الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ دور وموقف فرنسا من الصراع ما بين حزب الله وإسرائيل

أكتوبر 04, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (24)

تسعى فرنسا إلى تجنب حرب إقليمية في الشرق الأوسط فيرغم تداعيات اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله ” حسن نصرالله يوم 23 سبتمبر 2024 فيضاحية بيروت الجنوبية.

ومازاد في الأمر تعقيداً هو إعلان عملية إسرائيل عمليتها العسكرية جنوب لبنان، وتزايدت المخاوف بعد شن إيران ضربة “صاروخية” في الأول من أكتوبر 2024، انتقاماً إلى اغتيال حسن نصر الله واسماعيل هنية وقيادات إيرانية، فيلق القدس.

سارعت فرنسا مع الولايات المتحدة في اعقاب ذلك تقديم مبادرة لوقف إطلاق النار، وتواصلت فرنسا مع نظيراتها في لبنان وإسرائيل وإيران في محاولة لإقناعها بضبط النفس.

موقف فرنسا من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ـ الحفاظ على “قواعد الاشتباك”

جاء الموقف الفرنسي على النقيض من المواقف الأوروبية المنحازة لإسرائيل ليبلور نوعًا من التوازن إزاء التصعيد الإسرائيلي على غزة، إذ أن الرئيس الفرنسي ماكرون حاول الموازنة بين التعبير عن تضامنه مع إسرائيل في أعقاب هجمات حماس في السابع من أكتوبر 2023، وإدانة ما يعتقد أنه الرد من جانب قوات الدفاع الإسرائيلية في قطاع غزة ــ كما فعل مرة أخرى في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر 2024.

ورغم أن فرنسا لم يكن لها تأثير كبير على حرب غزة، فإن دورها الوسيط في لبنان يظل مهما. إذ تحافظ فرنسا على اتصال وثيق مع المؤسسة السياسية اللبنانية بأكملها (بما في ذلك حزب الله)، ويعكس الوجود الدائم للقوات الفرنسية في إطار قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أهمية هذا البلد الشرق أوسطي بالنسبة لباريس. وحاول ماكرون إطلاق خطة للإنقاذ السياسي والمالي للبلاد بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020  دون جدوى.

حاولت فرنسا منذ نهاية يناير 2024 المنصرم، احتواء التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان والتي تهدد بالتوسع.  وتبدو المخاطر عالية بشكل خاص إلى باريس، التي تنشر مئات الجنود ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “يونيفيل”، في المنطقة الجنوبية من البلاد حيث تتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بشكل متكرر منذ أكتوبر 2023.

وكانت باريس قد قدمت مبادرة أولى إلى الطرفين، لكن تم تعديلها في بداية مايو 2024، بناء على طلب بيروت، التي اعتبرت النسخة الأولى “مواتية للغاية” للأطروحات الإسرائيلية. وتنص المبادرة الفرنسية التي قُدمت، على انسحاب مقاتلي حزب الله وحلفائهم إلى مسافة تراوح بين (10 إلى 12)  كيلومتراً من الحدود ووقف الانتهاكات الجوية الإسرائيلية، كما تقترح إنشاء لجنة رباعية تضم فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان لمراقبة وقف الأعمال العدائية.

ويقضي المقترح أيضاً بأن يتم نشر ما يصل إلى (15) ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وهي معقل سياسي لحزب الله حيث يندمج مقاتلو الجماعة منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء. وفي 13 يونيو 2024 تم الإعلان عن تشكيل لجنة ثلاثية تضم إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا، لبحث خارطة الطريق الفرنسية لنزع فتيل التوتر بين حزب الله في لبنان، وإسرائيل.

ويرفض حزب الله الخوض في أي مفاوضات من هذا النوع، مشترطاً وقفاً دائماً لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.  فيما عكست تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت رفض أي وساطة فرنسية في المواجهات الجارية على الجبهة الشمالية مع حزب الله. إذ أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في  14 يونيو 2024، إن إسرائيل لن تكون طرفاً في الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا. الاتحاد الأوروبي ـ الصراع بين إسرائيل وحزب الله يثير الكثير من الانقسامات

الموقف الفرنسي بعد انهيار “قواعد الاشتباك” بين إسرائيل وحزب الله

صعد الجيش الإسرائيلي منذ 23 سبتمبر 2024 من هجماته على حزب الله، وشنّ أوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، كما غتال أبرز قيادات الحزب، وأمينه العام حسن نصرالله في 27 سبتمبر 2024، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي، في الأول من أكتوبر2024، عن بدء تنفيذ “عملية برية محدودة في جنوب لبنان، في إطار تصعيد العمليات العسكرية.  ليرد حزب الله بصواريخ بلغت تل أبيب للمرة الأولى في تاريخ النزاع المستمر بين الجانبين.

وكان قد أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 26 سبتمبر 2024  ، أن فرنسا تعارض أن يصبح لبنان “غزة جديدة” ، في إشارة إلى العدد “الصادم للغاية” من الضحايا المدنيين مشدداً  على أنه يجب على  إسرائيل أن توقف ضرباتها وعلى حزب الله أن يتخلى عن منطق الانتقام .

فيما دعت الخارجية الفرنسية  في 28 سبتمبر 2024 إلى وقف فوري للغارات الإسرائيلية على لبنان، كما أدانت الوزارة أي عمل عشوائي ضد المدنيين في لبنان، مؤكدة أن “فرنسا تعارض أي عملية برية في لبنان”. ودعت فرنسا الأطراف الأخرى، وعلى وجه التحديد حزب الله وإيران، إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار واندلاع صراع إقليمي.

على المستوى الدبلوماسي،  حاولت باريس وواشنطن التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان قبل ساعات فقط من شن إسرائيل ضربات جوية أسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. إذ تضمنت  المبادرة الفرنسية والأميركية في 26 سبتمبر 2024  “وقف فوري لإطلاق النار لمدة (21) يوما، على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل، من أجل إتاحة فرصة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية”. وجاء في بيان الرئيس الأميركي ونظيره الفرنسي المشترك ” إن القتال لم يعد يُحتمل،  وإنه يمثل خطرا غير مقبول قد يجر لتصعيد إقليمي أوسع نطاقا.  إلا أن الطرف الإسرائيلي رفض المقترح، ورد بتصعيد هجماته على حزب الله.

وبحسب المراقبين، فإن تقييم تل أبيب سلبي جداً للدور الفرنسي، وتعتبر الحكومة الإسرائيلية أن باريس لا تراعي المصالح الاستراتيجية لإسرائيل، ولا يمكن التعاون والتجاوب معها. حتى فكرة الهدنة المؤقتة التي تستمر لثلاثة أسابيع، يرى فيها الإسرائيليون فرصة لحزب الله كي يعيد تنظيم صفوفه وتعزيزها، وهو مرفوض إسرائيلياً.

أما على المستوى الإنساني، فقد أعلنت فرنسا، في 30 سبتمبر 2024 عن تقديم دعم مالي قدره (10)  ملايين يورو للبنان، استجابة للأزمة الإنسانية التي يمر بها البلد. وفي  الثاني من أكتوبر 2024  قالت الرئاسة الفرنسية في بيان إنها ستنظم قريبا مؤتمرا لدعم لبنان، وطلبت من وزير الخارجية التوجه إلى المنطقة. وأضافت أن باريس تتخذ أيضا كل التدابير لمساعدة مواطنيها في المنطقة.بالمقابل، على الصعيد العملياتي، أرسلت باريس سفينة حربية إلى شرق البحر المتوسط في الثاني أكتوبر 2024، بعد وصول حاملة طائرات مروحية في الأول من أكتوبر 2024 للتمركز على الساحل اللبناني استعدادا لأي عمليات إجلاء جماعي. أمن أوروبا ـ موقف الدول الأوروبية من اغتيال حسن نصرالله

موقف فرنسا من التصعيد الإيراني الإسرائيلي

تربط باريس بين التصعيد الإيراني ــ الإسرائيلي المباشر الحالي، وبين الحرب الدائرة في غزة، وترى أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستئناف العمليات الإنسانية “لحماية المدنيين” سيكون له دوره في استبعاد التصعيد بين دولة نووية هي إسرائيل وأخرى وصلت، وفق عدد كبير من المراقبين، إلى الحافة النووية.

ويعتبر الساسة الفرنسيون أن أي حرب قد تنشأ بين طهران وتل أبيب يمكن أن تمتد سريعاً إلى دول أخرى مثل العراق ولبنان وسوريا؛ ما سيشكل حريقاً على مستوى الشرق الأوسط لا أحد يريده. وأوضح الرئيس الفرنسي ماكرون أن فرنسا تتحدث مع كل دول المنطقة، وتحاول أن تكون “قوة وساطة”، مشدداً على الدور الأميركي “لاحتواء إيران”.

بالمقابل، أظهرت فرنسا بالفعل أنها ستقف إلى جانب إسرائيل عسكرياً، عندما شاركت في الأول من أكتوبر 2024 في اعتراض الصواريخ الإيرانية تجاه إسرائيل رداً على اغتيال حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله اللبناني، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران. حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان “إن فرنسا تدين الهجوم على إسرائيل بالصواريخ الباليستية التي أطلقت من إيران. وتؤكد التزامها المطلق بأمن إسرائيل. وشاركت بوسائلها العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني”. ولم يتطرق البيان إلى تفاصيل أخرى عن الدور الذي لعبته في التصدي للهجوم الإيراني، لكن مسؤولا قال إن فرنسا شاركت في اعتراض الصواريخ الإيرانية.

وسبق اعترضت الطائرات الفرنسية طائرات بدون طيار وصواريخ إيرانية فوق المجال الجوي الأردني في 14 أبريل2024.  إذ أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون حينها إن الطائرات الفرنسية المرابطة في الأردن في إطار القوة الدولية لمحاربة تنظيم “داعش” قد شاركت في التصدي للمقذوفات الإيرانية “بناءً على طلب الأردن”. أمن دولي ـ ما هو موقف فرنسا من التصعيد ما بين إسرائيل وإيران؟

تقييم وقراءة مستقبلية

– تربط باريس بين التصعيد الإسرائيلي وحزب الله الحالي، وبين الحرب الدائرة في غزة، وترى أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، سيكون له دوره في تجنب خطر اندلاع حريق إقليمي كبير.

– دفعت دوائر القرار في فرنسا منذ أكتوبر 2023، عديد المبادرات  لتهدئة في لبنان، تراعي المصالح الإسرائيلية، لا سيما لجهة تعزيز القوات الأممية المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وإبعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود مع إسرائيل.

– على الرغم من المحاولات العديدة التي بذلتها فرنسا  لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله ، إلا أن باريس فشلت حتى الآن في الحصول على أي تنازلات من الأطراف المتحاربة.

– يعود الفشل الفرنسي في التقدم بمبادرات للحل أو التهدئة، بالأساس، إلى عدم ثقة جميع الأطراف المتصارعة، سواء من اللاعبين الكبار، كالولايات المتحدة وإيران، أو وكلائهما، وعلى رأسهم إسرائيل، بالدور الفرنسي

–  لا يسع فرنسا سوى “تقديم الدعم” للبنان، وتحشيد الأوروبيين لتقديم المساعدات، وهو ما كان واضحاً في كلام وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان نويل بارو من بيروت، في الأول من أكتوبر 2024، بقوله إن “زيارته للبنان هي لتوجيه الدعم والتضامن للبنانيين، مع تقديم مساعدة إنسانية ملموسة ، ومواصلة جهودنا لوقف العمليات العدائية والتوصل إلى تسوية دبلوماسية.

– من المرجح أن تشارك فرنسا في صد أي هجوم إيراني أخر مرتقب على إسرائيل من خلال المضادات الجوية، في حين من المستبعد أن تشارك مع إسرائيل في أي هجوم رد فعل تشنه تل أبيب على طهران تحسباً من اشتعال المنطقة.

ـ رغم ماتسعى له فرنسا من بذل جهود دبلوماسية في لبنان وربما في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوحزب الله، تبقى هذه المساعي محدودة جداُ، بسبب عدم وجود قدرة إلى فرنسا بالضغط على أطراف الصراع مثلما تفعله الولايات المتحدة، ومن المستبعد أن تأتي بنتائج إيجابية في لبنان أو غزة بسبب تعقيد الصراع.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=97348

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

France’s Diplomatic Role in the Middle East Post-October 7
https://n9.cl/9dlpk

French-American initiative calls for 21-day ceasefire in Lebanon
https://n9.cl/gnkl8

France’s new government aims to calm the political storm. What will it mean for foreign policy?
https://n9.cl/t8iq8

French navy deploys near Lebanon as Israel launches ground raids on Hezbollah
https://n9.cl/slel0

France helps down Iran missiles, Germany sees risk of region ablaze
https://n9.cl/0tcn2

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...