغ، ألمانيا، من قبل طالب لجوء سوري يبلغ من العمر 21 عامًا، حيث أصيب أربعة أشخاص بجروح خطيرة. المتهم: طالب لجوء سوري.

هجوم باريس (2023): نفذ مهاجر سوداني غير شرعي هجومًا بسكين في محطة قطارات باريس الشمالية، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص. التحقيقات أشارت إلى أن المهاجم كان يعاني من مشكلات نفسية، ولكن الهجوم تم تصنيفه كعمل إرهابي. المتهم: مهاجر سوداني غير شرعي.

هجوم ستوكهولم (2024): في أوائل 2024، قام مهاجر من أصول أفغانية بتنفيذ هجوم بسكين في سوق بوسط ستوكهولم، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين. المهاجم كان قد قدم طلبًا للجوء وتم رفضه قبل الهجوم.المتهم: طالب لجوء أفغاني مرفوض.

هجوم في بروكسل (2024): قام مهاجر غير شرعي من أصول شمال إفريقية بفتح النار في أحد المقاهي ببروكسل، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة عدة آخرين. السلطات البلجيكية أكدت أن المهاجم كان له صلات بشبكات إرهابية. المتهم: مهاجر غير شرعي من شمال إفريقيا.

هذه الأحداث توضح تزايد العمليات الإرهابية التي نفذها مهاجرون غير شرعيين أو طالبي لجوء في أوروبا خلال الفترة من 2020 إلى 2024، وتؤكد الحاجة إلى تعزيز الأمن ومراجعة سياسات الهجرة واللجوء في مواجهة هذه التحديات.

تقييم وقراءة مستقبلية

الهجرة غير الشرعية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من التحديات التي تواجه أوروبا اليوم. ومع تزايد تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر والبر، يزداد خطر تسلل العناصر المتطرفة واستغلال هذا التدفق لأغراض تخريبية. بيد أن معالجة هذه الظاهرة لا يجب أن تقتصر على الحلول الأمنية فقط، بل يجب تبني استراتيجيات شاملة تعالج الجوانب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية للمهاجرين، بما يقلل من خطر تحولهم إلى عناصر تهديد أمني.

إن فهم هذه الظاهرة يعكس أهمية النظر إلى التطرف والإرهاب من منظور أوسع، حيث يمكن أن يكون الإرهاب ناتجًا عن مجموعة متنوعة من العوامل الاجتماعية والنفسية والسياسية، وليس فقط نتيجة الانتماء إلى تنظيم متطرف. هذه الحقيقة تفرض على الدول الأوروبية تطوير سياسات شاملة تهدف إلى معالجة هذه العوامل، من خلال تحسين سياسات الهجرة واللجوء، والعمل على دمج المهاجرين في المجتمع بدلاً من تهميشهم.

لمواجهة التهديدات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية والتطرف، يجب على الدول الأوروبية تبني استراتيجيات شاملة تأخذ في الاعتبار الأبعاد الأمنية والاجتماعية والاقتصادية.

من بين الحلول الممكنة: تعزيز التعاون الأمني بين الدول: يجب على دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار مثل تركيا وشمال إفريقيا تحسين تبادل المعلومات والتعاون الأمني لضبط الحدود ومنع تسلل العناصر المتطرفة.

إصلاح سياسات اللجوء: من الضروري تحسين سياسات اللجوء لضمان دراسة الطلبات بشكل سريع وشفاف، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمهاجرين الذين تم رفض طلباتهم.

تعزيز برامج الدمج الاجتماعي: يجب العمل على دمج المهاجرين في المجتمعات الأوروبية بشكل فعال، من خلال توفير فرص العمل والتعليم والمشاركة الاجتماعية، مما يقلل من خطر التطرف.

مكافحة التطرف عبر الإنترنت: تعمل الجماعات المتطرفة على نشر دعايتها عبر الإنترنت لاستقطاب الشباب. لذا، يجب تعزيز الجهود لمكافحة الدعاية المتطرفة عبر المنصات الرقمية.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=96508

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

Irregular migration and return

https://bit.ly/3MElQH0

Countering irregular migration: better EU border management

https://bit.ly/3Zg7OTs

Illegal Immigrant Terrorism — Right-Wing Boogeyman Or Credible Threat?

https://bit.ly/4cU79dz

EU seeks to speed up expulsion of unwanted migrants after terror attacks

https://bit.ly/3Xmirl8

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...