الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب .. توسع رقعة الإرهاب والحروب بعد 11 سبتمبر

سبتمبر 11, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ECCI 

بعد أكثر من عقدين من هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية في نيويورك 2001 ، لا تزال الشبكات الإرهابية: داعش ، القاعدة والتطرف الذاتي، الذئاب المنفردة في أوروبا ، تشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن، وتتكيف مع التقنيات الجديدة وتنتقل عبر الحدود، رغم إن الإرهاب في دول أوروبا أصبح محلياً. قبل أكثر من عشرين عامًا ، شرعت أمريكا في إعادة تشكيل النظام العالمي بعد هجمات 11 سبتمبر2001، و من السهل اليوم استنتاج أن سياستها الخارجية قد تم التخلي عنها على مدرج في مطار كابول. حيث قال الرئيس جو بايدن إن الخروج من أفغانستان كان بمثابة “إنهاء حقبة” من الحروب البعيدة ، لكنه ترك حلفاء أمريكا في حالة ذهول . لكن في أعقاب حرب أوكرانيا عام 2022  يبدو غن الولايات المتحدة تسعى الى توسع الناتو واستنزاف روسيا واضعاف دول أوروبا.

اليوم يكون قد مضى اكثر من عشرين عامًا على هجمات 11 سبتمبر التي أودت بحياة ما يقرب من 3000 شخص وغيرت سياسات الولايات المتحدة والعالم بشكل كبير .ورغم مرور عقدين من الزمن واحتلال الولايات المتحدة كل من افغانستان  في 2001 والعراق في 2003 ، فقد أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالية، تحذيراته  من احتمال استغلال الدماعات المتطرفة هذه المناسبة لشن عمليات إرهابية جديدة.

كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر حدثًا حاسمًا للمتطرفين والإرهابيين العالميين وتعتبر أفظع العمليات الإرهابية المعقدة، فقد قتل ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص (2977 ضحية بالإضافة إلى تسعة عشر إرهابيًا من القاعدة) ، وجرح ما يقدر بخمسة وعشرين ألفًا ، وألهم هجمات في بالي وجربة ولندن ومدريد وأماكن أخرى.

أنتجت “الموجة” الحالية من الإرهاب عددًا كبيرًا من الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء أوروبا  والعالم أيضًا: تفجيرات مدريد ولندن عامي 2004 و 2005 ، هجمات باريس في عامي 2015 و 2016 ، وتفجيرات بروكسل في عام 2016 ، وتفجير مانشستر أرينا في عام 2017 على سبيل المثال لا الحصر.

الولايات المتحدة تدرس “صفقة الإقرار بالذنب” مع المتهمين ولهذا السبب كان هناك صراع منذ سنوات من أجل ما يسمى “صفقة الإقرار بالذنب” في قضية المشتبه فيهم الإرهابيين الخمسة.  في النظام القانوني الأمريكي، يشير هذا إلى التنازلات المقدمة للمشتبه بهم بشرط الاعتراف بالذنب.  وعلى وجه التحديد: لا عقوبة الإعدام للمشتبه بهم الإرهابيين الخمسة إذا اعترفوا بتورطهم في هجمات 11 سبتمبر. وسيكون ذلك بمثابة الأساس القانوني لمحاسبتهم.

رفع السرية عن بعض الوثائق

وفي هذا السياق، وجه الرئيس جو بايدن يوم 09 سبتمبر 2021 برفع السرية عن بعض الوثائق المتعلقة بالهجمات ، في بادرة داعمة لعائلات الضحايا الذين سعوا منذ فترة طويلة للحصول على السجلات.الأمر يطلب من وزارة العدل والوكالات التنفيذية الأخرى لبدء مراجعة رفع السرية ، ويتطلب الإفراج عن الوثائق التي رفعت عنها السرية خلال الأشهر الستة المقبلة . ربما قرار رفع السرية، عن الوثائق بعد عشرين عاما، لا تكشف اشياء كثيرة، لكنها ممكن ان تخلط الأورواق لاغراض سياسية ممكن ان تصب لصالح ادارة بايدن، مع احتمالات عرض التحذيرات من وقوع عمليات إرهابية.

تطورت احداث 11 سبتمبر بغزو الولايات المتحدة العراق في مارس 2003 – خطأ فادح،  أدى تفريغ الجيش العراقي وانهيار الإدارة إلى اندلاع حرب أهلية وخلق بيئة لظهور القاعدة في العراق. وأدى الانسحاب إلى ظهور داعش من جديد في العراق وسوريا.  فبعد أن سقطت أفغانستان مرة أخرى في يد طالبان ، التي استضافت القاعدة في تحالف مضطرب ، فإن إعادة تنشيط القاعدة اصبح امر محتملا .بين عودة طالبان والخطر المستمر الذي يشكله تنظيم داعش، أصبح التهديد العالمي للإرهاب أسوأ مما كان عليه قبل عشرين عامًا.

غزو العراق : غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 لمواجهة تهديد لم يكن موجودا وبدون خطة لما سيحدث بعد سقوط الرئيس صدام حسين. فقد انخرطت في ممارسة عشوائية ومتغيرة باستمرار في بناء الدولة. ثم غادرت العراق قبل الأوان في عام 2011 ويبدو أنها تكرر العملية هناك في عام 2021. أظهرت التحقيقات والتقارير من داخل الإدارة الأمريكية والاستخبارات والبيت الأبيض، أن الحرب على العراق واحتلاله، كانت مفبركة، وقائمة على ادعاء أن العراق يمتلك اسلحة كيميائية وأسلحة دمار شامل، وجميعها كانت اكذوبة كون العراق، تخلص من ترسانة أسلحته الكيميائة وصواريخه الباليستية.  وقد أكدت التحقيقات أن العراق، كان قد قدم كل ما يجب أن يقدمه إلى فرق التفتيش، لكن رغم ذلك، كانت الولايات المتحدة هي من تدير فرق التفتيش وتؤثر على تقاريرهم.

حرب غزة : تصاعدت المخاوف بعد السابع من أكتوبر 2023  من أن حرب غزة قد تمتد إلى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وذلك بعد تسريع وتيرة الهجمات والتصعيد في قطاع غزة، فمنذ اندلاع الحرب شهدت المناطق الحدودية لإسرائيل تصعيدا عسكريا متزايدا لا سيما “حزب الله” والبنى التحتية العسكرية التابعة له قرب الحدود.

حرب أوكرانيا : لا تزال التداعيات الناتجة عن الحرب في أوكرانيا مستمرة لأكثر من عامين على المستوى الدولي والإقليمي، حيث لم تؤد الحرب في أوكرانيا إلى إعادة ترتيب جيوسياسي فحسب، بل تسببت في العديد من الأزمات. وساهمت الحرب في أوكرانيا إلى خلق نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، وتصاعد المخاوف من تنامي التطرف والإرهاب، وتعطيل طرق التجارة وسلاسل التوريد، بل وصل الأمر إلى تأثيرها على سباق التسلح النووي.

البحر الأحمر : تستهدف هجمات الحوثيين سفن الشحن المتجهة إلى إسرائيل وحدها ستكون لها عواقب على نطاق عالمي إذا انتهت إلى منع الملاحة في هذا المحور الحيوي، مما يجبر الولايات المتحدة على اتخاذ شكل من أشكال التوازن الجيوسياسي. وتظهر الصعوبة التي تواجهها الولايات المتحدة في إنشاء تحالف بحري يهدف إلى منع هذه الهجمات مدى العقبات القائمة.

الساحل الإفريقي : تثير الانقلابات العسكرية في منطقة الساحل الإفريقي، ومحاولات الانقلاب التي زعزعت استقرار غرب ووسط أفريقيا مخاوف بشأن مستقبل منطقة الساحل، وهي المنطقة التي أصبحت مركزاً للإرهاب على مستوى العالم. يشكل الانقلاب العسكري في النيجر تهديداً ليس فقط على الأمن الإقليمي ولكن على الأمن الدولي من خلال نشوب أزمة هجرة جديدة وتنامي أنشطة الجماعة المتطرفة والجريمة المنظمة.

افغانستان ـ حركة طالبان : لا يزال هناك قلق دولي، من أن تدعم طالبان  التنظيمات المتطرفة، وخاصة تنظيم القاعدة ، مما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي. يمكن أن تصبح أفغانستان ملاذًا آمنًا للجماعات المتطرفة لشن هجمات إرهابية حول العالم. رغم تصريحات طالبان بأن “أراضي أفغانستان لن تُستخدم ضد أمن أي دولة أخرى”.

داعش : لقد مرت عشر سنوات بالضبط منذ أن أعلن تنظيم داعش “خلافته”، التي أعلنها للعالم بعد أيام مؤسسها أبو بكر البغدادي من مسجد النوري في الموصل. واستولى التنظيم، على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، وفرض نسخته المتشددة الدموية، وفرض عقوبات قاسية وجرائم قتل. وعلى مدى السنوات الخمس التالية، تمكن التنظيم من جذب الآلاف من “الجهاديين” المحتملين من جميع أنحاء العالم إلى ما وعد به بدولة “الخلافة الإسلامية “.

 ولاية خراسان : اكتسب تنظيم “داعش ـ خراسان” قدرات متزايدة وحرية في الحركة مع صعود طالبان للحكم، ورغم اعتماده في 2015 حينما تأسس، على أعضاء سابقين في تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان وباكستان، إلا أنه استخدم دعاية ضدهما ودخل في منافسة مباشرة معهما. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن أعداد التنظيم في أفغانستان تتراوح ما بين (8- 9) آلاف مقاتل، بينما تشير التقديرات الأممية إلى (6) آلاف مقاتل.

النتائج

ـ تشظي وتفرع الإرهاب، ليتحول الى إرهاب لامركزي، دوليا وعابر للحدود، فبعد ان كان تنظيم القاعدة المركزي يدير فروعه ويحصل على البيعات مقابل التمويل والدعم اللوجستي والتدريب، فبعد مقتل زعيم القاعدة بن لادن عام 2011، تحول التنظيم الى تنظيم لامركزي، وحصلت انشقاقات ابرزها ظهور تنظيم داعش، وخلافات مع جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات والفصائل قاعدية الهوى.

ـ توسع خارطة الإرهاب دوليا، لو استعرضنا “البقع السوداء” الجغرافية التي تتتواجد فيها الجماعات المتطرفة، فقد اصبحت اكثر انتشارا ماقبل 2001 : افريقيا ـ الساحل الافريقي ـ شمال افريقيا ـ جنوب افريقيا، جنوب اسيا، غرب أسيا، جنوب شرق آسيا وفي منطقة الشرق الاوسط.

ـ ان الجماعات المتطرفة تحولت الى ورقة “جيوبولتيك” تستخدمها او تتوافق معها اطراف اقليمية ودولية من اجل الضغط على الحكومات.

ـ بعد  أكثر من عشرين عامًا من أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، ومع الانسحاب الأخير لجميع القوات الغربية من أفغانستان ، أصبح العالم  مرة أخرى على مفترق طرق في السياسة الدولية وهذا مايدفع الحكومات إلى مراجعة التعاون الأمني والإستراتيجيات في محاربة التطرف والارهاب.

ـ ان الفشل الاميريكي في محاربة التطرف والإرهاب حول العالم، ودخول الولايات المتحدة حروب طويلة في أفغانستان والعراق لم تكن أبدًا حروبًا ضد الإرهاب أو التطرف في حد ذاتها ، بل كانت نتيجة لجهود متعثرة إلى حد ما لتغيير النظام السياسي والاقتصادي لكل بلد، فنتجت حكومات فاسدة. من الواضح تمامًا من تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان والمفتش العام الرئيسي والبنك الدولي. أن الولايات المتحدة فشلت في إنشاء نظام أفغاني ناجح وصادق وفعال .

ـ لقد حفزت عمليات 11 سبتمبر العالم على التكاتف لمحاولة دحر الإرهاب، و لمواجهة التهديد المشترك ، قامت القوات العسكرية وسلطات إنفاذ القانون وأجهزة الاستخبارات ببناء قواعد بيانات مشتركة وتبادل الأفراد وإجراء تدريبات وعمليات مشتركة وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا والخبرة والتجربة.  وكانت الولايات المتحدة القوة الدافعة وراء هذا الجهد ، لكنها اليوم تواجه مجموعة جديدة من التهديدات الرهيبة.

ـ إن العمل العسكري والحملات العسكري الواسعة، لايعني القضاء على الإرهاب، العمليات العسكرية، والجهد العسكري و “مزاوجته” بالعمل الإستخباري مطلوب، لكن الاهم ان تكون هناك سياسات متكاملة وحزمة سياسات واجراءات تركز على بناء التنمية المستدامة واقامة قواعد اساسية الى انظمة سياسية حقيقية.

ـ العالم يشهد اليوم سياسة جديدة في مكافحة الإرهاب “عبر الأفق” دون نشر القوات على الارض، ياستخدام الطائرات المسيرة وتوجيه الضربات عن بعد والحرب بالوكالة.

ـ إن الإرهاب بعد أكثر عشرين عاما، مازال عابرا للحدود، فلا توجد دولة بمأمن من الإرهاب، وكذلك لايمكن لدولة ان تحارب الإرهاب بمفردها، وهذا مايتطلب بذل جهود جديدة في إقامة تحالفات جديدة لمحاربة الإرهاب والتطرف، ترتقي الى التحديات الجديدة حول العالم.

ـ تصنف منطقة الساحل الإفريقي بالأخطر عالمياً، حيث شهدت تنامي لأنشطة الجماعات المتطرفة، والعمليات الإرهابية في المناطق الحدودية بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

ـ اصبح الإرهاب والتطرف في دول أوروبا محلياً، غير مستورداً، وهذا ما عكسته العمليات الإرهابية التي شهدتها دول أوروبا خلال عام 2024.

ـ هناك توسغ إلى رقعة الحرب في غزة وكذلك انخراط بعض دول الناتو أكثر في حرب أوكرانيا ضد روسيا وهذا مايجعل العالم أقل أمناً .

رابط نشر مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=77247

رابط تحديث ..https://www.europarabct.com/?p=96537

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...