الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ دور دولة الإمارات العربية في مكافحة الاتجار بالبشر والحد من انتشار الأسلحة

أكتوبر 11, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (24)

تبذل دولة الإمارات جهود كبيرة من أجل مكافحة جرائم الإتجار بالبشر والجريمة المنظمة، وتتصدى لهذه الظاهرة إقليمياً ودولياً عبر ركائز أساسية تشمل الأطر القانونية، والوقاية والمنع، والملاحقة القضائية، والعقاب، حماية الضحايا، وتعزيز التعاون الدولي. وعلى صعيد أخر، تلتزم دولة الإمارات بتشريعات وقرارات حظر الأسلحة الكيميائية والنووية، ووضعت تدابير تحقُق معترف بها دولياً، لضمان امتثالها. فيما تؤكد الإمارات عبر مختلف المحافل الدولية، بضرورة الالتزام بالاتفاقيات المتعلقة بنزع السلاح، وعدم الانتشار.

جهود دولة الإمارات العربية في مكافحة الاتجار بالبشر

تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة جريمة الاتجار بالبشر بكل أشكالها الواردة في تعريف الأمم المتحدة لها، والتي تضم: “تجنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو إيواؤهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو استغلال السلطة أو استغلال حالة استضعاف، أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال. ويشمل الاستغلال، كحدّ أدنى، استغلال دعارة الغير أو سائر أشكال الاستغلال الجنسي، أو السخرة أو الخدمة قسراً، أو الاسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق، أو الاستعباد أو نزع الأعضاء”.

أولاً: على المستوى القانوني

وتعتبر دولة الإمارات طرفا رئيسيا في الحملة العالمية لمكافحة الاتجار بالبشر. حيث كانت أول دولة في المنطقة تسن قانوناً شاملاً لمكافحة الاتجار بالبشر، وهو القانون الاتحادي رقم 51 لسنة 2006. وبموجب القانون، فإن الاتجار بالبشر يشمل جميع أشكال الاستغلال الجنسي، وإشراك الآخرين في الدعارة، والاستعباد، وأعمال السخرة، والاتجار بالأعضاء البشرية والخدمة بالإكراه، والتسول والممارسات الشبيهة بالاستعباد.  وينص القانون بالسجن المؤقت الذي لا تقل مدته عن خمس سنوات، وبالغرامة التي لا تقل عن مئة ألف درهم، وذلك للتصدي لهذه الظاهرة محلياً ودولياً. بالإضافة إلى ذلك، يكفل القانون معاقبة أي شخص على علم بحادثة اتجار بالبشر ولا يبلغ عنها.

وتم تعديل القانون في عام 2013 وفقاً لبروتوكول الأمم المتحدة (بروتوكول باليرمو) لمنع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص، وخاصة النساء والأطفال، الذي صدقت عليه الإمارات العربية المتحدة في عام 2009، كما تم تعديل القانون في فبراير 2015 لتعزيز الدعم والحماية للضحايا والشهود.

وتواصلت التشريعات التي أصدرتها الدولة في هذا الصدد، وآخرها «مرسوم بقانون اتحادي في شأن مكافحة الاتجار بالبشر”، صدر في 13 سبتمبر 2023، وأصبح نافذاً في 16 سبتمبر 2023، ويشدِّد العقوبات على مرتكبي جرائم الاتجار بالبشر. وتجدر الإشارة إلى تغليظ العقوبات في حال كان الضحية طفلاً أو معاقاً أو فاقداً للأهلية أو أنثى حاملاً، حيث تكون العقوبة السجن المؤبد والغرامة التي لا تقل عن خمسة ملايين درهم، لتتناسب مع الجريمة.ملف أمن قومي ـ الاستراتيجية المزدوجة لدولة الإمارات العربية المتحدة

ثانياً: على المستوي التنظيمي

سعياً إلى بناء إطار تنظيمي قوي وشامل، فقد أسست الدولة في وقت مبكر أيضاً  “اللجنة الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر”، التي تواصل جهودها منذ إطلاقها عام 2007، في التصدي لهذه الجريمة. وتُعنى اللجنة بدراسة التقارير الدولية والإقليمية والمحلية المتعلقة بهذه الجريمة واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة بشأنها، وتأمين الحماية والدعم للمتضررين. وقد نفذت اللجنة استراتيجية من خمس نقاط لمكافحة خطر الاتجار، تشمل الوقاية والملاحقة القضائية والعقاب والحماية وتعزيز التعاون الدولي، وتصدر اللجنة تقريراً سنوياً عن مكافحة الاتجار بالبشر في الإمارات العربية المتحدة.

ويعد “صندوق دعم ضحايا الاتجار بالبشر” الذي أُنشئ عام 2014، أحد أهم مبادرات اللجنة، حيث قدّم مساعدات تجاوزت أكثر من 300 ألف دولار للضحايا في مراكز ومؤسسات الرعاية في مختلف إمارات الدولة.

كذلك، تمتلك الإمارات العربية المتحدة حالياً شبكة من الملاجئ لحماية ضحايا الاتجار بالبشر وإعادة تأهيلهم. تقع الملاجئ في أبو ظبي (مأوى إيواء للنساء والأطفال)، ودبي (مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال)، ورأس الخيمة (مركز أمان لرعاية النساء والأطفال). كما تم تخصيص خط ساخن للإبلاغ عن حالات الاتجار بالبشر وتمكين الضحايا من طلب الحماية

وقد تبنت وزارة الداخلية عدة آليات لحماية حقوق الإنسان، وخاصة التصدي لجميع أشكال الإتجار بالبشر، ومنها:

  • التوعية، وتعزيز ثقافة مكافحة الإتجار بالبشر
  • التعاون مع الإنتربول الدولي من خلال تبادل المعلومات بشأن جرائم الإتجار بالبشر
  • رصد ومراقبة المتورطين، أوالمشتبه في تورطهم في مثل هذه الجرائم
  • فرض مزيد من الضوابط الصارمة عند منافذ الدخول إلى الدولة
  • استخدام أنظمة مُوحدة للعدالة الجنائية، والإنتربول للتحقق من هوية الأفراد في منافذ الدخول.

وفي هذا السياق، أولت الإمارات أهمية كبيرة لتدريب وتطوير قدرات فرق مكافحة الاتجار بالبشر، من خلال برامج تدريبية متقدمة وورش عمل متخصصة، حيث نفذّت وزارة الداخلية أكثر من257 برنامجاً للتوعية بهذا الشأن.

ثالثاً: على مستوى التعاون الدولي

وبما أن الاتجار بالبشر يبدأ في معظم الأحيان في بلدان الضحايا الأصلية، فقد وقعت الإمارات العربية المتحدة اتفاقيات مع عدة بلدان لتبادل أفضل الممارسات بشأن منع الاتجار بالبشر وتعزيز المساعدة لضحايا هذه الجريمة.

وتشارك دولة الإمارات في العديد من الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الاتجار بالبشر وتثير القضية بانتظام في اجتماع مثل لجنة ميثاق اللجنة العربية لحقوق الإنسان. حيث شاركت وزارة الداخلية في ثلاث عمليات دولية خلال عامي 2021 و 2022 لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر، منها عملية (ليبر تيرا) الدولية والمعنية بمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، بالتنسيق والتعاون مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الإنتربول” بمشاركة (47) دولة، وأدت هذه العملية إلى إلقاء القبض على (286) شخصاً، وإنقاذ (430) من ضحايا الاتجار بالبشر، إلى جانب تخليص (4000) من المهاجرين غير الشرعيين في (74) دولة حول العالم، وقيام الأجهزة الشرطية عبر العالم بعدد من الأنشطة العملياتية ضمن عملية (ليبر تيرا) ومن بينها مداهمات، وتكثيف للدوريات وتبادل المعلومات، وبلغت العمليات التفتيشية في المطارات والمنافذ الحدودية (اسل500) ألف عملية وتم الشروع في (60) تحقيقاً جديداً عبر العالم.

استكمالاً لجهودها، أطلقت الإمارات مبادرة “حوار أبوظبي” في فبراير 2024 لتنظيم المشاورات بين الدول المرسلة والمستقبلة للعمالة في قارة آسيا، إضافةً إلى كونها طرفاً رئيسيّاً في «الحملة العالمية لمكافحة الاتجار بالبشر». أمن قومي ـ دولة الإمارات العربية تستقطب رواد الابتكار في الذكاء الاصطناعي

جهود دولة الإمارات في الحد من انتشار الأسلحة

تبنت دولة الإمارات في ظل مساعيها المتواصلة لإرساء الاستقرار والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي، استراتيجية ارتكزت دعائمها على مكافحة انتشار الأسلحة التقليدية والكيميائية والنووية، والعمل على إقامة عالمٍ خالٍ من الأسلحة غير التقليدية، كما طالبت الإمارات عبر مختلف المحافل الدولية، وفي كل المناسبات ذات الصلة بضرورة الالتزام بالاتفاقيات المتعلقة بنزع السلاح، وعدم الانتشار.

مكافحة الانتشار النووي

حرصت الإمارات على إبرام اتفاقية “ضمانات شاملة” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عام 2003 ووقعت على بروتوكولها الإضافي عام 2009، والذي يعد آلية موثوقة لضمان استخدام المواد والمرافق النووية للأغراض السلمية حصراً،

وضعت دولة الإمارات تدابير تحقُق معترف بها دولياً، لضمان امتثالها بالتزاماتها النووية، من ضمنها الاستثمار في البرامج السلمية؛ ، خاصة أن دولة الإمارات تمتلك فعلياً عدداً من المفاعلات النووية،  وقد وافقت الإمارات على جميع إجراءات وضمانات السلامة ذات الصلة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والمادة 123 من قانون الطاقة الذرية للولايات المتحدة. (والتي توضح الإطار القانوني المطلوب للتداول التجاري في مواد الطاقة النووية السلمية بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى). ويستند برنامجها السلمي إلى ست التزامات تشمل؛ الشفافية التشغيلية، وأعلى معايير حظر الانتشار وضمان السلامة والأمن والاستدامة.

وتشمل جهود الإمارات لمكافحة الأسلحة المحرمة دولياً مواقف عدة؛ كان أحدثها في 12 أبريل 2024 من خلال مطالبة كوريا الشمالية بتفعيل مسار كامل، قابل للتحقق، ولا رجعة فيه لنزع سلاحها النووي، وإدانة تصريحات أدلى بها وزير التراث الإسرائيلي بشأن استخدام السلاح النووي ضد غزَّة في نوفمبر 2023، خلال مؤتمر إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.

حظر الأسلحة الكيميائية

التزمت دولة الإمارات التام بأحكام الاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وتنفيذ بنودها، وقد عملت الإمارات على اصدار القانون الوطني لحظر الاسلحة الكيميائية وانشاء الالية الوطنية للتنفيذ من خلال اللجنة الوطنية للسلع والمواد الخاضعة لرقابة الاستيراد والتصدير المناط بها تنفيذ القانون الوطني الخاص بحظر استحداث وانتاج وتخزين الاسلحة الكيميائية وعلى احكام الرقابة الداخلية الخاصة بالمواد الكيميائية وتقديم عملية الاعلانات السنوية بكل شفافية وفق النظام الالكتروني المعتمد من المنظمة.. كما عملت الدولة على خلق الكوادر الوطنية المتخصصة والالتحاق بالدورات التي تعدها المنظمة مما يسهم في تعزيز التعاون البناء لتنفيذ احكام الاتفاقية.

وتماشيا مع تعزيز أطر الشراكة الدولية مع المنظمات الإقليمية والعالمية، استضاف المكتب التنفيذي للرقابة وحظر الانتشار فرناندو أرياس – المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 13 سبتمبر 2023، في زيارة تعد الأولى من نوعها في المنطقة للتعاون الوثيق بين الدولة والمنظمة في تنفيذ بنود الاتفاقية الأسلحة الكيميائية وايماناً منها برسالة المنظمة في سعيها لتحقيق عالم خالي من الأسلحة الكيميائية.

الحد من انتشار الأسلحة الخفيفة

أكدت الإمارات في عديد المحافل الدولية على أن الأسلحة الصغيرة والخفيفة وذخائرها تعد المسبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن العنف عالميا، الأمر الذي يحتم وضع ضوابط أكثر فعالية لمنع تحويل مسارها وإساءة استخدامها والحد من انتشارها، داعية الى تسخير التكنولوجيا الحديثة لمراقبة تدفق الأسلحة أو حظرها.

واقترحت الإمارات في بيان ألقته أمام مجلس الأمن في ديسمبر 2023 بعض بعض التقنيات التي يمكن أن تساهم في تعزيز رصد حركة الأسلحة، ومنها تكنولوجيا المراقبة عبر الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، والتي يمكن استخدامها لرصد مناطق جغرافية واسعة لحركة الأسلحة غير المشروعة وتحديد مواقع التصنيع غير القانونية، وذلك بموافقة الدول المعنية. وقد كرمت جامعة الدول العربية، دولة الإمارات لجهودها في دعم مشروع مكافحة الانتشار غير المشروع للأسلحة الصغيرة والخفيفة في الدول العربية والذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في 15 سبتمبر 2024. أمن دولي ـ دولة الإمارات العربية، تحولات في موازين القوى

تقييم وقراءة مستقبلية

– أولت الإمارات أهمية كبيرة لقضية الاتجار بالبشر، ودأبت على اتخاذ خطوات جادة للقضاء على هذه الجريمة اللاإنسانية، حيث تعد الإمارات أول دولة في المنطقة تسن قانوناً شاملاً لمكافحة الاتجار بالبشر في 2006، واستمرت في تطويره، حيث أسفرت جهودها عن إصدار قانون جديد لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر، في عام 2023، الذي يعمل على استحداث خدمات لتوفير الحماية للضحايا وفرض عقوبات رادعة على الجناة، ولا سيما بفرض عقوبات صارمة للأفعال تضع الأبرياء في ظروف استغلالية”.

– ركزت الدولة في جهودها لمكافحة الاتجار بالشبر على أربع مجالات، وهي: الوقاية، وبناء القدرات على الصعيدين الوطني والإقليمي، وتوفير الحماية القانونية والاجتماعية للضحايا، وتعزيز التعاون الدولي والالتزام به.

– تبنت دولة الإمارات استراتيجية بإرساء السلام والأمن الدولي ارتكزت دعائمها على مكافحة انتشار الأسلحة النووية، والعمل على إقامة عالمٍ خالٍ من الأسلحة غير التقليدية، كما طالبت الإمارات عبر مختلف المحافل الدولية، وفي كل المناسبات ذات الصلة بضرورة الالتزام بالاتفاقيات المتعلقة بنزع السلاح، وعدم الانتشار.

– تؤكد دولة الإمارات على أهمية التوصل إلى توافق لإحراز تقدم في القضايا العالقة المتعلقة بنزع السلاح والأمن الدولي، واتباع نهجٍ يعزز العمل المشترك تحت رعاية الأمم المتحدة،

– انتهجت دولة الإمارات سياسة التعاون متعدد الأطراف لمعالجة الجوانب المتعلقة بمسائل نزع السلاح والأمن الدوليين كافة، لا سيما مع تفاقم الصراعات المسلحة، وتنامي التحديات التي غدت تسهم في تآكل النظام العالمي لنزع السلاح وعدم الانتشار، وتراجع التزامات الدول تجاهه.

– بات مرجحاً أن تستمر دولة الإمارات في جهودها الحثيثة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في مكافحة الاتجار بالبشر والحد من انتشار الأسلحة.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=97560

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

Combatting Human Trafficking
https://n9.cl/10u2k

United Arab Emirates: New Decree-Law Issued to Combat Human Trafficking
https://n9.cl/6iout

The UAE Nuclear Energy Policy
https://n9.cl/q3atr

الجامعة العربية تكرم الإمارات لجهودها في دعم مكافحة الاتجار و الانتشار غير المشروع للأسلحة
https://n9.cl/ey3pw

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...